انتزع المنتخب الألماني مساء أمس الأحد بملعب ماراكانا الأسطوري بريو دي جانيرو البرازيلية كأس العالم من نظيره الأرجنتيني، بعد المباراة النهائية للطبعة العشرين لكأس العالم لكرة القدم التي احتضنتها البرازيل منذ 12 جوان المنصرم
وفاز الألمان بلقب أبطال العالم في كرة القدم إثر مباراة مثيرة اضطر فيها الفريقان إلى لعب شوطين إضافيين بعد أن انتهى الوقت الأصلي للمباراة بالتعادل السلبي قبل أن يضع ماريو غوتزة فريقه في منصة التتويج بتسجيله هدف الفوز في الدقيقة الـ 13 ويمنح بذلك بلاده فرصة التتويج باللقب العالمي للمرة الرابعة في تاريخها بعد دورات 1954 و 1974 و 1990 وتصبح بذلك أول دولة اوروبية تفوز باللقب العالمي في القارة الأمريكية منذ انطلاق هذه المنافسة الشهيرة قبل 84 سنة، بينما تحطم طموح الأرجنتينيين في إضافة نجمة ثالثة لسجلهم الذهبي ، بعد فوزهم في دورتي 1978 و 1986.
أطوار المباراة التي امتدت على طول 120 دقيقة ، أثبتت أحقية الفريقين بالوصول لنهائي مونديال بلاد السامبا ، ويلتقيان في المواجهة الثالثة بينهما في النهائي ، حيث ميزتها الإثارة سواء من الناحية التكتيكية ، وصراع المدربين خارج المستطيل الأخضر بين سابيلا ولوف ، أو من الناحية الفنية حيث حفل النهائي باللمحات الفنية من نجوم الفريقين .
دخل سابيلا المدير الفني للمنتخب الأرجنتيني المباراة ، بقوته الضاربة باستثناء دي ماريا المصاب ، ولعب بطريقة 4-4-2.. بينما لعب غريمه لوف المدير الفني للمنتخب الألماني ، بطريقة 4-2-3-1 وغاب خضيرة لإصابته قبل المباراة بدقائق معدودات ليخلفه كرامر الذي اضطر لوف إلى تغييره بعد تعرضه لإصابة .
الماكينات الألمانية لم تنتظر طويلا ، وشرعت في شن هجماتها منذ البداية متسببة في إرباك دفاع المنتخب الأرجنتيني الذي اعتمد الهجمات المعاكسة التي شكلت خطورة بفضل ميسي وهيغوايين مع مرور الوقت
وكانت ألمانيا الأكثر استحواذا على الكرة في وسط الملعب ، بفضل قوة لاعبيها كروس وشفاينشتايغر وكرامر ، كما كون فيليب لام ومولر جبهة يمنى قوية ، كانت محور الخطورة على مرمى روميرو، بينما كان إعتماد الأرجنتين على استغلال مهارة ميسي وسرعة هيغوايين ولافيتزي .
على عكس سير اللعب ، جاءت الخطورة الأولى الحقيقية لمصلحة الأرجنتين ، في الدقيقة 21 عندما أخطأ توني كروس في إعادة الكرة للحارس نوير ، لتصل لهيغوايين الذي انفرد تماما ، ولكنه سددها خارج المرمى بغرابة في أخطر الفرص .
خطورة الهجمة أصابت الماكينات بالاهتزاز نوعا ما ، وأحرز هيغوايين هدفا ولكن الحكم الإيطالي ألغاه للتسلل ، كما أنذر كلا من شفاينشتايغر وبينيدايكت للخشونة المتعمدة .. وأجرى لوف تغييرا اضطراريا ، ودفع بشورله بدلا من كرامر الذي أصيب بعد نصف ساعة من اللعب .
