اختتام الدورة الخريفية للبرلمان بغرفتيه

اختتم البرلمان بغرفتيه اليوم الثلاثاء دورته الخريفية لسنة 2015. و ذلك عشية انعقاد الدورة الاستثنائية لمناقشة و المصادقة على مشروع تعديل الدستور.

و اختتم مجلس الأمة أشغال دورته في جلسة علنية ترأسها رئيس مجلس الأمة  عبد القادر بن صالح .و جرت مراسم الجلسة الاختتامية بحضور رئيس المجلس الشعبي الوطني  محمد العربي ولد خليفة والوزير الأول عبد المالك سلال إلى جانب أعضاء من الطاقم الحكومي.

كما اختتم المجلس الشعبي الوطني دورته الخريفية في جلسة علنية ترأسها رئيس المجلس محمد العربي ولد خليفة.و حضر مراسم الاختتام رئيس مجلس الأمة والوزير الأول وأعضاء من الحكومة.

وتأتي جلستا الاختتام- "طبقا لأحكام المادة 118 من الدستور و كذا المادة 05 من القانون العضوي رقم 99-02 الذي يحدد تنظيم المجلس الشعبي الوطني و مجلس الأمة و عملهما و كذا العلاقات الوظيفية بينهما و بين الحكومة".

 

بن صالح يؤكد بأن تعديل الدستور تجسيد للإصلاحات التي أعلن عنها رئيس الجمهورية

هذا و أكد رئيس مجلس الأمة, عبد القادر بن صالح بأن رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة جسد إصلاحاته التي كان قد أعلن عنها, بصفة عملية, من خلال مشروع تعديل الدستور.

و في كلمته في اختتام أشغال الدورة الخريفية للمجلس, شدد السيد بن صالح على أن الرئيس بوتفليقة جسد الإصلاحات المعلن عنها في شتى القطاعات "عمليا" من خلال  إصدار الدستور, وهو الموقف الذي يبين بأن المسألة لم تكن مجرد كلام بل "إنجاز وجد ترجمته في تلك الوثيقة المرجع التي ستقدم إلى البرلمان".

كما أشار إلى أنه "سيتم غدا الأربعاء الإعلان عن دعوة رئيس الجمهورية للبرلمان بغرفتيه إلى الاجتماع", معتبرا ذلك برهانا على أن الجزائر "ستواصل سيرها بقطع النظر عن ما يقال أو يدعى".

و أدرج السيد بن صالح مسألة التصويت على مشروع تعديل الدستور في خانة "الدلائل التي تبرهن عن مدى الحيوية التي تعرفها البلاد تحت قيادة رئيس الجمهورية", مضيفا بأن ذلك يبرهن أيضا على أن الجزائر"اختارت السير للأمام و لن يوقفها في مسيرتها أحد و هي ستواصل سيرها بقطع النظر عن ما يقوله هؤلاء أو يدعيه أولئك".

و على صعيد مغاير, انتهز السيد بن صالح الفرصة للتطرق إلى التراشقات الكلامية التي تشهدها مؤخرا الساحة الوطنية حول السرد التاريخي لبعض الوقائع التي عرفتها الجزائر, و هو ما اعتبره أمرا "لا يعدو في الحقيقة أن يكون سوى فتح جرح عميق كنا نعتقد أنه قد اندمل".

و إن حرص رئيس الغرفة العليا للبرلمان على تجنب الخوض في دواعي و خلفيات و نوايا من يقفون وراء هذه التصريحات --التي أدرجها ضمن حق الجميع في إبداء الرأي و تقديم الشهادة على الوقائع التاريخية و الأحداث الهامة في مسار الدولة--, إلا أنه لفت إلى أن "الحكمة تقتضي في هذه المرحلة تحديدا التحلي بواجب التحفظ".

و من هذا المنطلق, أكد السيد بن صالح على أن الحقائق التاريخية "لا يمكن أن تتخذ ذريعة للتضخيم أو التقليل من دور أي كان في مرحلة من مراحل التاريخ", مضيفا بأنه و لإن كان الإدلاء بشهادات تاريخية من قبل صانعيها يعد "عملا محمودا", إلا أن تحولها إلى مزايدات و تصفية حسابات "لا ينجو منها أحيانا حتى الأموات" يعد "أمرا مرفوضا".

و من جهة أخرى, عاد السيد بن صالح للحديث عن الوضع الاقتصادي الذي تمر به البلاد على غرار دول العالم جراء تراجع أسعار النفط, و هو ما يعد "حقيقة", لكنه شدد بالمقابل على عدم إغفال حقائق أخرى منها أن الجزائر سبق لها و أن عرفت أوضاعا صعبة مماثلة "تمكنت من اجتيازها".

و أعرب في هذا الصدد عن قناعته بأن الجزائر بمقدورها مواجهة الوضع الاقتصادي الحالي خاصة بالنظر إلى "الامكانيات التي تزخر بها و الخبرة المتوفرة لدى أبنائها (...) و الوعي الكبير الذي يتسلح به شعبها".

