شدد الفريق أحمد قايد صالح، نائب وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، هذا الأحد بقسنطينة على أن الجزائر "خط أحمر"، مؤكدا على أنه "لا مجال إطلاقا للمساس بها وبأمنها وبمقدرات شعبها"، حسب ما جاء في بيان لوزارة الدفاع الوطني.
وفي زيارة عمل وتفتيش قادته إلى الناحية العسكرية الخامسة بقسنطينة، ألقى الفريق قايد صالح كلمة توجيهية خلال لقاء ضم قيادة وأركانات و إطارات الناحية تم بثها إلى جميع وحدات الناحية عن طريق تقنية التحاضر عن بعد ، قال فيها أن "الجزائرهي خط أحمر و قد أكدنا مرارا وتكرارا وسنعيدها اليوم مرة أخرىي أنه لا مجال إطلاقا للمساس بها وبأمنها وبمقدرات شعبها".
كما أضاف بأن "الجزائر التي عانت بالأمس من ويلات الاستعمار وأقسم شعبها أن يعلنها في وجه عدوه ثورة شعبية شاملة وعارمة، تصدر طليعتها خيرة أبنائه من الشهداء والمجاهدين الذين استطاعوا أن يحرروها بعد تضحيات جسام، فإنه يتعين على أبنائها اليومي لاسيما أبناء الجيش الوطني الشعبي وكافة الأسلاك الأمنية الأخرى أن يسيروا على نفس الدرب وعلى نفس النهج الوطني الخالص".
و في هذا الإطار، أكد الفريق مواصلة السعي الدائم نحو تأمين وحماية وضمان أمن ووحدة كافة جغرافية الجزائر "فكل جزء من أرض بلادنا لها قسطها من التاريخ الوطني وكل حدث وطني أو ملحمة بطولية أو محطة تاريخية لها حيزها الجغرافي الذي طبعها وأضفى عليها سمة التكامل بين التاريخ والجغرافيا"،مشيرا إلى أن ما تتميز به الجزائر هو وجود "علاقة وجدانية صلبة جداي ومتزايدة القوة والتأثير المتبادل بين المكان والزمان".
الجيش يكون مقاتلين بذهنية " مجاهدين"
و ذكّر الفريق بأهمية هذا اللقاء الذي يأتي عشية احتفال الشعب الجزائري بواحدة من المحطات التاريخية الخالدة والمتمثلة في الذكرى الـ 56 لعيد النصر الموافق لـ 19 مارس، مذكرا بالجهود المثابرة المبذولة على أكثر من صعيد من أجل الرفع من قدرات القوات المسلحة "بما يكفل لها أداء مهامها على الوجه الأكمل" و ذلك وفقا للرؤية "السديدة و بعيدة النظر" لرئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة وزير الدفاع الوطني، على إكساب الجيش الوطني الشعبي القوة الذاتية "المتصاعدة من حيث التطور والمتنامية من حيث التكيف مع ما يكفل حماية الجزائر من كافة المخاطر والتهديدات" و هو ما يعد بمثابة "الرهان الدائم والمتجدد الأهداف والمرامي".
ويتعلق ذلك في المقام الأول -يضيف الفريق قايد صالح-- بتكوين مقاتلين بذهنية المجاهدين "فالقتال يصبح جهادا بأتم معنى الكلمة، إذا ما كان مقصده الأساسي هو نصرة الوطن والانتصار لأرضه فنصرة الجزائر والذود عن حماها يجعل من الفرد العسكري المقاتل مجاهدا بكل ما تحمله هذه العبارة النبيلة من دلالات".
المحجوزات المحظورة يوميا على الحدود الجنوبية تؤكد صواب رؤية الجزائر للتحديات
كما أضاف بأن التشديد على حتمية استلهام أفراد الجيش الوطني الشعبي شعلة حب الوطن من وهج أسلافهم ينبثق أساسا مما يعاش يوميا وما يلاحظ ميدانيا "من حجم ما يتم حجزه وما يتم اكتشافه على طول حدودنا الوطنية لاسيما الجنوبية منها، من محجوزات محظورة، خصوصا ما تعلق منها بالأسلحة المختلفة الأنواع والذخائر متعددة العيارات والأحجام إلى جانب الأطنان من المخدرات" وهو "ما يؤكد يقينا
رؤيتنا الصائبة والموضوعية وقراءتنا الصحيحة للأوضاع وفعالية التدابير الأمنية المتخذة"، يتابع الفريق.
و في سياق ذي صلة، ذكر الفريق برسالة رئيس الجمهورية التي وجهها إلى مجلس وزراء الداخلية العرب في دورته الـ35 المنعقدة بالجزائر الشهر الجاري والتي أكد من خلالها على جدوى وفعالية المقاربة الجزائرية في مجال مكافحة ظاهرة الإرهاب الأعمى و التي جاء فيها أن الجزائر قطعت أشواطا بعيدة في مكافحة الإرهاب، مؤكدا على أن "الهدف القريب والأساسي للجيش الوطني الشعبيي هو القضاء النهائي (...) على هذه الظاهرة التي اتخذت فعلا أشكالا جديدة عن طريق التكنولوجيات الحديثة وشبكات التواصل الاجتماعي" وهو ما يستوجب بالضرورة"العمل الصارم والمتواصل الكفيل بتجفيف منابعه الفكرية وبيئته الاجتماعية وتدمير شبكاته الاتصالية والتواصلية".
للإشارة، كانت الزيارة قد استهلت في يومها الأول بوقوف الفريق قايد صالح رفقة اللواء عمار عثامنية، قائد الناحية العسكرية الخامسة، وقفة ترحم على روح الشهيد البطل "زيغود يوسف" قائد الولاية التاريخية الثانية ومهندس هجومات الشمال القسنطيني في 20 أوت 1955 والذي يحمل مقر قيادة الناحية اسمه، حيث وضع إكليلا من الزهور أمام المعلم التذكاري المخلد له وتلا فاتحة الكتاب على روحه وعلى أرواح الشهداء الأبرار.
وإثر ذلك ترأس الفريق قايد صالح رفقة اللواء عمار عثامنية قائد الناحية اجتماعا ثانيا حضره قادة القطاعات العسكرية وقادة الوحدات الكبرى وهياكل التكوين وممثلي المصالح الأمنية، أين تابع عرضا شاملا حول الوضع الأمني بإقليم الاختصاص قدمه نائب قائد الناحية، ليُسدي بعدها تعليمات وتوجيهات ذات طابع عملياتي وأمني مؤكدا على ضرورة الحفاظ على الجاهزية العملياتية لوحدات الناحية في أعلى مستوياتها، فضلا عن حتمية مواصلة جهود مكافحة شراذم فلول الإرهاب إلى غاية اجتثاث هذه الآفة وإلى الأبد من بلادنا.
كما قام بعد ذلك بوضع حجر الأساس لإنجاز المركز الجهوي للإشارة، ليترأس إثر ذلك مراسم تسمية النادي الجهوي للجيش بقسنطينة، باسم أحد شهداء الثورة التحريرية المجيدة، الشهيد عبد الحميد قربوع وذلك بحضور أفراد من عائلة الشهيد الذين تم تكريمهم بالمناسبة.
المصدر : الإذاعة الجزائرية/وأج