أكدت رئيسة المجلس الوطني لحقوق الإنسان, فافا بن زروقي هذا الثلاثاء على "الأهمية القصوى" التي توليها الجزائر لمسألة اللاجئين و تمسكها بمبدأ عدم الإعادة القسرية لمن يوجدون منهم على أراضيها فضلا عن سعيها الدائم للحفاظ على كرامتهم الإنسانية.
و خلال إشرافها على افتتاح يوم دراسي حول "اللاجئين بين الاتفاقيات الدولية والإقليمية و الواقع", المنظم بمناسبة إحياء اليوم العالمي للاجئين و يوم اللاجئ الإفريقي, شددت بن زروقي على الاهتمام الذي توليه الجزائر لمسألة اللاجئين التي أضحت موضوع الساعة, و وقوفها إلى جانب هؤلاء بكل الطرق المتاحة, خاصة و أنها عانت خلال الثورة التحريرية من هذه الظاهرة حيث عاش مئات الآلاف من أبنائها كلاجئين ببلدان أخرى, بعد أن هربوا من بطش الاستعمار الفرنسي.
و استعرضت رئيسة المجلس الوطني لحقوق الإنسان بالمناسبة, مختلف الالتزامات التي تبنتها الجزائر منذ الاستقلال في مسعاها للانضمام إلى مسار حماية اللاجئين, حيث كانت قد وقعت عقب الاستقلال مباشرة على اتفاقية اللاجئين لسنة 1951 و التي تعد من أولى المعاهدات التي صادقت عليها بلادنا. كما قامت في هذا الإطار بإصدار المرسوم المتعلق بتطبيق الاتفاقية المذكورة و الذي تم بموجبه إنشاء المكتب الجزائري للاجئين و منعدمي الجنسية, تلتها المصادقة على اتفاقية الوحدة الإفريقية بشأن الجوانب الذاتية لمشاكل اللاجئين سنة 1969.
و من جهة أخرى, أوضحت بن زروقي أن الهدف من هذا اليوم الدراسي هو "التحسيس حول وضعية اللاجئين و تعزيز روح التضامن و التعاون مع هذه الفئة و كذا التعريف المعمق بحقوقهم و المرافعة من أجل سن تشريع وطني حول إنشاء مركز للاجئين و طالبي اللجوء, وفقا لمعايير حقوق الإنسان و الالتزامات الدولية و الإقليمية للجزائر, يضاف إلى كل ذلك "حصر أهم التوصيات المقدمة من طرف الهيئات الدولية و الإقليمية لحقوق الإنسان حول موضوع اللاجئين".
و تجدر الإشارة إلى أن الجمعية العامة للأمم المتحدة كانت قد قررت في الرابع من ديسمبر من سنة 2000 ترسيم 20 يونيو كيوم عالمي للاجئين, للتذكير بالمعاناة التي يعيشها ملايين الأشخاص الذين فروا من أوطانهم نتيجة الخوف من الاضطهاد بسبب عرقهم أو دينهم أو جنسيتهم أو مواقفهم السياسية و كذا الحروب و النزاعات, مع العلم أن هذا التاريخ يشكل أيضا يوما للاجئ الإفريقي.
و ترمي مختلف الجهود التي يتم بذلها في هذا الإطار على شتى الأصعدة إلى دفع المجتمع الدولي بكل مكوناته إلى العمل و بكل جدية للقضاء على الأسباب التي تقف وراء تفاقم ظاهرة اللجوء التي ما فتئت تستفحل خلال السنوات الأخيرة, كما يشهد على ذلك الوضع في مناطق عدة على غرار سوريا و أفغانستان و العراق و الصومال و السودان و اليمن و ليبيا و غيرهم.