و أشاد في هذا المنحى بالنهج المتبع من طرف الحكومة في هذا الإطار, حيث أكد على أن "الأوضاع في الجزائر تسير في الاتجاه الصحيح", مستدلا في ذلك بمواقف الدول التي تتعامل بها الجزائر و تصريحات المؤسسات المالية الدولية بخصوص الواقع الاقتصادي للبلاد.

و على المستوى الداخلي, ذكر السيد بن صالح بأنه و على الرغم من التراجع المستمر لأسعار النفط إلا أن "المشاريع الكبرى متواصلة و التحويلات الاجتماعية لفائدة الشرائح الاجتماعية لم تلغ و لم تتعطل وتيرتها".

 

ولد خليفة: الجزائر تتوفر على "إمكانيات كبيرة" لمواجهة اثار انخفاض البترول  

 اكد رئيس المجلس الشعبي الوطني, محمد العربي ولد خليفة, اليوم الثلاثاء ان الجزائر تتوفر على "امكانيات كبيرة" لمواجهة آثار وتداعيات انخفاض أسعارالمحروقات.

وقال السيد ولد خليفة في كلمة القاها في إختتام أشغال الدورة الخريفية للمجلس ان الجزائر تتوفر "على إمكانيات كبيرة هي في حاجة إلى الاستثمار و في مقدمتها الفلاحة التي هي من الثروات الدائمة وفي حاجة ماسة إلى اليد العاملة والتقنيات الحديثة ورفع الانتاج".

كما شدد على ضرورة "تشجيع الصناعات التحويلية وتشجيع التصدير إلى البلدان الأجنبية, وكذلك توسيع القاعدة الصناعية", مؤكدا بان "هناك الكثير من المؤشرات الواعدة بتحقيق نهضة صناعية في الأمد المنظور بما فيها الطاقات المتجددة بالإضافة إلى قطاع السياحة الذي بدأ في التوسع والتحديث وفق المعايير الدولية".

واوضح نفس المسؤول ان "التخويف من الأزمة الاقتصادية ونشر التشاؤم و اليأس والإحباط في بعض الخطابات الحزبية والإعلامية ليس مقاربة مفيدة لمواجهة انعكاسات هبوط أسعار الطاقة في الأسواق الدولية", مؤكدا أن الشعب الجزائري قد "تميز في كل مراحل تاريخه بقدراته على تجاوز التحديات المفروضة عليه في الداخل أو من الخارج, كما انتصر على الإرهاب وحده ودافع بتضحيات جسيمة على كيان الجمهورية".

و أضاف السيد ولد خليفة أن "الرهان الدائم لبلادنا يتمثل اليوم في استيعاب الخبرة وتأهيل الكفاءات في كل المجالات والتوظيف الصحيح للثروة البشرية للوصول إلى مجتمع المعرفة والإدارة الرقمية وهو ما خصص له مشروع التعديل الدستوري أهمية كبيرة".

كما دعا إلى الرفع من قيمة العمل والاتقان وتشجيع القطاعين العام والخاص لإنشاء الثروة, موضحا أن هذه "هي كلها من مؤهلات الجزائر للانتقال من التنمية المعتمدة على الأموال العمومية إلى اقتصاد النمو, والانتقال التدريجي بالتالي من الكل استيراد إلى التصدير والحضور في السوق الدولية والتقدم نحو صف البلدان الصاعدة".

و في سياق منفصل, اشاد رئيس المجلس بدورالجيش الوطني الشعبي على العمل "الاستباقي والوقائي" الذي يقوم به في كل أنحاء الوطن وعلى الحدود و تحقيق مناعة كاملة للجزائر "في منطقة جغرافية مضطربة وعلى حدود تتجاوز ستة آلاف كلم بتضحيات كبيرة تستحق كل عرفان".

من جهة أخرى, ذكر السيد ولد خليفة بمختلف القوانين التي صادق عليها المجلس خلال الدورة الخريفية, مبرزا أهمية هذه المشاريع و دورها في ترقية الاقتصاد الوطني والقطاعات الاجتماعية والثقافية.

كما تطرق ايضا إلى الديبلوماسية البرلمانية حيث اكد ان المجلس عمل على تفعيل العلاقات مع البلدان الصديقة وإنشاء 4 مجموعات للصداقة والتعاون التي بلغ عددها في نهاية الدورة الخريفية 54 مجموعة, بالإضافة إلى زيارة عدد من رؤساء البرلمانات ومجموعات الصداقة إلى الجزائر لتفعيل العلاقات معها والتأكيد على مواقف الجزائر.

وذكر في هذا الشأن بمواقف الجزائر الثابثة و المبنية على احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية وحقها الثابت في تقرير المصير والمساعدة عل تحقيق الأمن والاستقرار وحل كل النزاعات عن طريق الحوار.

وخلص رئيس المجلس الى القول أن "العدو الحقيقي للجزائر ولكل الشعوب المحبة للأمن و السلام هو الإرهاب الذي يهدد الأفراد والجماعات والدول", مضيفا أن الجزائر دعت إلى تكثيف جهود كل دول العالم لمحاصرته وهزيمته نهائيا بتجفيف مصادر تمويله ونزع غطاء الدين الإسلامي الحنيف عنه.

الجزائر