تحي الجزائر اليوم الوطني للحرفي تحت شعار"أيادي من ذهب" في التاسع من نوفمبر من كل سنة و التظاهرة تقام بقسنطينة عاصمة الثقافة العربية 2015 و تتميز ببرنامج حافل ومتنوع.
و عن أهمية اليوم الوطني للحرفي و دوره في غرس التراث و ثقافة المجتمع لدى الشباب و أهمية القطاع في الاقتصاد الوطني زارت ملتيميديا الإذاعة الجزائرية المديرة الفرعية لدعم نشاطات الصناعة التقليدية بوزارة التهيئة العمرانية و السياحة و الصناعة التقليدية السيدة سميرة مومن التي زودتنا بوثائق خاصة بالقطاع و بنشاطاته.
و في هذا الصدد اتضح أن الهدف من الصناعة التقليدية الحفاظ على الموروث التاريخي و الحضاري للجزائر من الناحية الثقافية و الحفاظ على البيئة باستخدام منتجات طبيعية بالإضافة إلى مساهمة القطاع في توفير المداخيل و تثبيت السكان في مناطقهم و توفير المهارات للشباب من خلال التكوين و التمهين اجتماعيا.
الصناعة التقليدية رافد اقتصادي كبير
يشكل قطاع الصناعة التقليدية رافدا اقتصاديا كبيرا حيث يساهم في استحداث مناصب شغل و في خلق الثروة و الاستجابة بمنتجاته و خدماته للحاجيات الأساسية للاقتصاد و المجتمع.
وحسب مؤشرات قطاع الصناعة التقليدية تجدر الإشارة إلى أن السلطات العمومية تولي أهمية لإنعاش و تنمية و تنظيم القطاع و تأطيره من خلال العديد من برامج العمل متعددة السنوات التي تم صياغتها و تنفيذها ميدانيا.
و في هذا السياق انتهج تطوير الصناعة التقليدية إستراتيجية مبنية على عدة محاور كتسهيل الاستثمار في المجال من تبسيط في الإجراءات و توفير للتحفيزات الجبائية و مصادر التمويل و كذا التأهيل التقني و تعزيز المهارات مع دعم لتسويق منتجات الصناعة التقليدية محليا و دوليا.
334.000 حرفي إلى غاية شهر أوت 2015
أحصي قطاع الصناعة التقليدية عدد الحرفيين إلى غاية شهر أوت 2015 حيث بلغ 334.000 حرفي منهم 104.542 حرفية و بلغ عدد المناصب المستحدثة في نفس الفترة إلى 810.000 منصب.
و يعتمد القطاع على التكوين التقني في فروع الصناعة التقليدية لكسب المهارات في مختلف المجالات كالتكوين في الخزف الفني و النسيج و الزرابي و الحدادة الفنية و الصباغة و دباغة الجلود و النحاس و الخشب و السلالة و الزجاج و غيرها من النشاطات التي تزخر بها الجزائر حيث بلغ عدد الحرفيين المستفيدين من التكوين 27.300 ألف حرفي سنة 2014 و خلال السداسي الأول من سنة2015 .
أغلبية المواد الأولية محلية و المستوردة غالية الثمن
من جهة يعاني القطاع من إشكالية المواد الأولية و غلاء أسعارها رغم توفر بعضها محليا و التي تمثل أغلبية المواد المستخدمة إلا أن بعضها مستورد كالفضة و النحاس و أسعارها تخضع لسوق بورصة المواد الأولية.
إلى ذلك يتم تسويق المنتجات التقليدية و الترويج لها على الصعيدين الوطني و الدولي و تشكل الصالونات و المعارض أداة إستراتيجية بامتياز لتسويق المنتجات و التقريب بين الحرفيين و المستهلكين إضافة إلى استغلال موسم الاصطياف لعرض و بيع المنتجات في الولايات الساحلية.
نقل المعرفة و التقنيات في إطار التعاون الدولي
و لنقل المعرفة بين الحرفيين يسعى القطاع إلى التعاون الدولي في بعض المهارات كالنحت عل الأحجار الكريمة في إطار التعاون الجزائري البرازيلي و في صناعة الحلي هناك التعاون الجزائري الأوروبي و في تقنيات النحت على الرخام تمت الاستفادة من تجارب الإيطاليين ، و في إطار التكوين هناك اتفاقية مع المكتب الدولي للشغل لتكوين أساتذة مكوينين و مختصين في المرافقة الاقتصادية لإنشاء المؤسسات وتحسين تسييرها.
كما أن فروع الصناعة التقليدية تتطلع إلى تحسين النوعية بالعامل الأساسي و المهم و المتمثل في التكوين و ترافق نموذجيا خمس مؤسسات حرفية لمصادقة أنظمتها التسييرية وفق نظام " الإيزو" ببرمجة إعداد المعايير لثلاث منتجات الخزف و الفخار و الجلود،و تنظيم مسابقة وطنية سنويا،و الصالون الوطني للإبداع كل سنتين و كذا شركات عمل بين الحرفيين و المصممين.
الحفاظ على الحرف من التقليد و من التهريب
و رغم الأهمية التي تعطى لقطاع الصناعة التقليدية إلا أنه يعاني من إشكالية التهريب و يدعو إلى حماية أعمال و حرف الجزائر و ذلك بحماية الحدود وبالنشاط التوعوي و التحسيس بضرورة الحفاظ على الحرف من التقليد، و يعنى بهذا الجانب المعهد الجزائري لحماية الملكية الصناعية ، و ينصح باستخدام تسمية "المؤشر الجغرافي " للحفاظ على العلامة و النوعية .
وفي هذا الشأن برمج ملتقى دولي حول حماية الملكية الفكرية في قطاع الصناعة التقليدية لمناقشة الإشكالية المتعلقة بالموضوع و ذلك قبل نهاية الثلاثي الأول من سنة 2016.
المصدر: ملتيميديا الإذاعة الجزائرية