أكد المشاركون في لقاء دولي بعنوان "الصحافة الاستقصائية في العالم العربي: واقع وآفاق" افتتح أمس الأربعاء بكلية علوم الإعلام بجامعة صالح بوبنيدر بقسنطينة بأن هذا النوع الصحفي يتطلب في مرحلة أولى الوقت والموارد.
وفي هذا الصدد أكد الدكتور محمد عواج من جامعة المدية في مداخلته الموسومة "معوقات الصحافة الاستقصائية بالجزائر" بأن هذا النوع الصحفي يتطلب "موارد ولكن أيضا كثيرا من الوقت والظروف التي كثيرا ما تكون غير متوفرة في مهنة الصحفي."
وأضاف بأنه "لأسباب اجتماعية و مهنية يتعين على الصحفي الجزائري أن يكتب يوميا" مردفا بأن الصحفي "الذي يعمل في ظروف مستعجلة ليس لديه سوى وقت قليل لتكريسه للعمل الاستقصائي."
من جهته أبرز رئيس الملتقى الدكتور حميد بوشوشة في تصريح لإذاعة الجزائر من قسنطينة أن الصحافة الاستقصائية لها دور كبير في التأثير وصناعة القرار ورسم السياسات العامة من جانب الممارسة والحماية التشريعية وكذا إمكانية بروز هذا النوع في الوطن العربي في سياق إشكالية شح المعلومات والمصادر وحتمية خدمة الصالح العام في اطر احترام أخلاقيات المهنة.
ويجمع هذا اللقاء العلمي الذي سيدوم يومين والمنظم تحت شعار "من أجل صحافة تكشف الحقيقة للأشخاص" مهنيين وأكاديميين يرغبون في تسليط الضوء وتوسيع مجال النقاش حول الصحافة الاستقصائية وحق الحصول على المعلومة حسبما أوضحه المتحدث ذاته.
وأضاف بأن "هذا الموضوع يفرض نفسه في ظل التغيرات التكنولوجية والتحديات المعاصرة التي يتعين على وسائل الإعلام مواكبتها."
وسيتم تقديم أكثر من 70 مداخلة خلال هذين اليومين من طرف مهنيين وأكاديميين قدموا من عديد جامعات الوطن و لكن أيضا من الأردن و الإمارات العربية المتحدة و المملكة العربية السعودية والعراق ومصر.
وستسمح هذه المداخلات بمراجعة مختلف تقنيات وإشكاليات الصحافة الاستقصائية ولكن أيضا التطرق لجوانبها التطبيقية والنظرية من خلال الاعتماد على الشهادات ودراسة حالات حقيقية.
وعلى أساس الأفكار المتقاسمة من طرف المشاركين في الملتقى ستنبثق توصيات علمية في ختام هذه التظاهرة.
ويأتي تنظيم هذا اللقاء الدولي بمبادرة من مخبر علم الاجتماع للاتصال والبحث والترجمة بالتنسيق مع قسم الصحافة ومديرية الخدمات الاجتماعية عين الباي بقسنطينة.