قام وزير الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية، كمال بلجود، هذا الاثنين بالجزائر لعاصمة بزيارة تفقدية لمختلف المصالح التابعة للمديرية العامة للأمن الوطني حيث وقف على استعداداتها لمجابهة انتشار وباء كورونا.
ولدى زيارته مقر مصلحة الأمن العمومي لأمن ولاية الجزائر بباب الزوار، رفقة المدير العام للأمن الوطني أونيسي خليفة ووالي العاصمة يوسف شرفة، أكد الوزير بلجود أن "قوات الأمن الوطني كانت منذ البداية في الصفوف الأولى لمكافحة انتشار وباء كورونا" ، مضيفا أنها "رافقت السلطات العمومية في الحملات التضامنية وإجلاء العائلات العالقة في الخارج وتساهم في فرض الحجر الصحي باحترافية ودون استعمال العنف".
وأكد الوزير استعداد القطاع ل "تسخير كل الإمكانيات من أجل مرافقة سلك الشرطة الذي يقوم بعمل نبيل وشريف" وذلك تنفيذا لتعليمات رئيس الجمهورية الذي "يثمن جهود مصالح الأمن للحد من انتشار الفيروس" ، مذكرا بمرافقة أسرة الأمن خلال السنة الماضية للحراك الشعبي وهي "المرافقة التي أبهرت دول العالم"-مثلما قال-.
ولدى توقفه بالوحدة الجوية للأمن الوطني، ثمن الوزير لدى توقيعه على السجل الذهبي، احترافية هذه الوحدة والمشرفين عليها، كما استمع إلى شروحات تناولت حصيلة نشاطاتها خلال السنة المنصرمة حيث قامت وحداتها ب"2177 ساعة طيران من خلال 1531 طلعة جوية".
كما تفقد الوزير عملية تصنيع وسائل الوقاية كالكمامات والألبسة الواقية على مستوى المديرية الفرعية للعتاد، والتي تعمل بوتيرة " 12 ساعة يوميا بشكل تطوعي"، حيث عبر عن اعتزازه ب"الهبة التضامنية الوطنية التي بادر بها الشعب الجزائري بمختلف شرائحه وفي مقدمته قوات الأمن من شرطة ودرك وطني وجيش وطني شعبي"، وهي الهبة التي قال أنها "قل نظيرها في العالم"، مجددا تثمينه للدور الذي يقوم به الجيش الوطني الشعبي في إطار الجهد الوطني لمكافحة الوباء.
وأوضح الوزير أن المعمل التابع لهذه المديرية "كيف نشاطه بغرض إنتاج وسائل الوقاية، حيث ينتج يوميا 24 ألف كمامة لفائدة عناصر الأمن الوطني".
وبذات المناسبة، دعا بلجود المواطنين إلى "تسهيل عمل مختلف أسلاك الأمن من خلال احترام إجراءات الحجر الصحي ومختلف توصيات اللجنة المكلفة برصد انتشار الفيروس".
وبعدها، وقف وزير الداخلية بالمستشفى المركزي للأمن الوطني، على استعدادات المصالح الطبية وتفقد مختلف الإمكانيات المسخرة تحسبا لتطورات انتشار فيروس كورونا، كما زار المركز الصحي "عمر حرايق"، حيث دعا إلى التجند المستمر واليقظة الدائمة للاستجابة لمختلف الاحتياجات والتعامل مع أي طارئ.
كما نقل الوزير لمختلف الأطقم الطبية،" تحية تقدير من طرف رئيس الجمهورية" نظير الجهود والتضحيات التي يقومون بها "في الصفوف الأولى لمكافحة الوباء"، داعيا إياهم إلى " أخذ الحيطة والحذر لحماية أنفسهم".
كما جدد التأكيد على أن "الدولة سخرت كافة الإمكانيات اللازمة لمجابهة الوباء" ، مشيرا إلى أن "الكفاءات والأسرة متوفرة وينبغي التعاون وتوحيد الجهود للخروج من الأزمة".
وقال بلجود، أنه "حسب المختصين، فإن الجزائر متحكمة في زمام الأمور، ونأمل تجاوز هذه الأزمة الصحية بأقل ضرر وفي أقرب وقت".
واختتم الوزير بلجود جولته التفقدية بزيارة مركز التنسيق والقيادة، حيث أشرف على لقاء بتقنية التحاضر عن بعد ضم المفتشين الجهويين، للإطلاع على كيفيات إدارة الأزمة الصحية من حيث الوقاية والمكافحة.
وأكد الوزير في كلمة مقتضبة، أن الإحصائيات التي تعلن عنها اللجنة التابعة لوزارة الصحة بصفة يومية "تظهر الفرق الشاسع لتطور انتشار الوباء في الجزائر بالمقارنة مع دول أخرى، مما يبين أن الوضع متحكم فيه" ، غير أنه شدد على ضرورة اليقظة وطلب من إطارات مديرية الأمن "مواصلة الجهود وفرض تطبيق الحجر الصحي الذي يعتبر الحل الوحيد لمكافحة كورونا".
وطاف بلجود بمختلف المصالح التي يضمها مركز القيادة والتنسيق، على غرار المركز الوطني للمراقبة بواسطة الفيديو.
واختتمت الزيارة بكلمة مقتضبة ألقاها المدير العام للأمن الوطني وعبر فيها عن شكره للوزير على كل التوجيهات التي قدمها خلال الزيارة، كما أكد استعداد الشرطة الجزائرية على "مواصلة العمل دون هوادة ورفع التحديات في ظل الظروف الخاصة التي تعيشها البلاد"، مشيدا بالإمكانيات التي سخرتها الدولة لتسهيل عمل مصالح الأمن ومبرزا أهمية تكاثف جهود مؤسسات الدولة.
كما نوه أونيسي بـ"المواقف البطولية لمنتسبي الشرطة وبحسهم الوطني في مواجهة وباء كورونا".