في حين أن برودة اليدين والقدمين يمكن أن تكون ظاهرة مؤلمة وغير مريحة لكثير من الناس، إلا أن إحساس الحرارة والحرقة في اليدين والقدمين الذي يسبب الإزعاج الشديد للشخص قد يكون علامة على الإصابة بإحدى الحالات الصحية التي تستوجب العلاج.
في هذا التقرير نستعرض أسباب سخونة اليدين والقدمين المسببة للألم والإزعاج، وكيفية علاج تلك المشكلة.
أسباب سخونة اليدين
1- حالة "حمامي راحية" الجلدية
قد يكون الدفء أو الشعور بسخونة كلتا اليدين ناتجاً عن حالة جلدية نادرة تسمى "حمامي راحية- Palma erythma"، وهي الحالة التي تسبب أيضاً بقعاً من اللون الأحمر على راحة اليدين والأصابع.
وتعد هذه الحالة الجلدية مجهولة الأسباب حتى اليوم، وعلى الأغلب تكون متوارثة عبر الأجيال.
ومع ذلك فإن بعض حالات الإصابة بهذه الظاهرة الجلدية تكون مرتبطة ومتعلقة بإحدى الحالات التالية:
- أثناء فترات الحمل وفوران الهرمونات
- عند تناول أدوية معينة
- الإصابة بالأمراض الجلدية الأخرى، مثل التهاب الجلد التأتبي
- المعاناة من مرض السكرى
- مشكلات المناعة الذاتية
- مشكلات الغدة الدرقية
- الإصابة بفيروس العوز المناعي البشري- Aids
ويقول موقع Healthline الصحي، إنه في حال ما لم يكن هناك سبب معروف للحمامي الراحية أو كونه وراثياً لدى الشخص فلا يوجد علاج محدد لها.
أما إذا كان مرتبطاً بحالة من الحالات السابقة، فعادةً ما تختفي أعراضه بعد معالجة السبب الأساسي.
2- الألم العضلي الليفي "فيبروميالغيا"
يسبب الألم العضلي الليفي عادةً شعوراً بالألم في أماكن مختلفة من الجسم، فضلاً عن التعب العام. ولكن في بعض الحالات يعاني الأشخاص المصابون بالفيبروميالغيا من إحساس حارق في أيديهم وأقدامهم.
وقد تشمل الأعراض الأخرى للمرض:
- صعوبة الحصول على نوم جيد والشعور بالتعب عند الاستيقاظ
- الصداع المستمر
- الشعور بالكآبة المزمنة
- الشعور بالقلق المزمن
- المشكلات في التركيز
- تطور متلازمة القولون العصبي مع ألم أو وجع في أسفل البطن
ووفقاً لـHealthline، يصعب تشخيص الألم العضلي الليفي طبياً في بعض الحالات. وقد تصاب به إذا كنت تعاني من ألم مستمر وواسع النطاق ليس له سبب محدد في الجسم، لمدة ثلاثة أشهر متواصلة على الأقل.
وتشمل خيارات العلاج للتحكم في الأعراض تناول أدوية إرخاء العضلات، والأدوية المضادة للاختلاج، والأدوية المضادة للاكتئاب. فيما يجد آخرون الراحة من خلال العلاجات البديلة، كالتدليك وممارسة اليوغا.
3- الحثل الانعكاسي الودي (RSD)
الحالة التي تُعرف أيضاً باسم متلازمة الألم الإقليمية المعقدة ، هي حالة معقدة يحدث فيها خلل في الجهاز العصبي والجهاز المناعي.
ويقول موقع Healthline إنه عادة ما تكون هذه الأعراض ناجمة عن إصابة معينة أو حالة صحية كامنة، بما في ذلك الإجهاد أو العدوى أو السرطان.
وبينما تحدث هذه الحالة غالباً في اليدين يمكن أن تؤثر أيضاً على أجزاء أخرى من الجسم. وغالباً ما تجعل الجزء المصاب دافئاً وأكثر عرضة للتعرُّق.
وتشمل الأعراض الأخرى: الألم والتورم، الحساسية المفرطة للحرارة أو البرودة، البشرة الشاحبة أو الحمراء، وضعف العضلات أو التشنجات، وتصلب المفاصل.
ووفقاً للأعراض يتم تحديد خيارات علاج الـRSD، وهي تشمل الأدوية، بما في ذلك مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية ومضادات الاختلاج وعلاجات الكورتيكوستيرويد، حقن التخدير والارتجاع البيولوجي، وأخيراً العلاج الجراحي.
4- ارتفاع ضغط الدم
نظراً لأن زيادة تدفق الدم إلى منطقة معينة من الجسم يمكن أن يجعلها أكثر سخونة، فقد يكون لدى الأشخاص المصابين بارتفاع ضغط الدم يدان أو قدمان دافئة عن غيرهم. ويمكن لاختبار بسيط تقييم ما إذا كان الشخص مصاباً بارتفاع في ضغط الدم أم لا.
ولعلاج سخونة اليدين الناجمة عن ارتفاع ضغط الدم، ينصح موقع Medical News Today المعني بالطب والصحة، يتوجب إجراء تغييرات في نمط الحياة، وممارسة الرياضة، وفقدان الوزن، وتعديل النظام الغذائي، وتناول أدوية ضغط الدم، والمراقبة المنتظمة مع الطبيب المختص.
5- الالتهابات
تعمل درجة حرارة الجسم المرتفعة في مكافحة العدوى، لذلك عادة ما تكون المنطقة المصابة في الشخص هي الأكثر دفئاً عن باقي الأعضاء.
