حذرت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا, اليوم الخميس, من أن استخدام واشنطن لقواتها العسكرية ضد كاراكاس, "قد يصبح أمرًا واقعًا بدلًا من كونه مجرد فكرة متصورة".وقالت زاخاروفا ، في تصريح أوردته وكالة أنباء (تاس) الروسية - ,إن الولايات المتحدة "أدلت بتصريحات عن سيناريو عسكري ضد فنزويلا بشكل متكرر", مشيرة إلى أن هذه التصريحات "تؤكد مخاوف موسكو من أن العمليات العسكرية الأمريكية في فنزويلا ليست فكرة مجردة ولكنها واقع محتمل".
و أضافت أن واشنطن "تسعى لاحتواء التأثير الروسي في فنزويلا, ولهذا السبب تستعد للتدخل العسكري", موضحة أن مستشار الأمن القومي الأمريكي جون بولتون "طلب من وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) تطوير خطة للرد على التدخل الروسي المزعوم في الشؤون الفنزويلية".
وتابعت زاخاروفا, "نود أن نعيد التأكيد بأن روسيا تتصرف في فنزويلا بالتنسيق مع الحكومة الشرعية للبلاد, فنحن نتعامل مع السلطات الشرعية, في الوقت الذي تتعامل فيه الولايات المتحدة مع أشخاص محتالين, وبذلك فإن مزاعم واشنطن حول تدخل روسيا في الشؤون الداخلية لكاراكاس تبدو أمرًا سخيفًا".
و كان نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف, قد أكد في وقت سابق من اليوم, أن بلاده "ستعارض" فرض عقوبات أمريكية "غير قانونية" على كوبا وفنزويلا, وستبذل قصارى جهدها لدعم شركائها الاستراتيجيين في المنطقة.
وقال ريابكوف في تصريحات له اليوم "إننا نشعر بالقلق إزاء الإجراءات الأمريكية المستمرة ضد دول منطقة أمريكا اللاتينية.. إننا نرى تنفيذ عقوبات غير شرعية على الإطلاق وغيرها من وسائل التأثير".
وأضاف أن واشنطن " تعلن صراحة أن هدفها كسر الإرادة وتغيير المسار السياسي لهذه الدول في الاتجاه اللازم للولايات المتحدة".
يشار الى ان الولايات المتحدة قد فرضت عقوبات ضد البنك المركزي الفنزويلي أمس الأربعاء. وأكد جون بولتون مستشار الأمن القومي للرئيس الأمريكي أن هذه الخطوات ضد مؤسسة مالية هامة ستكون بمثابة تحذير خطير لجميع اللاعبين الخارجيين, بما في ذلك روسيا, وضد نشر القوات والمعدات العسكرية في فنزويلا لدعم الرئيس نيكولاس مادورو.
ومنذ 23 يناير الماضي, تشهد فنزويلا أزمة سياسية حادة, إثر إعلان خوان غوايدو زعيم المعارضة رئيس البرلمان نفسه رئيسا للبلاد,و الذي سرعان ما اعترف به الرئيس الأمريكي دونالد ترامب به رئيسا "انتقاليا" لفنزويلا, وتبعته مجموعة من الدول الغربية من أمريكا اللاتينية وأوروبا, مقابل رفض روسيا والصين ومعظم دول العالم التي مازالت تعترف بشرعية الرئيس مادورو.