يبدو ان موسيقى الديوان الجزائرية لم تعد تستهوي شباب الجزائر والمغرب العربي فقط بل اجتاحت فكر وعقول العديد من المتذوقين في العالم لا سيما منهم الذين يتوقون الى معرفة خبايا مثل هاته الطبوع الموسيقية التي ترتبط بالتراث المعنوي الذي يحمل عادات شفهية ضاربة في تاريخ الحضارات.
ومن بين المتذوقين لموسيقى الديوان الذين برزوا في السنوات الاخيرة الباحثة الموسيقية الامريكية تمارا تورنر التي اهتمت لسنوات طويلة بموسيقى صحراء افريقيا ابتداء من القناوي المغربي الى غاية ستنبالي تونس مرورا على موسيقى ديوان بشار التي ابهرتها لدرجة انها عزفتها بمعية احد فرق الديوان الجزائرية ،وهو ما تتحدث عنه تمارا في ميكروفون اذاعة جيل اف ام على هامش احد المهرجانات.
وبدأت تمارا رحلتها في البحث بعد ان استمعت الى موسيقى قناوى من طبع مغربي فزارت المغرب وقامت بانجاز دكتوراه على هذا النوع الموسيقي لتكتتشف امتداد طبوع كثيرة في المغرب العربي ، و قد تعرفت على بشار وموسيقى ديوان بشار من خلال شبكات التواصل الاجتماعي التي توفر عددا من الصفحات فيها معلومات وفيديوهات عن هذا الفن المتجذر في تاريخ المنطقة ، فقررت المجيىء الى الجزائر وبقيت في بشار 3 اشهر كاملة لاجراء بحث معمق حول تاريخ موسيقى الديوان وابراجه ونظامه الموسيقي .
وتعتبر تامارا موسيقى ديوان بشار من بين انقى الانواع الموسيقية العالمية لانها لم تشهد اي تعديلات عليها بعد تداولها جيلا عن جيل، كما انها شاسعة كبحر لا ينفد - بحسب ما تصفه الباحثة- ، لذلك قررت العودة الى الجزائر للمكوث فيها لمدة اطول لنهل تقنيات الديوان من المختصين في هذا النوع والتعمق في كتابة الكلمات والاشعار في هذا الطبع .
المصدر : الاذاعة الجزائرية