شهد القطاع الصناعي دفعة جيدة في 2017 بفضل إطلاق عدة مشاريع في عدة شعب على رأسها قطاع السيارات متبوع بصناعات الإسمنت والصلب غير أن المناولة في مقابل ذلك لم تستطع إلى الآن بلوغ الحركية المنشودة.
وشهدت شعبة السيارات جهودا متسارعة في 2017 من خلال إطلاق عدة مشاريع ودخول حيز الخدمة لعدة مصانع تركيب في الوقت الذي لم تمنح فيه أي رخصة استيراد.
ولتأطير أفضل لشعبة تركيب وإنتاج السيارات في الجزائر تم إصدار مرسوم تنفيذي يتضمن دفتر شروط يضبط بوضوح شروط ممارسة هذا النشاط.
وكانت المنطقة الصناعية لسيدي خطاب بغليزان عرفت هذا العام تدشين مصنع تركيب جديد كثمرة للاتفاق بين مجمع سوفاك الجزائري والمصنع الالماني فولكسفاغن.
والتزم الطرفان ببلوغ نسبة إدماج وطني تتجاوز 40 بالمائة مقابل 15 بالمائة حاليا بعد خمس سنوات من دخول المصنع مرحلة الإنتاج.
كما تم التوقيع على اتفاقية المساهمين بين المجمع العمومي بي ام او قسنطينة والمجمع الخاص كوندور وشركة بالبا برو مع المجمع الفرنسي بي اس أ بيجو لإنتاج سيارات علامة الأسد ابتداء من عام 2018 باستثمار تتجاوز قيمته 100 مليون يورو.
ويتضمن العقد عدة تدابير مرافقة: إنشاء أكاديمية لبي أس أ في الجزائر بغرض تكوين اليد العاملة الجزائرية في مجال التجميع وصناعة السيارات وكذا قدوم مجهزي بيجو إلى الجزائر لإقامة شراكات مع متعاملين محليين.
من جهته أضاف مركب انتاج السيارات التابع لمجمع طحكوت سيما موتورز إلى تشكيلة سيارات هيونداي التي يركبها سيارة "هيونداي هاتشبارك".
وأطلق ذات المجمع في ولاية سعيدة مشروع مصنع لتركيب السيارات من علامة سوزوكي بالشراكة مع اليابانيين حيث ينتظر أن يدخل المصنع حيز الإنتاج منتصف 2018.
وفضلا عن السيارات السياحية فإن الحيوية التي تعرفها شعبة الميكانيكا امتدت لفرع السيارات النفعية. وفي هذا الإطار تم إطلاق انجاز مصنع بمفتاح (البليدة) لتركيب سيارات صناعية من علامة رونو تراكس وفولفو نتيجة للاتفاق الذي تم التوصل إليه بين المجمع الجزائري بي اس اف سواكري ونظيره الفرنسي رونو تراكس.
وشمل النشاط اللافت الذي ميز الشعبة في عام 2017 أيضا الصناعة العسكرية حيث شرع في إنتاج عدة أصناف من السيارات الموجهة لحاجيات قطاع الدفاع فضلا هيئات القطاع المدني العام والخاص.
حديد وصلب: إطلاق عدة مشاريع
لا يغطي الإنتاج الوطني من الحديد والصلب حاليا سوى 30 إلى 35 بالمائة من حاجيات السوق بينما تقدر الفاتورة السنوية لاستيراد هذه الفئة من المنتجات بحوالي 5 ملايير دولار بحجم وصل إلى 6 ملايين طن.
ولسد هذا العجزي تم إطلاق عدة عمليات في 2017. ويتعلق الأمر بدخول حيز الخدمة لخط الإنتاج الأول لمركب بلارة (جيجل) وإعادة تجهيزات مركب الحجار (عنابة) للخدمة وتوسعة المركب الجزائري التركي "توسيالي الجزائر"(وهران) وكذا إطلاق مصنع لإنتاج الأنابيب المعدنية ببطيوة (وهران).
ويتوج مركب بلارة الشراكة التي تربط شركة سيدار والصندوق الوطني للاستثمار وقطر ستيل الدولية باستثمار تقدر قيمته ب2 مليار دولار.
أما مركب الحجار فقد استفاد من عملية عصرنة تجهيزاته الصناعية مع تأهيل كلي للفرن العالي ووحدة تحضير المادة.
وفيما يخض مركب توسيالي تم إجراء توسعة في حين عرف مصنع إنتاج الأنابيب دخول حيز الخدمة.
وبخصوص مركب الأنابيب المعدنية ببطيوة (وهران)ي يتعلق الأمر باستثمار خاص تابع لمجمع حداد للأشغال العمومية بقيمة 21 مليار دج يهدف لإنتاج 450 ألف طن من الأنابيب سنويا موجهة لنقل المياه والغاز والنفط.
المناولة دون مستوى الإمكانيات المتوفرة
يبلغ عدد المؤسسات الجزائرية الناشطة في مجال المناولة حوالي 900 مؤسسة أي 10 بالمائة فقط من النسيج الصناعي المحلي مقابل 20 إلى 30 بالمائة في تونس والمغرب.
دفعت هذه الوضعية إلى جعل المناولة احد أولويات السلطات العمومية قصد تقليص فاتورة استيراد المكونات وقطع الغيار بشكل يسمح ببناء شراكات مستدامة تعود بالنفع على النسيج الصناعي الوطني.
ونجد من بين المشاريع المطلقة في 2017 ضمن هذا النشاطي وحدة إنتاج العجلات الموجهة للمركبات ذات الوزن الخفيف والنفعية بسطيف والذي بادر به مجمع إيريس.
