أبحرت القناة الدولية للإذاعة الجزائرية بمستمعيها عبر ذاكرة عدد من المجاهدين القدامى الذين خاضوا حرب التحرير بشرف قبل ستين عاما، من خلال ربورتاج " مرايا التعذيب" الذي بث بمناسبة إحياء ذكرى اندلاع الثورة المجيدة.
و قد عكست "مرايا التعذيب" صورا مسموعة لذكريات مجاهدين من شرق الجزائر ورسمت بإبداع تفاصيل قصص كفاحهم وعذابهم و إصرارهم و إيمانهم بقضيتهم و وفائهم لعهد تخليص بلادهم من الاستعمار الفرنسي.
المجاهدون، عياش جمودي، أحمد قادري، محمد صاغور و غيرهم، قصوا حكاية التحاقهم صغارا بجيش التحرير و كيف اختزلت الحياة عندهم في حلم واحد و هانت الروح لتحقيقه... "جزائر حرة مستقلة"، و كيف كان الحلم صعب المنال..صعبا لدرجة تحمل التعذيب حتى الموت..لدرجة الصمود ضد الإبادات الجماعية و الانتهاك و التقتيل و الترهيب و التدنيس، لدرجة التضحية بنفسك و أبنائك و أموالك، كيف كان الجزائريون يتجرعون دروس الكفاح مع حليب أمهاتهم، قصّوا صمود شّعب أعزل و التفافه حول جيش التحرير و حمايته و مده بكل أشكال العون حتى تحقيق النصر.
و في الختام قالت المرايا: "الجزائر اليوم تنعم بالاستقلال بفضل الشهداء و المجاهدين و الشعب الذي احتضن الثورة ، و إذا أردنا أن نثبت جرائم الاستعمار لا بد أن نكتب تاريخنا الصحيح من خلال وثائقه و لأن وثائقه رهن فرنسا التي سرقته مع بقية ما سرقت ذات الخامس جويلية 1962، يبقى مجاهدوا الأمس يستذكرون ملاحم تاريخهم من صور الذاكرة التي لا يمكن أن يطمسها المستعمر الفرنسي...هي ذي جزائرنا اليوم ... هو ذا تاريخنا تاريخ مشرف مشرق لا مكانة فيه للخائنين".
المصدر:موقع الإذاعة الجزائرية
- اذاعة الجزائر الدولية