قال مدير إذاعة القرآن الكريم بالجزائر، عيسى حمدي إن الجزائريين قد عانوا كثيرا من الإرهاب منذ أوائل التسعينات وعاصرت الإذاعة تلك الفترة العصيبة ونشأت في ظروف صعبة وكانت وسيلتنا في المعالجة تعتمد على العودة للقرآن والسنة وتبيان أن المتطرف يلوي أعناق النصوص ويقوم بإخراجها من سياقها.
وأضاف في حواره ( لبوابة ماسبيرو ) المصرية الالكترونية أن إذاعة القرآن الكريم بالجزائر التقت بالشيوخ والعلماء لدحض ادعاءات المتطرفين كما استعانت الإذاعة بالقاموس المرجعي للتيارات المتشددة فوجدت أنهم يعتمدون على فتاوى وآراء ينسبونها لبعض العلماء فالتقت الإذاعة بهؤلاء العلماء الذين أوضحوا خلال البرامج خطأ تلك الأفكار المتطرفة مما كشفهم أمام المستمعين.
وأوضح حمدي أن عمل الإذاعة واكب إرساء قانون الوئام المدني وبموجبه التزم المغرر بهم بالعمل على استقرار البلاد ومن عاد منهم إلى جادة الصواب قامت الإذاعة بالتسجيل معهم حيث أطلقوا نداءات إلى زملائهم للتراجع عن طريق الغلو والتطرف وقد أثمرت هذه البرامج استجابة من الكثيرين الذين اصطفوا خلف المصالحة الوطنية .
وواصل الإذاعي الجزائري حمدي عيسى قائلا : إن الإطار العام الذي تتحرك فيه إذاعة القرآن الكريم بالجزائر الآن هو التعامل باعتبار أن الإسلام دين للحياة فالمولى سبحانه وتعالى جعل من الإسلام دليلا للإنسان لتسيير حياته ورأينا أن ذلك يتحقق بنظرة شمولية وعدم قصر الإذاعة على العقيدة والسنة بل يكون هذا بتناول كل اهتمامات المستمعين عبر برامج إذاعية موجهة للأسرة والطفل بالإضافة إلى برامج علمية وتنموية واقتصادية وغيرها فنحن نقدم برنامجا عاما يليه برنامج متخصص مع مراعاة أن نتناول البرامج العامة انطلاقا من الخلفية الإسلامية .
وعن دور الإذاعة في تأليف القلوب والتقريب بين أفراد المجتمع أوضح حمدي أن الإذاعة قامت بدورها في تبصير المجتمع بأهمية الحوار كمخرج أمام تنامي ظواهر التطرف والتشدد لأن خطورته كانت تتزايد كما قامت الإذاعة – بجانب دورها التقليدي – بتنظيم الندوات الفكرية في كل ولاية من ولايات الجزائر وعددها 48 ولاية ، وتابع : كنا نلتقي بأفراد المجتمع المحلي ونفتح النقاشات بكل حرية وبحضور متخصصين من دعاة وعلماء اجتماع وممثلين ومسئولين من السلطات المحلية لافتا إلى أن إذاعة القرآن الكريم بالجزائر من الإذاعات الأولى من حيث نسب الاستماع هي والإذاعات الجهوية ( المحلية ) .
ونوّه حمدي كذلك إلى قيام الإذاعة بمد الجسور على مواقع التواصل الاجتماعي ليس فقط للترويج لبرامج الإذاعة وإنما تحولت لتصبح وسيلة لاستقطاب الشريحة العظمى من رواد الشبكات الاجتماعية والتفاعل معها انطلاقا من اهتماماتهم وذلك من خلال تشكيل فريق عمل لتقديم الأفكار بالشكل الذي تستوعبه تلك الوسائط الحديثة بتقليص مدة البرامج قائلا إن أكثر من 50% من البرامج تقل مدتهاعن 7 دقائق والباقي برامج تفاعلية حوارية تناقش قضايا بمشاركة المستمعين.
وعن مشاركته بالاجتماع الرابع لمسئولي إذاعات القرآن الكريم من الدول الإسلامية والذي اقيم تحت رعاية الهيئة الوطنية للإعلام، أكد عيسى حمدي أن هذا اللقاء كان تفاعلا بين أفكار الإعلاميين في الدول الإسلامية ، ونتمنى أن تعمم اللقاءات لتشمل أيضا الإذاعات العامة وبرامج الشباب والمساهمة في تنمية المجتمع تتكفل بها جميع الإذاعات ويلتقي الجميع عند نفس الغاية ، وهي نقل رسالة التنوير للمستمعين والسعي لجعل الجمهور يتمثل هذه القيم ويمارسها سلوكا ونستفيد من بعض الاختلافات في التجربة من دولة لأخرى .