سلّط برنامج "زوايا الأحداث" للقناة الأولى، الضوء هذا الأحد على سبل مواجهة التهديدات الإرهابية المتنامية والجريمة المنظمة في منطقة الساحل، بعيدا عن التدخلات الأجنبية.
كما تطرق المتدخلون في البرنامج إلى ضرورة التنسيق الأمني ومنح الأولية لعامل التنمية كبوابة لأي استقرار منشود مثلما تؤكده المقاربة الجزائرية.
يرى الخبير في الجماعات الإسلامية و القضايا الإستراتيجية، نائب رئيس مركز الأمن الشامل بتونس والأستاذ بجامعة منوبة علي العلاني، أن الجماعات الإرهابية أصبحت تشتغل بعد الثورات العربية بمنهجية جديدة مستفيدة من الانقلاب الذي حصل في مالي في 2012 و الظرفية التي جاءت بها الثورات العربية و التي تميزت في البداية بصعود أنظمة الإسلام السياسي إلى الحكم في بلدان الربيع العربي صاحبه عملية تقارب و كذا ظهور تنظيمات أنصار الشريعة و التي بلغ عددها سبعة تنظيمات في البلدان العربية.
و قال إن التنظيمات الإرهابية على اختلاف مسمياتها تشتغل على نفس المنهجية و الأجندة و وفق مقاربات موحدة و هو ما سنلمسه – يضيف – بعد أشهر وتحديدا بعد احتضان ليبيا عددا كبيرا منها.
فيما يعتقد الدكتور ديدي ولد السالك رئيس المركز المغاربي للدراسات الإستراتيجية بموريتانيا، أن مجموعة من المتغيرات في فترات متقاربة جعلت من التنظيمات الإرهابية تطفو على السطح بالحجم الذي تبدو عليه حاليا و أنها استفادت من ضعف و ارتخاء دول الربيع العربي كما هو الحال في تونس بالإضافة إلى الحرب الأهلية في كل من سوريا و العراق و انهيار ليبيا بشكل كامل حيث أصبحت تتقاسمها مجموعة من المليشيات و هذا يعني أن الأراضي الليبية أصبحت فراغا مناسبا لتموقع هذه المليشيات الإرهابية و قاعدة خلفية لها.
كما أصبح الكم الهائل من الأسلحة في ليبيا – يقول المتحدث - مصدر تسليح هام لكل التنظيمات في العالم و ليس إفريقيا فحسب، و قال إن المتضرر المباشر من هذه التنظيمات هي دول المغرب العربي و الساحل في إفريقيا.
و أضاف، نحن أمام أزمة متعددة الأبعاد ولا بد من حلول مقاربة شاملة بالاعتماد على حكامة سياسية و اقتصادية و رفع المظالم على الأقليات ومواجهة المشاكل الاقتصادية والاجتماعية "أما المقاربة الأمنية و العسكرية فليست أولوية في نظري".
في تدخله، قال رجب ضو خليفة أستاذ جامعة الزيتونة بليبيا: "أتحدث باعتباري شاهد عيان من ليبيا و أقول إن الأمر الذي لا نجد له جوابا هو كيفية انتقال الجماعات الإرهابية من أفغانستان أو العراق إلى ليبيا على مرأى و مسمع العالم".
من جهته قال المحلل محمد سي بشير أن تشكيل الجماعات الإرهابية يتم عبر حاضنة استبدادية من صنع و تشجيع الدول الغربية والتي تصطاد في المياه العكرة مستفيدة من أزمات الحركات الإسلامية التي تستبعد من الحكم لتتحول في النهاية إلى عجينة طرية تصنع منها تنظيمات إرهابية.
و أضاف أن هذه الأنظمة الغربية تبيح لنفسها بعد ذلك تسمية منطقة الساحل بملاذ الجماعات الإرهابية و توسع الرقعة من جنوب موريتانيا ومالي و النيجر إلى سواحل الصومال و أريتيريا و كل ذلك بهدف التسويغ لإنشاء ما يسمى بأفريكوم .
و قد أجمع المتدخلون في برنامج زوايا الأحداث على ضرورة البحث في حلول جذرية للمشاكل الاقتصادية والاجتماعية التي تعاني منها المجتمعات العربية والتي تكون غالبا مهدا لتشكيل كل التنظيمات المتطرفة و الخارجة عن القانون.
المصدر:موقع الإذاعة الجزائرية