دعا اليوم السبت الباحث المتخصص في التاريخ من جامعة زيان عاشور بولاية الجلفة، المسعود بن سالم، السلطات المحلية للتفكير في استخراج رفاة سبع شهداء من المقاومة وإعادة دفنهم عرفانا بتضحياتهم الجسام.
وأكد الباحث في مداخلة ألقاها بمناسبة إحياء اليوم الوطني للذاكرة المخلد لذكرى مجازر الثامن من مايو 1945، التي نظمت فعالياتها بالمسرح الجهوي أحمد بن بوزيد، بأن "رفاة الشهداء في الحادثة التاريخية التي تعرف بمطمورة 16 وأسماء ضحاياها معروفين و موثقين في الأرشيف الفرنسي توجد بموقع حديقة الحرية بوسط مدينة الجلفة".
الحادثة كانت محور أطروحة دكتوراه بجامعة كولومبيا بالولايات المتحدة الأمريكية سنة 2005
وأضاف أن هذه الحادثة كانت محور أطروحة دكتوراه بجامعة كولومبيا بالولايات المتحدة الأمريكية سنة 2005، وتبرز بشاعة المستعمر، مما يستدعي التحرك لإجراء حفرية واستخراج الرفات وإكرامهم بإعادة الدفن.
كما سرد السيد بن سالم وقائع هذه المعركة التي جرت ليلة 14 إلى 15 أبريل 1861 و هاجم خلالها 50 مقاوما البرج العسكري بالجلفة بقيادة المقاوم بوشندوقة.
و بعدها مباشرة أرسل الجنرال دوينز إلى قيادة أركان جيوش ناحية الجزائر بتليغراف يبرز فيه حيثيات هذا الهجوم وكيف كانت صيحات المقاومين التي تعلوا باسم قائد المقاومة أبو الحسن الدرقاوي آنذاك رغم استشهاده قبل 10 سنوات حينها.
وأضاف الباحث الجامعي أن جريمة نكراء وقعت بعد ذلك الهجوم، حيث "قام الجنرال السفاح دوسوني بمحاكمة صورية لا تمت بصلة للشرف الحربي فحاكم 16 مقاوما وقام بوضعهم في مطمورة ثم أعدم منهم 07 مقاومين داخل المطمورة وردمهم.
و يتعلق الأمر بكل من بن عامر بن سعد، قاسم الصديق، يحي بن الطيب، علي بن معطار، مبارك بن عبد المالك، براقة بن يطو و بوبكر بن علي".
وتناول المسعود بن سالم في مداخلته حياة و تضحيات الشيخ المقاوم الشهيد موسى بن الحسن المدني الدرقاوي، الذي تم تكريم ابن حفيده بالمناسبة من طرف السلطات المحلية عرفانا بتضحيات هذا المقاوم الذي استعادت السلطات العليا للبلاد جمجمته مؤخرا من متحف الإنسان بباريس (فرنسا).
كما أسهب الأستاذ الجامعي في سيرة الشهيد موسى بن الحسن المدني الدرقاوي مؤكدا أن الجلفة كانت صانعة للأبطال المقاومين منذ فجر الاحتلال الفرنسي الغاشم و كانت حاضنة للمقاومين من معسكر و الونشريس والشلف والظهرة والزيبان والأغواط و ورقلة وكذا أولاد سيدي الشيخ.
ولهذا فإن المقاومة الشعبية ببلاد أولاد نايل، يقول الباحث، "استمرت قرنا من الزمان منذ سنة 1831 مع الحاج موسى الدرقاوي إلى غاية سنة 1931 وكذا مع الشيخ عبد الرحمان بن الطاهر طاهيري الذي أعدم يوم 14 جويلية 1931 بسجن سركاجي في احتفالية المستعمر الغاشم بعيده الوطني.