أكدت رئيسة الجمعية الوطنية "اقرأ" عائشة باركي اليوم الاثنين بعين الدفلى بأن النسبة المئوية الحالية للأمية بالجزائر تقدر بـ 10.16 % وعلى الرغم من أهميتها إلا أن عدد الأميين في الجزائر كان يقدر عند إنشاء جمعية "اقرأ" في الـ 8 جانفي 1991 بحوالي 7.5 مليون مؤكدة على ضرورة الاستمرار في هذه الوتيرة من اجل تحقيق النتائج المرجوة.
كما أشارت رئيسة جمعية إقرأ ان الإحصائيات أظهرت بوضوح ان الأغلبية الساحقة من الأشخاص المسجلين في دروس محو الأمية هم من الإناث منوهة بشجاعتهن و إرادتهن في كسر بعض الطابوهات و رفع التحديات.
و أكدت في هذا الخصوص على عدم الاندهاش من إرادة النساء في الانعتاق من الأمية موضحة ان هذا السلوك دليل على الإرادة في مكافحة هذه الآفة و كل مظاهرها.
وأضافت باركي بأن النتائج المشجعة المحققة في مجال مكافحة الأمية بالجزائر يدل على النظرة المتبصرة لرئيس الجمهورية سيما بعد وضع الإستراتيجية الوطنية لمحو الأمية في سنة 2007.
و أوضحت باركي في تدخل لها خلال الحفل المنظم بمناسبة إحياء اليوم العربي لمحو الأمية الذي احتضنت فعالياته الرسمية هذه السنة ولاية عين الدفلى أن النتائج المحققة في مجال مكافحة الأمية تعكس "الإرادة السياسية الرامية إلى القضاء على هذه الآفة ذات الانعكاسات الخطيرة جدا" .
و في معرض تطرقها للتعليم الرسمي حذرت باركي من ظاهرة التسرب المدرسي مرجعة هذه الحالة الى التهاون و عدم قيام الأولياء بواجبهم.
و تأسفت في هذا الصدد لكون أن "عديد الأولياء لا يعرفون كيف يتواصلون مع أولادهم و يرجعون ضعف النتائج الدراسية الى غياب الإرادة" مشيرة إلى ان العنف غالبا ما يكون من فعل الشباب الذين تقل أعمارهم عن 16 سنة الذين ترك اغلبهم مقاعد الدراسة في وقت مبكر.
أما المدير العام للديوان الوطني لمحو الأمية و تعليم الكبار كمال خربوش فقد أكد من جانبه على كون محو الأمية واجب وطني مفروض على الجميع. و أضاف يقول انه "بالنظر لكون محو الأمية يشكل عامل انفتاح و حوار فلا يمكن إلا تعزيزه" كما شبه "القضاء على الأمية بالقضاء على التهميش" .
و في إطار حديثه عن اليوم العربي لمحو الأمية أوضح خربوش بأن هذا الأخير يجب أن يشكل فرصة تهدف إلى تجنيد مزيد من الدعم للمبادرات و البرامج المخصصة لمكافحة هذه الظاهرة على مستوى البلدان العربية.
من جانبه أشار القائد العام للكشافة الإسلامية الجزائرية محمد بوعلاق إلى ان الأهمية التي أولاها مؤسس هذه الحركة خلال التواجد الاستعماري في الجزائر (محمد بوراس) لمكافحة الجهل و الأمية نابعة من قناعته بأن مكافحة المحتل لا يجب أن تقتصر على الجانب العسكري.
و تابع قوله "انه كلما زار ساحة الشهداء بالجزائر العاصمة كان يتحادث مطولا مع الشباب الذين كانوا يمسحون أحذية الفرنسيين و يقدم لهم الألبسة الجديدة و يحثهم على دخول دروس محو الأمية" .
كما تميز اليوم العربي لمحو الأمية بتنظيم معرض بدار الثقافة "الأمير عبد القادر" بعين الدفلى تم من خلاله إبراز نشاطات مرتادي مراكز محو الأمية سيما في مجال الصناعات التقليدية.