ويعد الالتهاب هو أحد طرق محاربة الجسم للعدوى، وتتسبب بعض الحالات الطبية في حدوث التهاب مزمن في أجزاء من الجسم، ما يسمح بتدفق المزيد من الدم إلى المنطقة المصابة، بحسب موقع Healthline.
ويمكن أن تؤدي الاضطرابات الالتهابية التي تصيب اليدين أو الرسغين إلى شعور غير عادي بالدفء وسخونة اليدين.
وأحد أكثر حالات الالتهاب شيوعاً هو التهاب المفاصل الروماتويدي
ويؤدي هذا الالتهاب إلى مهاجمة الجسم لأنسجة المفاصل نفسها، ما يؤدي إلى التورم والألم والالتهاب.
وقد يعاني الأشخاص المصابون بالتهاب المفاصل الروماتويدي في أصابعهم أو معصمهم من ألم وضعف وصعوبة في تحريك هذه المناطق بالإضافة لسخونة اليدين.
6- متلازمة النفق الرسغي
يمكن أن يؤدي تلف العصب المتوسط الموجود في الرسغ إلى متلازمة النفق الرسغي. وفي العادة، يمكن أن تتسبب الإصابة والتهاب المفاصل الروماتويدي ومشاكل الغدة الدرقية والخراجات في حدوث هذا الاضطراب.
وتشمل الأعراض المبكرة لهذا المرض التنميل أو الوخز أو الحرقان في اليد أو الرسغ المصابة.
وبالإضافة إلى الشعور بسخونة اليدين قد تصاب بالضعف والرجفة، لذلك تتطلب التدخل الجراحي لمعالجتها.
سخونة القدمين
عادة ما تكون حالة الشعور بالحرارة وسخونة القدمين مصحوبة بأعراض مثل الشعور بالتنميل والاحمرار والتورم. ومع ذلك لا توجد عادة علامات جسدية على سخونة القدمين، ومن أسباب هذه المشكلة:
1- نقص العناصر الغذائية في الجسم
قد تنجم سخونة القدمين من عدة أسباب، أبرزها نقص المغذيات والعدوى الفطرية والحمل.
وبحسب موقع Healthline، تتطلب الأعصاب في الجسم بعض العناصر الغذائية لتعمل بشكل صحيح. لكن إذا لم يتمكن الجسم من امتصاص العناصر الغذائية فإن خطر تلف الأعصاب وسخونة القدمين يرتفع تباعاً.
ويمكن أن يساهم النقص في حمض الفوليك وفيتامين ب 6 وفيتامين ب 12 في الإصابة باعتلال الأعصاب.
2- مرض السكري
وفقاً لموقع Medical News Today ، يعد اعتلال الأعصاب السكري أحد أكثر أسباب سخونة القدم شيوعاً. وتحدث هذه الحالة بسبب تلف الأعصاب، وهي مضاعفات لمرض السكري من النوع الأول والثاني.
وإلى جانب الإحساس بالحرقان والسخونة، تشمل الأعراض الألم والوخز والتنميل في الذراعين واليدين والساقين والقدمين.
3- الحمل
تعاني النساء الحوامل بشكل خاص من سخونة القدمين بسبب التغيرات الهرمونية التي تزيد من درجة حرارة الجسم.
وقد تلعب شهور الحمل المتقدمة دوراً أكبر في سخونة القدمين بسبب زيادة الوزن الطبيعية وزيادة سوائل الجسم الكلية.
وفي العادة تتلاشى هذه الأعراض بمجرد الولادة واستعادة حالة الهرمونات الطبيعية للجسم وفقدان الوزن.
4- أعراض انقطاع الطمث
يمكن أن يسبب انقطاع الطمث أيضاً تغيرات هرمونية تؤدي إلى ارتفاع درجة حرارة الجسم وسخونة القدمين. وتعاني معظم النساء من انقطاع الطمث بين سن 45 و55.
ويمكن علاج المشكلة بتناول العقاقير التي تعمل على توازن الهرمونات في الجسم بعد استشارة الطبيب المختص.
5- التعرض للمعادن الثقيلة
يمكن أن يسبب التعرض للمعادن الثقيلة مثل الزرنيخ أو الرصاص أو الزئبق، بسبب الظروف البيئية أو طبيعة بيئة العمل، والشعور بسخونة القدمين واليدين.
وإذا تراكمت مستويات هذه المواد في الجسم فيمكن أن تصل إلى مستويات سامة فيما يعرف بـتسمم المعادن الثقيلة، وتبدأ العناصر في التدخل في وظيفة الأعصاب، ما قد يسبب خطر تلف الأعضاء والوفاة.
6- الفشل الكلوي المزمن
ينتج مرض الكلى المزمن، المعروف أيضاً باسم Uremia، عن تلف الكلى. ويحدث عندما تتراجع وتتوقف قدرة الكليتين عن إزالة السموم من الجسم عبر البول والبراز. وبمرور الوقت، يمكن أن يتسبب تراكم السموم في اعتلال الأعصاب، الذي يؤدي بدورة إلى حرارة الأطراف وسخونة اليدين والقدمين.
7- قصور الغدة الدرقية
يمكن أن يؤدي انخفاض مستويات هرمون الغدة الدرقية، وهي حالة تعرف باسم قصور الغدة الدرقية، إلى الشعور بالوخز أو التنميل أو الألم في القدمين أو الساقين أو الذراعين أو اليدين.
وتحدث هذه الأعراض لأن انخفاض مستويات هرمونات الغدة الدرقية في الجسم يؤدي إلى تلف الأعصاب.
ولعلاج المشكلة يتوجب مراجعة الطبيب المختص لدراسة خيارات العلاج.