تحل الذكرى الثانية و الخمسون لبسط السيادة على مؤسستي الإذاعة و التلفزيون هذا الثلاثاء و هي محطة بارزة في تاريخ الجزائر نستحضر من خلالها ذكرى رفع العلم الوطني على مبنى الإذاعة الوطنية يوم 28 أكتوبر 1962.
و في مثل هذا اليوم، قرر عمال الإذاعة و التلفزيون الجزائري استرجاع السيادة على الإذاعة و التلفزيون الجزائري. حيث أن هذه الوسيلة الإعلامية الهامة كانت مازالت تحت السيطرة الفرنسية بالرغم من نيل الجزائر استقلالها.
و في 28 أكتوبر 1962، قرر العمال الجزائريون رفع العلم الجزائري على مبنى الإذاعة و التلفزيون. فكان رد العمال الفرنسيون وقف بث البرامج. لكن بفضل عزيمة و إرادة العدد القليل من التقنيين و الإعلاميين و الإذاعيين، تمكنوا من إعادة تشغيل البث الإذاعي و التلفزي، و قاموا ببث البرامج الجزائرية و الأخبار الوطنية التي تدافع عن السيادة الجزائرية بدلا من برامج فرنسا.
و منذ ذلك التاريخ الذي كانت تملك الجزائر قناة إذاعية واحدة و قناة تلفزية واحدة لا يتعدى بثها 100 كلم في الوسط و في قسنطينة و وهران، قطع كل من التلفزيون الجزائري و الإذاعة أشواطا كبيرة في مجال إنشاء القنوات و تطوير البث و حققا نقلة نوعية من حيث نوعية و كمية البرامج التي تقدم للمستمع و المشاهد الجزائري.
اليوم و بعد 52 عاما، تملك الإذاعة الجزائرية 52 قناة و التلفزيون الجزائري 5 قنوات، تضمن تغطية لكامل التراب الوطني. ناهيك عن تطوير الوسائل التقنية و تدريب الصحفيين و الإعلاميين و التقنيين.
55 قناة اذاعية... ومسار حافل بالانجازات
وفي هذا الصدد أوضح محمد شلوش مساعد المدير العام مكلف بالعلاقات العامة والإتصال أن الإذاعة الجزائرية تعد 55 قناة إذاعية وهذا يدل على المسار الحافل بالإنجازات و الانتشار الأثيري الذي أعطى للإذاعة الحضور و الدور المتميزين في مجال الخدمة العمومية و في الإعلام الجواري بعد أن تم إرساء شبكة الإذاعات المحلية بدءا من سنة 1991 إلى الآن حيث استكمل برنامج لكل ولاية إذاعة.
وتبقى ذكرى استرجاع السيادة على الإذاعة والتلفزيون ، ليست مجرد وقفة عابرة وإنما موعد للتذكير بدور هاتين المؤسستين وضرورة التأسيس لإعلام قوي قادر على مواكبة التحولات الجارية في البلاد والتطورات الحاصلة في العالم اليوم، خاصة بالنسبة للسمعي البصري لما يتميّز به هذا القطاع من ديناميكية وفعالية وسرعة في المعالجة والنقل والتأثير.
و مواكبة للتطورات الحاصلة في ميدان تكنولوجيات الإعلام و الاتصال و ثورة الانترنيت، لم تتأخر الإذاعة الجزائرية في إنشاء بوابة إلكترونية تقدم من خلالها الأخبار و البرامج الإذاعية. حيث خلال بضع سنوات قليلة أصبح موقع الإذاعة الجزائرية من أهم المواقع الإلكترونية في الوطن خصوصا و أنه يوفر الأخبار فور وقوعها بالإضافة إلى وضع العديد من الحصص و البرامج الإذاعية على شبكة الانترنت.
اعلاميون :ضرورة تقديم التسهيلات اللازمة للصحفي للوصول إلى مصادر الخبر
كما تأتى الذكرى الـ52 لبسط السيادة على الإذاعة والتلفزيون غداة الاحتفال باليوم الوطني للصحافة في ظل دعوات بتقديم التسهيلات اللازمة للصحفي من أجل الوصول لمصادر الخبر.
وفي هذا الشأن يرى الإعلاميون أنه يجب على كل المسؤولين و كل المديرين تسهيل مهمة الصحفي في الحصول على مصدر المعلومة، حيث نجد المؤسسة الإعلامية تسير بشكل جيد و إنما تجد صعوبة في الوصول إلى المعلومة لتأكيدها للرأي العام.
من جهتهم يحذر المختصون في الإعلام من مغبة هذا الإشكال الذي يدفع الصحفيين إلى الاعتماد على مصادر غير موثوقة ، حيث تقول الدكتورة فتيحة وهيبية أستاذة إعلام و اتصال بجامعة عنابة إن الصحفي مطالب بالمعلومة الصحيحة لكنه يجد عراقيل و حتى القانون يمنعه من نشر معلومات خاطئة أو مزيفة أو في شكل إشاعة تضر بالشخص أو بمصلحة السيادة الوطنية و نلاحظ مؤخرا أن الصحفي في الجزائر يلجأ إلى المصادر الإلكترونية.
من جانبه يرجو الإعلامي ياسر العرابي من سلطة ضبط السمعي البصري و المسؤولين عن وزارة الإتصال في الجزائر أن يضعوا مخططا استراتيجيا تعمل به كل المؤسسات الحكومية و حتى غيرها لتسهيل الحصول على المعلومة من طرف الصحفيين من مصدرها.
المصدر: الإذاعة الجزائرية