أعلن المدير العام لمؤسسة الأرشيف الوطني والمستشار لدى رئيس الجمهورية المكلف بالأرشيف الوطني وملف الذاكرة، عبد المجيد شيخي، هذا الاثنين بالجزائر العاصمة، عن إطلاق برنامج الذاكرة الوطنية الذي يعد بحسبه "جزءًا أساسيًا في تكوين المواطن الصالح وخطوة نحو تأسيس الجمهورية الجديدة".
ولدى إشرافه على فعاليات ندوة عن بعد عقدت مع الولاة ومديري القطاعات الولائية وممثلي الجماعات المحلية وجمعيات المجتمع المدني بمقر وزارة الداخلية والجماعات المحلية، أفاد شيخي أنّ برنامج الذاكرة الوطنية هو "عملية طويلة المدى وغير مرتبطة بذكرى معينة أو مناسبة وطنية"، مشيرا إلى أنّ "الذاكرة الوطنية جزءً أساسيًا في تكوين المواطن الصالح والمسؤول".
وفي السياق ذاته، شدّد المستشار لدى رئيس الجمهورية على أنّ "تأسيس الجمهورية الجديدة ليس سهلاً ويتطلب جهودًا جماعية في قطاعات كثيرة لا بدّ أن يجد التاريخ فيها منعطفًا ليصل إلى المواطن، وهذا يعتمد على التوعية بالقيمة التاريخية لتراثنا الجزائري".
وبالإعلان رسميا عن انطلاق برنامج الذاكرة الوطنية، أضاف شيخي: "ستنطلق المشاورات على المستويين المحلي والمركزي لوضع ورقة طريق لإطلاق هذه العملية بمشاركة 12 قطاعًا وزاريًا أعطيت لهم مجموعة من التصورات إلى جانب جمعيات المجتمع المدني".
واعتبر في هذا الإطار أنّ "العمل ضمن برنامج الذاكرة الوطنية سيكون شاقًا"، مبرزًا أنه "بمساهمة كل القطاعات وجمعيات المجتمع المدني، سنصل إلى نتائج مرضية في وقت قريب".
وتمّ التركيز في هذا البرنامج على القطاعات التي لديها احتكاك مباشر مع الجمهور، على غرار التربية الوطنية، التعليم العالي والتكوين المهني، إلى جانب الداخلية والسياحة والشؤون الدينية.
وفي هذا الشأن، أكد شيخي على الدور الكبير للخطاب الديني والمسجد في ترسيخ الذاكرة الوطنية لدى المواطن باعتماد خطاب بسيط وواضح، إلى جانب جمعيات المجتمع المدني التي تملك امتدادًا في عمق المجتمع.
وتمّ الاعتماد على صفحة باسم الذاكرة الوطنية على شبكة التواصل الاجتماعي (فيسبوك) ستكون متاحة للجميع في ظرف يومين لتمسّ أكبر عدد ممكن من المواطنين.
من جانبهم، أكد عدد من الولاة المتدخلين عن "استعدادهم للعمل ضمن هذا البرنامج لما فيه من تسليط الضوء على تاريخنا الوطني الذي هو ثمرة جهاد مقدس خاضه الشعب الجزائري بكل أطيافه"، مشددين على ضرورة "الاستفادة من بطولات الأجداد للحفاظ على وحدة الشعب وتغليب مصلحة الوطن في الحاضر والمستقبل".
وقدّم الولاة جملة من المقترحات في إطار هذا البرنامج تخص بعض القطاعات التي يجب التركيز عليها كقطاع التربية من خلال المدرسة والتعليم العالي من خلال الجامعة لما لهما من دور كبير في ترسيخ الذاكرة الوطنية لدى الأجيال المتعاقبة.