طور اثنان من علماء الفيزياء في جامعة كاليفورنيا تطبيقا يسمح لكاميرات مليون هاتف ذكي بالعمل معا، كأداة علمية عالمية، من أجل مواصلة البحوث حول الأشعة الكونية ذات الطاقة العالية.
وعندما تضرب الاشعة الكونية ذات الطاقة العالية الغلاف الجوي للأرض، تتسبب في حدوث زخات من جسيمات مختلفة، ولأن هذه الأشعة نادرة جدا، لذلك فمن الصعب تحديد المكان الذي تنشأ منه في الكون، وهذا ما يرغب العلماء في رصده وتحديده.
ولذلك قام "مايكل مولهيرن" و"دانييل وايتسون" من جامعة كاليفورنيا بقيادة فريق علمي لتطوير هذا التطبيق الذكي، وذلك من أجل الكشف عن هذه الزخات من الجسيمات.
وأطلق العلماء على التطبيق اسم CRAYFIS، وهو سيستخدم أجهزة الاستشعار المعتمدة على مادة السيليكون والموجودة في كاميرات الهواتف الذكية، بحيث تقوم بالكشف عن الجسيمات عالية الطاقة، كما يقول الباحثون، في أي مستوى من طبقات الجو، وموقعها وتوقيت اكتشافها، ثم تحويل هذه البيانات إلى صور على شاشات الهواتف الذكية.
وسيكون التطبيق CRAYFIS، متاح لهواتف آندرويد وiOS والحواسيب اللوحية، وهو يعمل تلقائيا فقط عندما يكون الهاتف في وضع الشحن، لذلك لن يؤثر على عمر البطارية.
ويقول المطورون أن التطبيق سيقوم بتحميل صور ما تم التقاطه من الأشعة الكونية إلى خوادم جامعة كاليفورنيا، عند تشغيل خدمة الـ"واي فاي" بالهاتف، وللحفاظ على خصوصية المستخدم، فالتطبيق يعرف الفرق بين صور الجسيمات الملتقطة وصور المستخدم العادية، ولن يقوم أبدا بتحميل صور عادية لمخدم الجامعة، كما يقول المطورون.
ويعتبر 1000 هاتف ذكي، في مساحة كيلومتر مربع، عددا كافيا للكشف عن الأشعة الكونية ذات الطاقة العالية التي تضرب طبقات الغلاف الجوي فوقهم، وبالتالي يمكن لهذه الهواتف متابعة زخات الجسيمات بكفاءة عالية، حسب ما يدعيه المطورون.
ومع اشتراك عدد كاف من الأجهزة في التطبيق من مناطق مختلفة حول العالم سيتمكن المطورون من إنشاء شبكة عالمية، تعمل بمثابة كاشف عالمي للأشعة الكونية، تتجاوز في قدرتها التجارب العملاقة المخصصة لمراقبة الأشعة الكونية الموجودة حاليا.
ويقول الباحثون انهم يأملون في إنشاء قاعدة مستخدمين تبلغ مليون هاتف، للاشتراك في التطبيق الذي استغرق تطويره عاما كاملا.