دعا الخبراء الأفارقة والصينيون إلى بناء الطرقات والجسور بدلا من تشييد الجدران وإلى ضرورة بناء مستقبل ذو مصير مشترك. جاء هذا خلال انعقاد الاجتماع الثامن للمنتدى الصيني الإفريقي لمراكز الأبحاث، ببكين يومي 26 و24 أوت، والذي شاركت فيه الجزائر بخبراء.
ويهدف هذا الاجتماع إلى تقديم الخبرات العلمية للحكومات الدول الإفريقية والصينية بهدف فهم العلاقات الصينية الإفريقية، خصوصا وأن هذه الأخيرة أصبحت منذ قمة بكين 2018 علاقات ذات مصير المشترك بعدما تدرجت من علاقة استراتيجية في 2016 إلى استراتيجية شاملة في قمة جوهانسبورغ 2015.
وفي هذا الصدد، أكد مساعد وزير الشؤون الخارجية الصيني، أن العلاقات الصينية الإفريقية ارتقت إلى مستويات غير مسبوقة في كل الميادين، مستدلا بعدد الزيارات المتبادلة بين الطرفين حيث زار أكثر من 200 مسؤولي صيني رفيع دول القارة الإفريقية فيما زار أكثر من 13 رئيس دولة إفريقية الصين، ناهيك عن مشاركة 44 دولة إفريقية في مبادرة الحزام والطريق التي أطلقها الرئيس الصيني شي جين بينغ.
وعلى ذكر مبادرة الحزام والطريق، أكد سفير الاتحاد الإفريقي بالصين، السيد رحمة الله محمد عصمان، أن مبادرة الرئيس الصيني تتفق تماما مع أجندة الاتحاد الإفريقي الخاصة بالتنمية 2063 قائلا إن هناك تقارب كبير بين البرنامجين حيث سمح ذلك بتجسيد عدة مشاريع تنموية تتمثل أساسا في الطرقات ومحطات إنتاج الطاقة والهياكل القاعدية. كما حث سفير الاتحاد الإفريقي على ضرورة أن تسمعان الصين وإفريقيا صوتهما في ظل التحولات التي يشهدها العالم اليوم وارتفاع أصوات العودة إلى الانغلاق وأحادية القطبية.
من جهته دعا نائب رئيس معهد الدراسات الصيني، روان زونغز إلى ضرورة بناء الطرقات بدلا من الجدران في إشارة منه إلى سياسات الدول الغربية، مؤكدا في الوقت ذاته على أهداف قمة بكين الماضية التي تهدف إلى بناء مستقبل ذو مصير مشترك. كما شدد على ضرورة التعرف على كيفية تطوير هذه الشراكة ليس على المستوى الاقتصادي فحسب وإنما على مستوى أوسع وأكبر بما يسمح تقارب الشعوب فيما بينها.
من جانبه، أكد الخبير الجزائري في العلاقات الاستراتيجية، سليمان أعراج، الذي شارك بمداخلة حول موضوع صورة الشراكة الصينية الإفريقية في مرآة الإعلام، على ضرورة أن يحمي الإعلام الصيني والإفريقي هذه الشراكة من الضغوطات الممارسة من الدول الغربية التي تحاول العمل على إفشالها من خلال الترويج إلى أكاذيب بغرض تشويه كما شدد على ضرورة أن توضع استراتيجية إعلامية مشتركة بين الصين وإفريقيا من أجل ضمان تحقيق الأهداف التنموية وتعزيز وتبادل والتعاون الإعلامي بين الطرفين لتعزيز تقارب الشعوب فيما بينها.
المصدر : أنيس بن هدوقة مراسل الإذاعة الجزائرية من بكين