يضاف إلى ذلك مصنع إنتاج الزجاج أفريكافير (جيجل) الذي ينتظر منه دعم جهود تعزيز نسيج المناولة المحلية عن طريق إنتاج زجاج السيارات الأمامي والجانبي ومرايا الرؤية الخلفية وكذا الزجاج المضاعف بالنسبة للمركبات العسكرية.
وزيادة على ذلك تم إطلاق مصنع لإنتاج مقاعد السيارات من طرف شركة مارتور الجيريا اوتوموتيف سيتينغ (وهران) التي تقوم بالمناولة لصالح مركب رونو الجزائر.
كما تم الشروع في عدة مشاريع مناولة بالقطاع العمومي بعد التوقيع على اتفاقيتين إطار بين المجمع النفطي سوناطراك والمجمعين الصناعيين "ايليك الجزائر" والمجمع الجزائري للميكانيكا "أ جي ام".
ولتحقيق شراكة أفضل بين القطاعين العام والخاص لتطوير المناولة المحلية تم التوقيع هذا العام على اتفاقية إطار بين تنسيقية بورصات المناولة الجزائرية وأربع مجمعات عمومية صناعية.
أكثر من ذلك تم اعتماد صيغة تجمعات المؤسسات (الكلاسترز) قصد هيكلة الاستثمارات بشكل أفضل وإقامة أقطاب صناعية جهوية متخصصة: تجمع مؤسسات الميكانيكا الدقيقةي مؤسسات المشروبات تكنولوجيات الإعلام والاتصال.
تنشيط قطاع البتروكيماويات
من أجل تطوير قطاع البتروكيماء من خلال تثمين المحروقات و منتجات نشاط التكرير محليا ي وقعت شركة سوناطراك اتفاقية مع شركة فيرساليس الإيطالية (فرع مجمع إيني) وعقد مع الشركة الهندية "انجينر انديا ليميتد "(إيل) لإجراء دراسات حول مشاريع في قطاع البتروكيماء.
ويتعلق بروتوكول الاتفاق مع "فيرساليس" بدراسات الجدوى لإنجاز مجمعات بتروكيماوية في الجزائر وتعزيز التعاون بين الشركتين في هذا المجال.
أما بالنسبة للعقد الذي تم التوقيع عليه مع المجمع الهندي (ايل) فهو يتعلق بانجاز دراسات المتابعة و الاستشارة لتهيئة وحدة "الإيثيلين" في مجمع "سي بي 1 كا" بسكيكدة.
كما وقعت مجموعة سوناطراك وشركة توتال الفرنسية اتفاقا من شأنه توسيع التعاون بين الطرفين في مجال البتروكيماويات.
كما أطلق مجمع سوناطراك ايضا ثلاثة مشاريع بمبادرة منهي أولها مشروع إعادة تأهيل وحدة "الإيثيلين" في مجمع سكيكدة للبتروكيماويات لإنتاج 120.000 طن من "الإيثيلين" سنويا و أيضا إنجاز مجمع ميثيل ثلاثي بيوتيل إنتاج الأثير (مي تي بي او) بطاقة انتاج 200.000 طن / سنة ومشروع مركب انتاج الألكيل الخطي (LAB) بقدرة 100.000 طن / سنة.
مشاريع جديدة لانجاز مركبات الاسمنت و إنتاج الأدوية والنسيج
وحققت صناعة الإسمنت تقدما ملحوظا في عام 2017 مع الدخول في حيز الخدمة للخط الثاني لإنتاج الاسمنت "بعين الكبيرة" (سطيف) التابع للمجمع العمومي "جيكا". كما تم ايضا افتتاح مصنع الأسمنت "سيلاس " التابع للقطاع الخاص و الكائن ببسكرة و تدشين آخر في تيمقطن (أدرار).
وهدف الحكومة هو تحقيق الاكتفاء الذاتي والحد من فاتورة الواردات التي بلغت 260 مليون دولار في عام 2016 و كذا العمل لتصدير هذا المنتوج .
وبالإضافة إلى ذلك لا يزال قطاع الأدوية يمثل عبئا على إيرادات الدولة الحكومة مع استمرار الواردات التي تتجاوز 1 مليار دولار سنويا.
يشار إلى أن عدد قليل جدا من المشاريع أنجزت خلال 2017 في هذا القطاع و نذكر مصنع في الرحمانية (الجزائر العاصمة) فرع المختبر الأردني دار الدواء متخصص في إنتاج الأدوية لعلاج أمراض العيون والقلب والأوعية الدموية والأعصاب والمسالك البولية ...) في حين أنه تم توقيع اتفاقية شراكة لإنشاء شركة أدوية لأمراض العيون مشتركة بين المختبر الجزائري لتصنيع الأدوية "هوب فارما" وشركة الأدوية السعودية "جامجوم فارما".
وفي سياق تنويع الاقتصادي يعتبر قطاع النسيج أحد المجالات التي تعول عليه الحكومة. وقد سجل هذا النشاط الذي انهار في التسعينيات ديناميكية نسبية في السنوات الأخيرة بفضل توقيع عقود الشراكة.
و في عام 2017 تم التوقيع على مذكرة اتفاق بين المؤسسة العمومية " تكسلاغ " والمجموعة التركية "بوينر ساناي" اللتان دخلتا في مشروع مشترك لإنتاج خيط الصوف والمنتجات النسيجية الأخرى و يقع في ولاية أكم البواقي و الذي من المقرر أن يدخل في حيز الخدمة في2018.
المصدر: واج