
أكد رئيس الاتحاد الوطني لمنظمات المحامين الجزائريين,النقيب أحمد ساعي اليوم السبت بالجزائر العاصمة، أن الضمانات المتعددة التي منحها رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة لفئة المحامين من شأنها تمكينهم من ممارسة مهامهم في الدفاع على أكمل وجه و ترقية مهنتهم.
و في تصريح له عقب افتتاح مراسم اليوم الوطني للمحامي، أوضح ساعي أن"الضمانات الكبيرة و المتعددة التي منحها رئيس الجمهورية للمحامين، من خلال إقرار الحماية القانونية لهم من كل أشكال التدخل و ترقية مهنتهم, كفيلة بتمكينهم من ممارسة مهمتهم في الدفاع عن حقوق الإنسان و صون حقوق المواطنين و حماية الحريات العامة والفردية".
وفي كلمة له في مستهل الاحتفالية، كان ساعي قد استعرض التاريخ النضالي للمحامين الجزائريين إبان الثورة التحريرية, حيث كان أغلبهم مناضلون في صفوف جبهة التحرير الوطني.
وقد تعرض هؤلاء لمختلف المضايقات و الملاحقات من قبل قوات الاحتلال, حيث سجن بعضهم و اغتيل بعضهم الآخ، يضيف السيد ساعي الذي أشار إلى أن "التهديد الذي كان يشكله هؤلاء على الحكومة الفرنسية دفع بها إلى إطلاق وصف -الفرقة العسكرية- عليهم".
و في ذات المنحى تحدث نقيب منظمة محامي الجزائر العاصمة عبد المجيد سيليني عن التاريخ النضالي الطويل للمحامين الجزائريين، عبر كافة المراحل التي مرت بها الثورة التحريرية و حتى قبلها، حيث أشار إلى أن هذه المناسبة تأتي تخليدا لتضحياتهم هم و كذا الأجانب الذين تولوا الدفاع عن حقوق المناضلين الجزائريين، حيث "دفعوا ثمنا كبيرا نظير مواقفهم الجريئة".
و تابع سيليني مذكرا بأن المحامين الجزائريين كانوا دوما إلى جانب الحركة الوطنية قبل و بعد اندلاع الثورة التحريرية، فـ"بالرغم من قلة عددهم الذي لم يتجاوز الـ 12من مجموع هيئة الدفاع التي كانت تحصي آنذاك 300 محاميا فرنسيا, اضطلع هؤلاء بدور أساسي في الذود عن حقوق الجزائريين عموما و المناضلين منهم بوجه خاص"، لا سيما في إطار الهيئة التي عرفت باسم "تجمع محاميي جبهة التحرير الوطني"، الذين تم الزج بأغلبية أعضائه في السجن.
وخلص النقيب سيليني إلى الإشارة إلى مواصلة هذه الفئة لنضالها عقب الاستقلال و ذلك في سبيل تكريس دولة الحق و القانون التي أضحت ترقية هيئات الدفاع معيارا لها.
و من جهته، توقف رئيس اتحاد المحامين العرب ناصر الكويرين عند الدور "المحوري" لهذه المهنة في تكريس مفهوم العدالة و المحافظة على المكتسبات القانونية و الدستورية, ليدعو إلى إقرار يوم موحد للمحامين العرب.
للإشارة،كرّم رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، من قبل الاتحاد الوطني لمنظمات المحامين الجزائريين نظير المجهودات التي ما انفك يبذلها من أجل ترقية هذه المهنة، لا سيما ضمن مسار إصلاح منظومة العدالة.
وقد تسلم وزير العدل، حافظ الأختام الطيب لوح هدية التكريم نيابة عن الرئيس بوتفليقة في احتفالية حضرها أعضاء من الطاقم الحكومي و ممثلون عن مختلف منظمات هيئة الدفاع عبر كافة أنحاء الوطن.
ويتزامن اليوم الوطني للمحامين مع ذكرى اغتيال المحامي الفقيد علي بومنجل (1919/1957) من طرف فرقة المظليين للجيش الفرنسي بعد احتجازه 43 يوما من طرف المخابرات الفرنسية.