ظهر فيروس كورونا المستجد "كوفيد-19" في شهر ديسمبر/كانون أول الماضي في مدينة ووهان بالصين، وقتل أكثر من ثلاثة آلاف شخص، وأصاب أكثر من 85 ألفا، فكيف يهاجم الجسم؟
يقول الخبراء إن أول منفذ للاتصال بفيروس كورونا المستجد "كوفيد-19" هو الرئتان، كما قد يستهدف الكلى أيضا.
فالعلامات الأكثر شيوعا التي قد تشير إلى الإصابة بفيروس كورونا هي مشاكل في التنفس، وذلك لأن أول منفذ للاتصال به هو الرئتان.
وتماما مثل الإنفلونزا، تعد الفيروسات التاجية -التي ينتمي لها فيروس كوفيد-19- من أمراض الجهاز التنفسي ويمكن أن تنتشر عندما يسعل المريض المصاب أو يعطس، ويرش قطرات سائلة صغيرة من أنفه أو فمه، التي قد تحتوي على الفيروس.
وشيئا فشيئا يكتشف الخبراء معلومات حول الفيروس، الذي يبدو أنه يهاجم مجموعتين محددتين من الخلايا في الرئتين، وفقا للبروفيسور مارك فيلدر، عالم الأحياء الدقيقة بجامعة كينجستون.
وفي تصريح لسكاي نيوز، قال إن إحدى هذه الخلايا تسمى خلية كأسية goblet cell، والأخرى تسمى خلية هدبية ciliated cell.
ويشرح أن الخلايا الكأسية تنتج المخاط الذي يشكل طبقة مرطبة على القناة التنفسية، وهذا أمر مهم للمساعدة في الحفاظ على رطوبة الرئتين، وبالتالي الحفاظ على الصحة.
أما الخلايا الهدبية فهي خلايا لها شعيرات تتجه نحو الأعلى، ووظيفتها أن تقوم بتجريف أي مادة مؤذية عالقة في المخاط مثل البكتيريا والفيروسات وجزيئات الغبار، باتجاه الحلق للتخلص منها.
بالمقابل، يقوم فيروس كورونا بإصابة هاتين المجموعتين من الخلايا، وهو أمر لوحظ مع السارس، على حد قول البروفيسور فيلدر.
والسارس "المتلازمة التنفسية الحادة الوخيمة" ظهر أيضا في الصين، وأدى لوفاة 774 شخصا في 2002-2003، أي أقل بكثير من حوالي ثلاثة آلاف شخص قُتلوا من قبل كورونا حتى اللحظة.
وأضاف فيلدر أن فيروس كورونا يصيب هذه الخلايا ويبدأ في قتلها، وتبدأ أنسجتها بالسقوط والتجمع في الرئتين، وتبدأ الرئتان في الإصابة بالانسداد، مما يعني أن المريض يصاب بالتهاب رئوي.
أيضا هناك مشكلة أخرى، وهي أن جهاز المناعة في الجسم يحاول الرد لأنه يدرك أن الجسم يتعرض للهجوم، وقد يؤدي هذا إلى فرط في المناعة، وعندها يقوم جهاز المناعة بهجوم كبير يؤدي إلى إتلاف الأنسجة السليمة في الرئة، وهذا أيضا قد يجعل التنفس أكثر صعوبة.
ويضيف البروفيسور أن الفيروس لا يهاجم الرئتين فقط، بل يهاجم أيضا الكلى، مما قد يقود إلى الفشل الكلوي ولاحقا الموت.