لم يرغب ميسي أن ينتهي هذا الشوط دون وضع بصمته ، فقبل النهاية بخمس دقائق انطلق من الجهة اليمنى ، وراوغ الدفاع وتخطت الكرة الحارس ، لكن بواتينغ شتتها قبل أن تصل لهيغوايين .. رد كروس بسرعة بتسديدة قوية ، لكن روميرو تصدى لها بسهولة ، وتوالت الركنيات لألمانيا وسدد بينيدايكت برأسه في القائم ولكنها ارتدت لمولر المتسلل ، لينتهي الشوط بالتعادل السلبي بين الفريقين .
أجرى سابيلا التغيير الأول لفريقه مع مطلع الشوط الثاني ، حيث دفع بأغويرو بدلا من لافيتزي لتنشيط الهجوم ، وليلعب الشوط الثاني بطريقة 4-3-3 ، ولم تمر دقيقتين حتى استقبل ليو بينية من بيغيليا سددها لكنها مرت بجوار القائم الأيسر لنوير بسنتيمترات قليلة .
وتحسن الأداء الهجومي للأرجنتين ، وامتلكوا الكرة في المناطق الهجومية .. ولكن العودة الألمانية جاءت سريعة ، وعاد الفريقان للندية من جديد ، وتبادلا الهجمات ولكن كانت الكلمة العليا لدفاعات الفريقين التي منعت تشكيل خطورة حقيقية على المرمى .. وكثرت الخشونة بين اللاعبين ، لينذر الحكم ماسكيرانو وأغويرو .
"أن يكون في صفوفنا أفضل لاعب في العالم لا يهم. نحن بحاجة فقط لأن يكون لدينا أفضل منتخب".
فيليب لام قائد المنتخب الألماني
واستمرت محاولات الفريقين ، ومع مرور الوقت فقدت هجمات الأرجنتين خطورتها نظرا لانخفاض معدل اللياقة البدنية لهيغوايين ، كما عاد ميسي لوسط الملعب للهروب من الرقابة المفروضة عليه .. بينما حاول نجوم ألمانيا استغلال ذلك ، ولكن لاعبو المنتصف فقدوا الكثير من التألق الذي لعبوا به في النصف الأول من المباراة .
تدخل سابيلا مرة أخرى في الوقت المناسب ، ودفع ببالاسيو بدلا من هيغوايين وجاغو بدلا من بيريز ، بينما أجرى لوف تغييرا متأخرا ، ودفع بغوتزه بدلا من كلوزة ،وحاول ميسي استغلال مهاراته الفردية لحسم الأمور ، ولكن الرقابة الثلاثية من مدافعي ألمانيا حالت دون ذلك .. واستعاد المانشافت خطورتهم في الدقائق الأخيرة من اللقاء ، ومرت تسديدة كروس بجوار القائم ، لينتهي الشوط الثاني والوقت الأصلي بالتعادل السلبي ، ويلجأ المنتخبان لوقت إضافي .
وفي بداية الشوط الإضافي الأول تجلت الخطورة الواضحة للماكينات الألمانية ، إذ تصدى الحارس روميرو لتسديدة شورله ، ووضحت أن اللياقة البدنية للألمان أفضل من الأرجنتينيين للعبهم وقتا إضافيا في الدور قبل النهائي ، ورغم ذلك أضاع بالاسيو إنفرادا تاما، ولعب الكرة فوق الحارس نوير ولكنها تهادت خارج المرمى .. وفي الشوط الإضافي الثاني حسم الألمان الماراتون الدائر بين الفريقين ، ففي الدقيقة 113 لعب شورله كرة عرضية من الجهة اليسرى أستقبلها غوتزة الخالي من الرقابة على صدره، وسددها بيسراه في الزاوية اليمنى للحارس روميرو ، محرزا الهدف الوحيد في إلقاء وهدف حسم اللقب العالمي فقد حاول نجوم التانغو العودة للمباراة ، ولكن الدفاع والحارس نوير تصدوا لهذه المحاولات لتفوز ألمانيا بلقبها العالمي المنشود .
المصدر : الإذاعة الجزائرية