اعتبر الأستاذ بكلية العلوم السياسية بجامعة الجزائر الدكتور رضوان بوهيدل خطاب قائد أركان الجيش الفريق قايد صالح اليوم بورقلة ردا منتظر على بعض المبادرات السياسية والنداءات التي تطالب بتأجيل انتخابات الرابع جويلية المقبل.
وقال بوهيدل إن خطاب يمثل ردا منتظرا على بعض المبادرات خصوصا بيان الإبراهيمي وبن يلس وعلي يحي عبدالنور، واصفا نداء هذه الشخصيات بـ"نداء استغاثة لسفينة منكوبة" لأنهم لم يقدموا بدائل ملموسة سوى مخاطبة المؤسسة العسكرية لفتح الحوار.
وأشار إلى أن بيان قايد صالح – حتى لا نغلط أحدا- تحدث عن ضرورة إجراء الانتخابات ولم يحدد رئاسيات الرابع جويلية، مبديا قناعته بضرورة تأجيلها ولو لأسابيع أو أشهر قليلة –كما قال-.
و بشأن السيناريوهات المنتظرة بعد الرابع جولية، أكد الأستاذ الجامعي أن الجزائريين سجدون أنفسهم أمام أمرين: الفراغ الدستوري والمرحلة الإنتقالية، متسائلا ما إن كان اختياريين أم سيشكلان أمرا واقعا ؟
و أضاف :" من المؤكد أنه بعد انتهاء فترة ولاية رئيس الدولة دون الوصول لحل سندخل فراغا دستوريا وحينها قد يتم اللجوء لـفتاوى دستورية تمكن رئيس الدولة من إصدار قرارات في هذا الشأن. اما المرحلة الإنتقالية فنحن نعيش حاليا بعض ملامحها. رئيس دولة شرعي بموجب الدستور وحكومة غير شرعية، وعليه يمكن تجاوز الأمر القانوني والدستوري إذا كان ذلك في صالح البلاد".
ورأى بوهيدل، في برنامج "ضيف الظهيرة" للقناة الأولى، الأثنين، أنه إذا اتفق جميع الأطراف على تأجيل الانتخابات من خلال فتوى يطلبها ربما رئيس الدولة من المجلس الدستوري بالنظر للظروف المحيطة بها لأن الأمر يتعلق بمنصب رئيس جمهورية وليس رئيس حي أو رئيس نقابة، مشيرا إلى أن انتخاب رئيس جديد يمثل أولى خطوات التغيير وليس آخرها " إذ لا يمكن الحديث عن تغيير الدستور والقوانين العضوية قبل انتخاب رئيس جديد، لكن مع بيان المؤسسة الغسكرية اليوم المتمسكة باستنفاذ جميع الحلول الدستورية خاصة أمام الرأي العام الدولي".
وتحدث ضيف القناة الأولى عن بعض وسائل الإعلام الفرنسية التي تهاجم المؤسسة العسكرية من خلال شخص قائد الأركان مؤكدا "عندما طالبت المؤسسة العسكرية في 26 مارس الماضي بتطبيق المادة 102 قامت القيامة في فرنسا حيث اتفقت الصحافة الفرنسية على اعتبار أن ما حدث انقلاب ضد الرئيس السابق بوتفليقة ، ومن يومها تأكدت –يضيف- أننا في الطريق الصحيح حتى لو كانت اختلافات بيننا وهو أمر طبيعي جدا".