انطلاق فعاليات القمة العربية السادسة والعشرين بشرم الشيخ في ظروف استثنــائية

انطلقت هذا السبت بمدينة شرم الشيخ أعمال القمة العربية في دورتها العادية السادسة والعشرين بمشاركة الجزائر الممثلة برئيس مجلس الأمة عبد القادر بن صالح.

و يشارك في القمة التي تعقد تحت شعار "70عاما من العمل العربي المشترك " 14 رئيسا وملكا وأميرا باستثناء سوريا الذي سيبقى مقعدها "شاغرا" بموجب قرار مجلس الجامعة العربية بتعليق مشاركة سوريا في اجتماعات الجامعة العربية .

وتتزامن مع بدء تحالف عربي من 10 دول في هجوم على جماعة الحوثي في اليمن تقوده المملكة العربية السعودية، والعديد من بؤر التوتر في الوطن العربي مع ما تشهدها ليبيا ، العراق واليمن من تضعضع أمني كبير تضاف إلى الوضع في فلسطين المحتلة .

ويرى وزير الشؤون الخارجية رمطان لعامرة أن القمة الـعربية الـ 26  جد مهمة، قائلا " إن قمة اليوم وإن اٌعتبرت عادية في المفهوم الإجرائي فهي قمة غير عادية وطارئة بالنظر إلى المستجدات والتحديات  وطموحات المجتمع العربي والوطن العربي، مؤكدا أن الجزائر تتطلع إلى قمة تخرج بقرارات ناجحة أساسها التوافق.

وأجمع المتدخلون على أن التحديات العربية غير مسبوقة وجسيمة حيث قال الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي في مداخلته اليوم "إنه هناك نظر ة سريعة تبين عمق المأساة وتراكم المشاكل والأزمات معلنا تأييد الجامعة العربية لعملية عاصفة الحزم في اليمن.

وأكد نبيل العربي أن قرار إنشاء قوة عربية مشتركة تطور تاريخي في العمل العربي المشترك لصيانة الأمن القومي العربي.

هذا وحذر الأمين العام الأممي بان كي مون في كلمته الافتتاحية للجلسة الافتتاحية للقمة العربية من الوضع في اليمن وفي سوريا كما دعا إلى تفعيل الحوار في ليبيا من أجل ضمان أمن هذا البلد معتبرا أن الحفاظ على وحدة ليبيا وسلامة أراضيها هو أمر أساسي.

وأكد بان كي مون على ضورة التطلع إلى دعم القادة في ليبيا لمواجهة تنظيم داعش لأن هذا الدعم سيفيد أيضا في الاستقرار والأمن الإقليمي.

من جهته أكد الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي على مواصلة العملية العسكرية التي تقودها المملكة العربية السعودية مايسمى بعملية عاصفة الحزم داعيا مجلس الأمن الدولي إلى التدخل أيضا.

ويشار إلى أن أشغال القمة ستجرى  في جلسات مغلقة لبحث البنود المسجلة في مشروع جدول أعمال القمة  والذي يضم  11 بندا منها تقرير رئاسة القمة عن نشاط هيئة متابعة تنفيذ القرارات والالتزامات وما يستجد من أعمال بجانب تقرير الأمين العام عن العمل العربي المشترك .

ويوجد على رأس  البنود المطروحة على القمة  القضية الفلسطينية والصراع العربي الإسرائيلي ومستجداته وتتضمن متابعة التطورات السياسية للقضية الفلسطينية والصراع العربي  الإسرائيلي وتفعيل مبادرة السلام العربية ودعم موازنة فلسطين وصمود الشعب الفلسطيني والجولان العربي السوري المحتل والتضامن مع لبنان ودعمه.

  كما تبحث القمة ملف الأزمات في الوطن الوطني والذي يتضمن تطورات الوضع في كل من  اليمن  وليبيا  وسوريا  ودعم جمهورية الصومال  والنزاع  حول الجزر الإماراتية  الثلاث "طنب الكبرى وطنب الصغرى وجزيرة أبوموسى"  المحتلة من إيران . 

ويعد ملف صيانة الأمن القومي العربي وتفعيل آليات مكافحة الجماعات الإرهابية والمتطرفة من أهم المواضيع المطروحة على القمة ال26.

وكان وزراء الخارجية العرب رفعوا في ختام اجتماعهم التحضيري للقمة  يوم الخميس إلى اجتماع القادة  مشروع قرار يتضمن إنشاء قوة عسكرية عربية  تشارك فيها الدول اختياريا.

كما تبحث القمة بندا يتعلق بإصلاح وتطوير جامعة الدول العربية ولا سيما ما يخص تعديل ميثاق الجامعة وكذلك النظام الأساسي المعدل لمجلس السلم والأمن العربي، مثلما أوضحة أحمد بن حلي مساعد الأمين العام للجامعة العربية الذي أكد أن قمة اليوم ستدرس طريقة انتقال الجامعة العربية من منظمة الجيل الأول إلى منظمة الجديل الثالث، مضيفا أن الهيئة العربية انشئت سنة 1945 من طرف ستة دول بميثاق سياسييعكس ظروف تلك الفترة والآن تغيرت الأمور،

كما يبحث القادة العرب اليوم البند  المتعلق بتطوير التعاون الاقتصادي العربي والذي يتضمن مشاريع القرارات التي رفعها  المجلس الاقتصادي الاجتماعي على المستوى الوزاري إلى  القمة لاعتمادها من طرف القادة العرب ، حيث أعلن نبيل العربي الأمين العام للجامعة العربية، أن القمة الحالية تنعقد في ظل تحديات كبيرة وغير مسبوقة بالمنطقة؛ تتطلب جهودًا عربية مضاعفة لمواجهتها والتغلب عليها لتحقيق التنمية في بعديها الاقتصادي والاجتماعي، مشددا على أهمية الوصول إلى اقتصاد متكامل العناصر، وبما يخدم المواطن العربي، قائلا : “نحن مطالبون بتعزيز التكامل الاقتصادي بتفعيل منطقة التجارة العربية الحرة الكبرى، وإقامة الاتحاد الجمركي العربي وتوفير القرار السياسي اللازم لتحقيق ذلك”. .

وحسب مشروع جدول الأعمال فستعتمد القمة في نهاية أشغالها مشروع "إعلان شرم الشيخ" وتحدد  مكان عقد الدورة العادية 27 لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة .

المصدر:الإذاعة الجزائرية

الجزائر, سياسة