كشف علماء بوكالة الفضاء الأمريكية " ناسا" أن ثقب الأوزون تقلص إلى أقل حجم له منذ سنة 1988، مشيرين إلى أن أقصى اتساع وصل إليه الثقب قد بلغ في سبتمبر الماضي من هذه السنة 6.7 مليون ميل مربع و هي مساحة تعادل ضعفين و نصف من مساحة الولايات المتحدة الأمريكية، و بذلك يكون حجمه أقل مما كان عليه السنة الماضية بـ3. 1 مليون ميل مربع ، مؤكدين أن الانكماش مستمر.
و في هذا الشأن أوضح العلماء أن الفضل يعود إلى أحوال الطقس الدافئة أكثر من المعتاد في طبقة الستراسفير حيث أدت إلى انكماش في حجم ثقب الأوزون منذ 2016، مشيرين إلى أن الهواء الأكثر دفئا يصد المواد الكيميائية مثل الكلوين و البرومين اللتين تسببان في تآكل طبقة الأوزون.
و قالوا إن تقلص حجم الأزون بشكل عام يمكن إرجاعه إلى الجهود العالمية منذ منتصف ثمانينات القرن الماضي في حظر انبعاث المواد الكيميائية المؤدية إلى تآكل طبقة الأوزون.
و في هذا الصدد قال كبير العلماء الباحثين في شؤون كوكب الأرض في مركز"جودارد" للرحلات الفضائية في ولاية ميريلاند الأمريكية باول ايه نيومان، إن أحوال الطقس في القارة القطبية الجنوبية " أنتركتيكا" أين يقع الثقب، كانت أقل حدة و أدت إلى مزيد من ارتفاع في درجة الحرارة مما أبطأ من تآكل الأوزون.
و تأتي هذه الأنباء عقب وقت قصير من حلول الذكرى الثلاثين لاكتشاف ثقب الأوزون، الذي أدى إلى إبرام بروتوكول مونتريال ،و هو اتفاقية دولية أسفرت عن جهود كبرى على المستوى العالمي للتقليل تدريجيا من استخدام المواد الكيميائية المسببة في تآكل طبقة الأوزون.
إلى ذلك قد أثارت ظاهرة تآكل طبقة الأوزون مخاوف سكان النصف الجنوبي من الكرة الأرضية لأن غاز الأوزون يحمي الأرض من الأشعة فوق البنفسجية الضارة و التي قد تزيد في معدل الإصابة بسرطان الجلد و مرض إعتام عدسة العين كما يحدث اضطرابا في نمو النبات.
تجدر الإشارة إلى أنه حسب وكالة ناسا فقد بلغ ثقب الأوزون أكبر اتساع له سنة 2000 حيث وصلت مساحته إلى 5.11 مليون ميل مربع، و غاز الأوزون مزيج من ثلاث ذرات أوكسجين و يرتفع فوق سطح الأرض بمقدار 7 إلى 25 ميلا(من11 إلى 40 كيلومتر)مكونا طبقة تمثل الدرع الحامي لكوكب الأرض من الأشعة فوق البنفسجية.