اتفقت الجزائر والولايات المتحدة الامريكية على" تعزيز التعاون للحفاظ على المصالح المشتركة في الاستقرار الإقليمي وهزيمة الجماعات الإرهابية, مع التأكيد على " دعمهما القوي" لزيادة التعاملات بين المتعاملين الاقتصاديين, حسبما أفاد به اليوم الثلاثاء بيان مشترك حول الحوار الاستراتيجي بين البلدين.
وجاء في البيان "عقدت الجزائر والولايات المتحدة الدورة الرابعة للحوار الاستراتيجي في 28 جانفي 2019 ي برئاسة وزير الشؤون الخارجية عبد القادر مساهل وكاتب الدولة مايكل بومبيوي اللذان ترأسا وفدي بلديهما, واستعرض الوزير مساهل و كاتب الدولة بومبيو الشراكة الوثيقة والمثمرة بين الجزائر والولايات المتحدة وناقشا مجالات التعاون الجزائري-الأمريكي في المستقبل" .
وأوضح البيان المشترك ان الحكومتين " اتفقتا على تعزيز التعاون للحفاظ على المصالح المشتركة في الاستقرار الإقليمي وهزيمة الجماعات الإرهابية بما في ذلك القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي وتنظيم الدولة الإسلامية ", وأكد الجانبان على "دعمهما القوي لزيادة التعاملات بين المتعاملين الاقتصادييني والتجارة الحرة والنزيهة والمتبادلة وإقامة شراكة اقتصادية أوثق ".
وبهذه المناسبة-يضيف نفس المصدر - "استعرض الجانبان البرامج الثقافية والتعليمية بين البلدين واتفقا على تكثيف العمل المشترك لتعزيز التبادل في مجال التعليم وحماية التراث الثقافي".
كما أكد وزير الخارجية مساهل وكاتب الدولة بومبيو "التزامهما بالعلاقة التاريخية الوثيقة" بين الجزائر و الولايات المتحدة كما "اتفقا على مواصلة المشاورات حول المواضيع التي تم استعراضها في هذه الدورة من الحوار الاستراتيجي" حسب نفس البيان .
مساهل : "الجزائر بلد مستقر في منطقة تتميز بالاضطرابات والتوترات"
وأكد وزير الشؤون الخارجية عبد القادر مساهل،يوم الاثنين، خلال المحاضرة التي القاها بمركز الدراسات الدولية الاستراتيجية بواشنطن ان الجزائر "بلد استقرار في منطقة تتميز باضطرابات و توترات كبيرة بسبب الازمات و التهديدات الامنية السائدة هناك".
و اوضح في هذا الصدد ان هذا الاستقرار الذي تنعم به الجزائر بعد عشرية من الارهاب هو "نتاج مسعى للسلم بدأ مع سياسة الوئام المدني متبوعا بالمصالحة الوطنية التي بادر بها رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة مما مكن من وضع حد للمأساة الوطنية مع توجيه موارد البلاد نحو اهداف التنمية الاجتماعية و الاقتصادية".
كما اشار مساهل الى ان "الجزائر تحافظ على استقرارها رغم عديد التحديات الامنية و الازمات والنزاعات في المنطقة" مضيفا ان هذه القدرة التي تتمتع بها الجزائر في الحفاظ على امنها و استقرارها هي ثمرة "مسعى شامل" ساهم في "تعزيز" مؤسسات الدولة و "تعميق الحكامة و الديمقراطية كونها ترياقا مضادا لخطاب الاقصاء و التفرد".
و اضاف يقول وزير الشؤون الخارجية ان الجزائر قد قامت "تدريجيا" بتجسيد "سياسات شاملة" لمكافحة التطرف و ذلك اعتمادا على "التكفل بالهوية الوطنية و ترقية المرجعية الدينية الوطنية لإسلام تسامح وتفتح و كذا الاصلاحات الاقتصادية و كذا لقطاعي العدالة و التربية من اجل مكافحة عوامل الاقصاء والتهميش".
كما اكد مساهل ان "هذه الانجازات هي التي تسمح للجزائر بالمحافظة على استقرارها و امنها وبالتالي المساهمة في الاستقرار الاقليمي".
و استطرد قائلا أن" هذا المسعى سمح للجزائر بوضع حد للمأساة الوطنية و تركيز الجهد الوطني على بلوغ الأهداف، على الصعيدين الاجتماعي و الاقتصادي".
و تعزز هذا المسعى- يضيف مساهل- مؤخرا بمبادرة الجزائر التي سمحت للجمعية العامة لمنظمة الأمم المتحدة بإقرار يوم 16 أبريل من كل سنة، يوما عالميا للعيش معا في سلام.
