
اقترحت وزيرة البريد والمواصلات والتكنولوجيات والرقمي، هدى ايمان فرعون ، هذا الثلاثاء بالجزائر العاصمة خلال أشغال الدورة ال37 لمجلس إدارة الاتحاد الإفريقي للبريد انشاء "بريد افريقي ذكي" وحيد.
وأشارت الوزيرة خلال هذا المجلس الى ان "الجزائر تقترح انشاء بريد افريقي ذكي يتم من خلاله استحداث شبكة بريدية وحيدة" مضيفة أن "هذا البريد الجديد سيكون بمثابة وسيلة تسمح بعرض منتجات و تقديم خدمات حديثة موحدة وذات جودة عالية".
وأردفت الوزيرة ان "هذا النظام البريدي الذكي الذي سيكون مرتكز على التكنولوجيات الحديثة للإعلام والاتصال سيسمح أيضا للدول الافريقية بتحسين بشكل محسوس أنشطتها البريدية على كافة الأصعدة و بتطوير شبكاتها البريدية و كذا بتنويع خدماتها.
كما أوضحت أن قطاع البريد الافريقي الذي يواجه تحديات جديدة على غرار نشر الانترنيت والاستعمال المتزايد للرسائل الالكترونية ينتظر منه التحرك واعتبار هذه التكنولوجيات كفرصة لعصرنة القطاع البريدي.
وعليه تستخدم التكنولوجيات الحديثة في تحسين جمع و فرز و توزيع الرسائل البريدية، كما تمت الاشارة اليه لدى مسؤولين من الوزارة.
وبناء على تقديرات أوردها الاتحاد البريدي العالمي عبرت فرعون عن ارتياحها للعدد "الهام" لمكاتب البريد المنجزة في الجزائر والتي يربط معظمها بشبكات الألياف البصرية أو بالقمر الصناعي.
و اعتبرت أن "أزيد من 3.800 مكتب بريد يشتغلون في الجزائر أي ما يمثل نسبة 32 بالمائة من مجموع مكاتب البريد في افريقيا".
وتأتي أشغال الدورة ال37 لمجلس إدارة الاتحاد الإفريقي للبريد عقب مذكرة الاتفاق التي تم توقيعها في 18 جانفي الفارط من طرف إيمان هدى فرعون و الأمين العام للاتحاد الإفريقي للبريد يونس جبرين.
وعلى صعيد أخر, قامت الوزيرة برفقة مسؤولين من الاتحاد الإفريقي للبريد ومن الاتحاد البريدي العالمي ومن هيئات أخرى و كذا وفود افريقية بزيارة المكتب البريدي المتنقل الجديد لبريد الجزائر و المزود بكافة الخدمات التي يقدمها المتعامل العمومي.
و يتعلق الأمر بحافلة من صنع المؤسسة الوطنية للسيارات الصناعية والتي تمت تهيئتها بطلب من بريد الجزائر في شكل مكتب بريدي "سيكون جاهز للعمل خلال الأيام المقبلة" بحسب ما تم شرحه لدى بريد الجزائر، مضيفا أن هذا المكتب البريدي سيتم استغلاله لا سيما على مستوى المناطق النائية للوطن.
كما قامت فرعون بزيارة مركز تكوين متنقل تابع لوزارة التكوين المهني و كذا محطة متنقلة لخدمات الوقود تابعة لشركة سوناطراك
أكثر من 36 ألف مكتب بريد في افريقيا.... جزء منها في حالة تدهور متقدمة
وأشار تقرير نشاطات الأمين العام للاتحاد الإفريقي للبريد للفترة 2017-2018 الى أن هناك حوالي 36000 مكتب بريد موزع على مستوى جميع البلدان الافريقية يوجد منها جزء في حالة تدهور متقدمة وغير موصولة بالأنترنيت.
وجاء في تقرير الأمين العام للاتحاد,، يونس جبرين الذي نشر خلال الدورة ال37 لمجلس إدارة الاتحاد الإفريقي للبريد أن "البريد الافريقي لا يزال يحافظ على نمو معقول حيث يشمل أكثر من 36000 مكتب بريد موزع عبر القارة غير أن جزء من الشبكة الموجودة في حالة تدهور متقدمة و غير موصولة بالأنترنيت".
ويرى الاتحاد الافريقي للبريد أنه رغم أن أغلبية البلدان الافريقية تسعى الى تحسين الخدمات على مستوى مكاتب البريد فان قدرة البريد بأغلبية البلدان الافريقية على تمويل المشاريع "لا تزال تشكل عائقا" مضيفا أن أغلبية الاصلاحات المباشرة "تواجه صعوبات" لتحقيق هدف اصلاح القطاع.
كما أوضح التقرير أنه "رغم ذلك فان التزام الدول الأعضاء المؤيدة للخدمة العالمية تمنح البريد فرصة مواصلة تقديم خدماته الشاملة و الاستفادة دائما من الثقة الكبيرة للسكان وهي الثقة التي تم تدعيمها بسلسلة من القرارات المتخذة على أعلى مستوى للاتحاد الافريقي بالنظر الى للمشاريع البريدية".
وقد تم توجيه نداء لمواجهة ظاهرة التراجع المستمر لأحجام البريد والتطورات التكنولوجية والمنافسة غير النزيهة في هذا المجال.
واعتبر الاتحاد أن عرض الخدمات المالية الجوارية التي يقدمها أكثر من 91 بالمئة من المتعاملين الوطنيين بشكل مستقل أو في اطار شراكة مع مؤسسات مالية "تضع البريد في المركز الثاني ضمن دعاة الاندماج المالي".
كما دعا الاتحاد الى "تطبيق استراتيجيات و حلول بريدية ذكية تهدف الى زيادة التطور التكنولوجي و تحسين الحكامة و تكييف الاطار القانوني و التنظيمي للقطاع.