"نطمح الى تقديم حلول ابتكارية باسم الجزائر للعالم أجمع".. مبدأ يتبناه العديد من الشباب الذي حمل على عاتقه مسؤولية المساهمة في النهوض بالاقتصاد الوطني، بعيدا عن مداخيل الريع البترولي، لتكون ابتكاراتهم الرقمية قاطرة للجزائر الجديدة نحو الاقتصاد العالمي المعاصر.
وفق رؤية الجزائر الجديدة، لا مكان لاستنزاف الأدمغة وهجرتها، شبابها المبدع والمبتكر قررأن يرفع التحدي لمواكبة المستجدات العالمية بمرونة وعمل على تذليل العقبات بابتكارات رقمية ببصمة جزائرية و رؤية عالمية تفتح للجزائر نوافذ تطل من خلالها على أرقى النماذج الاقتصادية الحديثة.
"تاك غراف" تسوق جهازها الرقمي المبتكر للحد من الأخطاء الطبية إلى 14 دولة أفريقية
وتعتبر الشركة الناشئة " تاك غراف" نموذجا راقيا عن نجاح الشباب الجزائري في ولوج الاسواق العالمية بأفكار مبتكرة في مجال الاقتصاد الرقمي ، وهي التي توجت بالمرتبة الأولى في المسابقة الدولية للابتكار "اوفيسين إكسبو مراكش"مطلع السنة الجارية، بفضل الابتكار الرقمي "Druglabels1.0".
إقتربنا من المبتكر سامي شقعار، مؤسس الشركة الناشئة "تاك غراف" بولاية سطيف ، ليعرفنا على جهاز "Druglabels1.0" فأبرز لنا أن الجهاز يعتمد على تكنولوجيا قائمة على أنترنت الاشياء، الرقمنة والذكاء الاصطناعي، يقدم حلولا في مجال الصحة للحد من الأخطاء الطبية خاصة في مجال التخدير،حيث عمل على تطويره فريق مكون من ستة (6 ) أعضاء هم فيصل، بلال ،شعيب،حمزة، محمد وسامي.
ويضيف سامي قائلا: " نصدر جهاز- Druglabels1.0- إلى 14 دولة إفريقية وقد قمنا مؤخرا بتوقيع عقد باسم الجزائر مع شركة عالمية بدبي لتطوير النسخة الثانية منه "Druglabels2.0" بغرض تسويقه إلى مختلف دول العالم، وقد تلقينا عروضا ضخمة من شركات عالمية أخرى منها من تطمح لإخراج شركتنا من الجزائر لكننا مصرون على الابتكار باسم بلادنا" .
طالب جامعي يبتكر جهازا رقميا لتطوير مجال الطاقات المتجددة
محمد شويديرة، نموذج آخر للشباب الجزائري المبتكر، ابن عاصمة الحضنة، طالب سنة أولى دكتوراه هندسة ميكانيكية تخصص طاقويات، استقبلنا في منزله بمنطقة أولاد سيدي ابراهيم بالمسيلة، ليعرفنا على ابتكاره المسجل بالمركز الوطني للملكية الصناعية ليحوز على براءة الاختراع.
يقول محمد إن الجهاز الرقمي الذي قام بتطويره سيعزز مجال الطاقات المتجددة وعلى رأسها الطاقة الشمسية كما سيساهم بشكل كبير في رقمنة مخابر البحث مما سيوفر الكثير من الجهد والوقت والمال.
وأوضح مستضيفنا آليات عمل ابتكاره، الذي يقوم بتحديد شدة الإشعاع وفق الاتجاه والميل والموقع عن طريق حساسات مثبتة في زوايا واتجاهات مختلفة تقوم بتخزين النتائج المسجلة في بطاقات رقمية ذكية، ليتم بعدها تحليلها وتفسيرها واستخلاص النتائج التي تمكن من الاستغلال الأمثل للطاقة الشمسية، كما تتيح التحكم الرقمي عن بعد في الألواح الشمسية.
الجامعة الجزائرية... مهد الطلبة المبتكرين نحو الإبداع الرقمي
من جهته، أبرز مدير حاضنة أعمال جامعة المسيلة، التي تحتل مرتبة الريادة على المستوى الوطني في مجال الرقمنة والابتكار الرقمي، الدكتور أحمد مير، لدى استضافته بموقع الإذاعة الجزائرية ، توجه الجامعة نحو جذب وتجسيد الأفكار الابتكارية في مجال الرقمنة والذكاء الاصطناعي بهدف النهوض بالاقتصاد الجزائري وجعله اقتصاد تنافسي يواكب التطور الحاصل في العالم.
المورد الحقيقي للجزائر يكمن في شبابها المبتكر
ويرى الخبير الاقتصادي والمختص في المؤسسات الناشئة، فرحات حميدة، أنّ رهانات وتحديات الارتقاء إلى مستوى المعايير الاقتصادية الدولية تحتم علينا تبني الأفكار والمشاريع الابتكارية الرقمية.
ويؤكد الخبير الذي ينحدر من ولاية الأغواط في تصريحات لملتيميديا الإذاعة الجزائرية، أنّ المورد الحقيقي للجزائر، يكمن في شبابها المتمكن من التكنولوجيات الحديثة "وهو مايسمح بإقلاع الاقتصاد الجزائري بشكل سريع جدا، لاسيما من خلال الاعتماد على المؤسسات الناشئة التي تتميز بسرعة نموها واكتساحها للأسواق العالمية".
ياسين وليد ...نعول على الشباب المبتكر لكسب رهان الاقتصاد الرقمي
أما الوزير المنتدب لدى الوزير الأول المكلف باقتصاد المعرفة والمؤسسات الناشئة، ياسين وليد، فأكد لدى نزوله ضيفا على موقع الإذاعة الجزائرية، عزم الدولة على تحقيق نموذج اقتصادي رقمي يكون فيه الشباب الجزائري المبتكر الركيزة الأساسية وأضاف قائلا : "نحن أمام مسؤولية كبيرة لجعل الجزائر قطب حقيقي للابتكار الرقمي وكذا جذب المستثمرين الأجانب لصناديق الاستثمار".
نية سياسية معلنة وإمكانيات مادية مسخرة لدعم الابتكار الرقمي في الجزائر وتوجه قطاع التعليم العالي والبحث العلمي لإرساء قواعد إقتصاد رقمي يكون فيه شباب الجزائر قاطرة لدفع عجلة التنمية ، كلها ضمانات جعلت شبابنا يتجه نحو الابداع الرقمي بنية وإخلاص مطلقين لرفع لواء الجزائر في العالم أجمع بخطى ثابتة عنوانها "سنبقى في الجزائر ونبدع باسمها".
المصدر:ملتيميديا الإذاعة الجزائرية/إيمان لعجل