و ذكر رئيس الدبلوماسية الجزائرية، في هذا الشأن، بالخطاب التاريخي الذي ألقاه رئيس الجمهورية، السيد عبد العزيز بوتفليقة، سنة 2005، بمنظمة اليونسكو بشأن "حوار الثقافات و الديانات" و الذي أشاد فيه بمحاسن العيش معا في سلام.
.. ويشدد على مقاربة الجزائر في التنمية شبه الاقليمية
كما شدد مساهل على المقاربة التي تتبناها الجزائر في التنمية شبه الاقليمية، مبرزا الطابع الاستراتيجي لخيار التنمية هذا، لاسيما في مجال البنى التحتية من خلال الطريق السريع المغاربي والطريق العابر للصحراء، اللتان تعدان انجازين ضخمين في اطار التكامل شبه الاقليمي، وهو الهدف الذي تتمسك به الجزائر.
وأضاف وزير الشؤون الخارجية في مداخلة له بمركز الدراسات الدولية الاستراتيجية بواشنطن أن هذه البنى التحتية ستساهم كذلك في فك العزلة عن دول المنطقة وفي تنميتها علاوة على تسهيل عملية مكافحة التهديدات الأمنية في فضاء مثل منطقة الساحل الصحراوي التي تصعب مراقبتها.
وأبرز السيد مساهل الاهتمام المتزايد للشركاء الدوليين بالطريق العابر للصحراء بالنظر لما تسهله هذه الطريق من مبادلات تجارية بالتخفيف من طول المسافة والزمن وكذا تكاليف نقل السلع.
كما شدد الوزير على الأهداف التي تتبعها الحكومة الجزائرية في إطار النموذج الاقتصادي الجديد لا سيما تنويع الاقتصاد الوطني بالخروج من التبعية للمحروقات، وهذا من خلال تنمية القطاعات الواعدة كالسياحة والصناعة والفلاحة.
يبرز بواشنطن مساهمة الجزائر في إرساء الاستقرار الإقليمي والدولي
من جهة أخرى أبرز وزير الشؤون الخارجية، عبد القادر مساهل، اليوم الاثنين بواشنطن، دور الجزائر ومساهمتها في استتباب السلم والاستقرار على الصعيدين الإقليمي والدولي.
وذكر رئيس الدبلوماسية الجزائرية في كلمة له ألقاها بمركز الدراسات الدولية الاستراتيجية بواشنطن، أن سياسة الجزائر الخارجية القائمة على عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول والمعاملة على قدم المساواة بين الأطراف المعنية وتمكينها من تولي زمام الأمور في مسارات التسوية، تضمن لها اليوم استقلالية قراراتها التي تعد جد قيمة والتي تسمح لها بالإسهام في إرساء الاستقرار الإقليمي والدولي.
وبالنسبة للسيد مساهل فإن استمرار هذه النزاعات والأزمات يرجع اساسا لاختراق هذه المبادئ وعدم احترامها، لاسيما مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، إضافة إلى اللجوء إلى القوة وعدم ترقية الحلول السياسية والسلمية.
كما أكد الوزير أن الإيمان بقدرة الحلول العسكرية في حل النزاعات يعتبر هو الآخر مصدر انشغال، بحكمها تزيد من حدة الأزمات عوض أن تساهم في حلها.
وبهذا الصدد، جدد الوزير موقف الجزائر الداعم لجهود الأمم المتحدة في حل الأزمة الليبية، مشددا في الوقت ذاته على رفض التدخلات الأجنبية وضرورة دفع الليبيين إلى الأخذ بزمام الأمور في إطار إقامة حوار ليبي.
و بخصوص مالي ، جدد مساهل التزام الجزائر بمواصلة جهودها من أجل مرافقة الفاعلين الماليين في مساعيهم الرامية إلى تنفيذ اتفاق السلام والمصالحة المنبثق عن مسار الجزائر.
وفي سياق آخر، جدد وزير الخارجية حرص الجزائر على مبدأ تقرير مصير الشعب الصحراوي، مذكرا بهذا الصدد دعم الجزائر لجهود الأمين العام للأمم المتحدة ومبعوثه الخاص في الأراضي الصحراوية، هورست كوهلر.
كما عبر مساهل "التمسك الثابت" للجزائر بالشرعية الدولية والقانون الدولي ومبادرات الوساطة والحوار كأسلوبين مثاليين يسمحان بالتخلص من الضغوطات وحل الأزمات والنزاعات.
يشار إلى ان مساهل متواجد بواشنطن بمناسبة انعقاد الدورة ال4 للحوار الاستراتيجي الجزائري-الامريكي التي سيتراسها مناصفة غدا الثلاثاء مع نظيره الامريكي السيد ميشال بامبيو.