في عدد خاص لاذاعة سطيف الجهوية بمناسبة تخليد ذكرى مجازر 8 ماي 1945 تحت شعار "الذاكرة تأبى النسيان" أكد مجاهدون على أن هذه المجازر أبانت وحشية فرنسا الاستعمارية التي ارتكبت ابشع الجرائم في حق المتظاهرين العزل، داعين الاجيال الصاعدة إلى ضرورة التوحد ونبذ كل أشكال التفرقة.
هذا وقدم المجاهد سي محمد الهادي الشريف المدعو جنادي مؤطر ومنظم المسيرة في حوار لاذاعة الجزائر من سطيف -التي تحتضن احتفالات اليوم الوطني للذاكرة الذي اقره رئيس الجمهورية في يوم الـ8 ماي من كل سنة- عدة حقائق وشهادات حول هذه المظاهرات التي خرج فيها عشرات الآلاف من الجزائريين إلى شوارع سطيف وقالمة وخراطة وعدة مدن اخرى استجابة لنداء تنظيم مسيرة سلمية لمطالبة فرنسا باستقلال الجزائر.
وخلال استعراضه لظروف وخلفيات التحضير لهذه المسيرة وأبرز المشاركين فيها، أشار محمد الهادي إلى أن رد فعل الإدارة الفرنسية كان شرسا وعنيفا بحيث اطلقت موجة من القمع الدامي ضد المتظاهرين العزل إلى جانب ممارستها لكل انواع التعذيب في حق الأشخاص الذين تم اعتقالهم على خلفية هذه المظاهرات.
ودعا المتحدث ذاته الاجيال الصاعدة إلى استخلاص الدروس من الماضي والتمسك بالوحدة الوطنية ونبذ كل اشكال التفرقة.
من جهته قال سي اليامين جمعاوي مجاهد وكاتب للتاريخ الجزائري إن مجازر 8 ماي ابانت الطابع الابادي لفرنسا الاستعمارية آنذاك من خلال ابشع الجرائم التي ارتكبت في حق الشعب الجزائري.
كما أبرز اليامين جمعاوي أن هذه المجازر أدت إلى ضرب عمق الحركة الوطنية حيث قامت فرنسا باعتقال معظم الوطنيين المنخرطين في حزب الشعب الذي كان يقوده مصالي الحاج.
وعن العوامل التي دفعت بالجزائريين للتظاهر والمطالبة بالحرية والاستقلال ذكر المتحدث ذاته أن حالة النضج السياسي التي سادت تلك الفترة وتعالي الأصوات المنادية بحق الشعوب المضطهدة في تقرير المصير أزالت كل الحواجز وغيرت الكثير من المفاهيم لدى الجزائريين خاصة الجنود الذين شاركوا مع فرنسا في حربها ضد المانيا النازية.
المصدر:الإذاعة الجزائرية