أجمع محاضرون اليوم الأربعاء بالجزائر العاصمة على التأكيد على الروابط "المثالية" التي تجمع الشعبين الجزائري و التونسي مشيرين إلى ضرورة بعث بناء صرح اتحاد المغرب العربي.
في هذا الصدد أكد المكلف بالأعمال بسفارة تونس بالجزائر لطفي عزيمي خلال منتدى المجاهد الذي خصص لإحياء الذكرى ال62 لمجزرة ساقية سيدي يوسف على "الروابط المثالية و التقارب الأسري أكثر منها على روابط الجوار و المصالح" التي تجمع الشعبين علما إنهما "لا يشكلان في الحقيقية إلا شعبا واحدا".
و أضاف الدبلوماسي أن الزيارة الأخيرة للرئيس التونسي قيس سعيد إلى الجزائر "تعكس نوعية تلك العلاقات" مذكرا بان السيد سعيد "قد وفى بوعده بتخصيص أولى زياراته الخارجية إلى الجزائر" قبل أن يشير إلى "أهمية" المناطق الحدودية في "تعزيز العلاقات الثنائية في جميع المجالات".
من جانبه اعتبر الأمين العام للمجلس الاستشاري لاتحاد المغرب العربي سعيد مقدم أن المجزرة التي اقترفتها القوات الاستعمارية الفرنسية في قرية ساقية سيدي يوسف الحدودية تذكرنا "بالتضحية و الإيثار" التي تحلى بها الشعب التونسي تجاه القضية الوطنية داعيا إلى جعل تلك الأحداث مناسبة لتعزيز التعاون الثنائي بشكل اكبر".
كما دعا إلى إعادة بعث بناء اتحاد المغرب العربي متأسفا لكون هذا الاتحاد قد صنف من قبل الاتحاد الأفريقي في المرتبة الأخيرة من حيث التأثير من بين المنظمات الإقليمية الثمانية التي تعدها القارة السوداء.
و دعا السيد مقدم في هذا الإطار شعوب المغرب العربي إلى "تصور مستقبلهم في التعاون المتبادل و ذلك تحت كل الظروف".
و في معرض تطرقه إلى الأحداث التي يتم إحياؤها اعتبر السيد مقدم أن تلك المجازر التي اقترفتها فرنسا الاستعمارية تعد "جريمة ضد الإنسانية مع سبق الإصرار و الترصد" مذكرا بالقانون الذي صادقت عليه حينها الإدارة الاستعمارية التي أقرت من خلاله "الحق في متابعة" الجزائريين من اجل تبرير هجومها على التراب التونسي الذي استخدم كقاعدة خلفية للثورة الجزائرية.
و وافقه في ذلك الباحث في التاريخ جمال يحياوي الذي أكد بان مجزرة ساقية سيدي يوسف تعتبر "جريمة دولة خطط لها على أعلى مستويات القوات المسلحة الاستعمارية" ضد الشعبين اللذين امتزجت دماؤهما خلال تلك المحنة الأليمة".
كما أشار ذات المتدخل إلى أن تلك الأحداث المأساوية تشكل "رمزا قويا للعلاقات الخاصة التي تربط الجزائريين بالتونسيين". و ذكر كاتب عديد المؤلفات في التاريخ بان الشعبين "متقاربان جغرافيا و اجتماعيا و يوحدهما المصير المشترك".
أما السيد محمد عليوي بصفته رئيسا لاتحاد المغرب العربي للفلاحين فقد أكد بان الجزائريين و التونسيين يشكلان "شعبا واحدا" و أن "الشعوب هي التي تصنع الأحداث" داعيا إلى إنشاء "سوق مشتركة تسهل من كلا الجانبين عملية تسويق المنتجات المحلية و المبادلات التجارية".
للتذكير إن جيش الاستعمار الفرنسي قد قام في الـــ8 فبراير 1958 بهجوم دامي على القرية التونسية الهادئة ساقية سيدي يوسف مما أدى إلى مقتل أكثر من 79 شخصا من بينهم نساء و تلاميذ مدرسة ابتدائية و كذلك حوالي 150 جريحا.
و منذ سنوات عدة ما فتئت الجزائر و تونس تحييان بشكل رسمي و مشترك تلك الحلقة المؤلمة من تاريخ الكفاح المشترك للشعبين ضد المحتل الفرنسي ذاته.