كشف وزير المجاهدين الطيب زيتوني هذا الثلاثاءأن لجنة تقنية تقوم بجميع "الإجراءات التقنية" الخاصة باسترجاع جماجم المقاومين الجزائريين الموجودة منذ ما يقارب قرنين من الزمن بمتحف الانسان بباريس وإعادة دفنها بالجزائر ، مشيرا الى ان هذه اللجنة باشرت عملها مباشرة بعد تسليم الجزائر طلبا رسميا لفرنسا بخصوص هذا الملف.
وأوضح زيتوني على هامش حفل تكريم الفائزين بجائزة أول نوفمبر 1954 طبعة 2017، تحت الرعاية السامية لرئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة و بحضور وزير الاتصال جمال كعوان ووزير الشؤون الدينية والأوقاف محمد عيسى وعدد من المجاهدين، قائلا " بخصوص ملف استرجاع جماجم المقاومين الجزائريين من فرنسا أصبحت الأن قضية تقنية محضة بعد تسليمنا لطلب رسمي لفرنسا لاعادتها " مبرزا ان " لجنة تقنية تعكف على القيام بجميع الجوانب والاجراءات التقنية الخاصة بعملية استرجاع جماجم شهداء المقاومة الجزائرية بعد تسليم الطلب , على ان يعاد دفنها بالأرض التي دافعوا من أجلها (الجزائر) ".
للإشارة تلقى وزير الخارجية الفرنسي, إيف لودريان يوم الأربعاء الفارط , طلبين أحدهما يتعلق بإعادة الجماجم و قعه وزير الخارجية, عبد القادر مساهل و وزير المجاهدين, الطيب زيتوني وطلب أخر بخصوص استرجاع أرشيف الفترة الممتدة من 1830 الى 1962وقعه مساهل.
وخلال إلقائه كلمة بهذه المناسبة, نوه وزير المجاهدين "بالقرار التاريخي " لرئيس الجمهورية والمتعلق بترسيم 12 يناير كيوم عطلة مدفوعة الأجر, معتبرا أن هذا القرار هو " مكرس لمبادئ وتطلعات الشعب الجزائري في تعميق وتوفير سبل رسالة الوحدة والتماسك والتلاحم من خلال تحصين مورثنا التاريخي والثقافي لمواصلة بناء النهضة في إطار حضارة شريفة ونبيلة بكل مكوناتها التي يعتز بها كل جزائري وجزائرية" .
من جهة أخرى جدد الوزير دعوة الجميع من اجل " المساهمة الفعالة المستمرة والدائمة " للاهتمام بالتاريخ ورفع قيمه ومعانيه لأنه --كما قال " التاريخ ينبوع يرتوي منه اعتزاز الجزائريين وحبهم لوحدتهم وتلاحمهم وتماسكهم " مذكرا ان دائرته الوزارية وضعت" النظام والآليات لتجنيد كل الإمكانيات المادية والبشرية في متناول المهتمين بتاريخنا من اجل الاستفادة من عبره ومعانيه ", ودعا في نفس السياق الأساتذة والباحثين الى تدعيم مجالات البحث التاريخي وإحداث وثبة "نوعية" من خلال عمل "منظم ودقيق " .
وأكد في هذا الإطار أن رئيس الجمهورية أعطى " توصيات وتعليمات كثيفة وقيمة " لتشجيع ودعم عملية البحث والإبداع العلمي والفكري في تاريخنا وحضارتنا المجيدة .
وأوضح أن التنافس في مسابقة أول نوفمبر 1954 التي استحدثت بموجب مرسوم رئاسي مؤرخ في 9 جويلية 1996 "أمر يؤكد عبقرية" الجزائريين والجزائريات ويبرز " عظمة" الشعب الجزائري, وقيم تاريخه ,مبرزا ان الطبعة 22 لهذه الجائزة التي يشرف عليها المركز الوطني للدراسات والبحث في الحركة الوطنية وثورة نوفمبر 54 , عرفت مشاركة 136 عمل فكري وابداعي في مجالات القصة والرواية, الشعر والمسرحية بالإضافة الى البحث التاريخي والشريط الوثائقي , وهي اعمال --كما قال --" تساهم في سن وترسيخ المبادرات التي تخدم الذاكرة التاريخية وتكوين الناشئة كما تشجع على البحث العلمي " .
من جهته دعا رئيس لجنة تحكيم الجائزة لمين بشيشي الى ضرورة " بذل المزيد من الاهتمام بالتاريخ الوطني , خاصة وان جيل اليوم " يتوفر على كامل الإمكانيات " .
للإشارة فان لجنة التحكيم " تحفظت" على الأعمال المشاركة في مجال القصة والرواية لهذه الطبعة " وحجبت جوائزها لعدم رقي الأعمال الى المستوى المطلوب",حسبما أفاد به مدير المركز جمال الدين ميعادي , مبرزا ان الاعتماد المالي للجائزة محدد بمليون دينار جزائري .
وبشأن العدد الاجمالي لهذه الجماجم أوضح السيد زيتوني أن "الرقم موجود لكن يتم التحقيق بشأنه من طرف لجنة تتكون من مختصين جزائريين و تعمل مع الطرف الفرنسي".