قالت نورية بن غبريط وزيرة التربية الوطنية إن المصالح الأمنية المتخصصة وبإخطار من الوزارة تعمل على التحقيق لتحديد هوية أصحاب الصفحات على شبكات التواصل الاجتماعي وخاصّة "الفايسبوك" من الذين ينشرون وسيرّبون مواضيع مغلوطة على أساس انّها مواضيع تخص امتحان البكالوريا "دورة ماي 2016 ".
وقالت بن غبريط على هامش إشرافها على انطلاق امتحانات شهادة البكالوريا من ولاية تلمسان إن مصالح الأمن نجحت في تحديد هوية صاحب أحد الصفحات على فايسبوك وسيتم تقديمه أمام العدالة بعد نهاية التحقيق، داعية الى مزيد من التحسيس بخطورة ظاهرة الغش على المنظومة التربوية وعلى التلاميذ بالتحديد بسبب العقوبات الردعية القاسية التي يتعرّض لها كل من يضبط في حالة غش
وشرع هذا الأحد أزيد من 818 ألف مترشح في اختبارات امتحانات شهادة البكالوريا (دورة 2016) عبر كامل ولايات الوطن يؤطرهم 223.210 أستاذ وحارس.
وقد اعطيت إشارة إنطلاق هذا الإمتحان من ولايتي تلمسان والبيض تحت إشراف وزيرة التربية الوطنية نورية بن غبريت.
وحسب إحصائيات الديوان الوطني للإمتحانات والمسابقات, يبلغ العدد الإجمالي للمترشحين لبكالوريا هذا العام والذي يدوم إلى غاية 2 يونيو القادم, 818.518 مترشح، أي بزيادة قدرها 73ر19 بالمائة مقارنة بالسنة الماضية.
ومن بين المترشحين تم تسجيل 549.593 متمدرس و 268.925 أحرار (ما يعادل 30 بالمائة من إجمالي المترشحين).
وتمثل الإناث نسبة 67 بالمائة من عدد المترشحين بينما يبلغ عدد المترشحين السجناء في المؤسسات العقابية 3.257 مترشح.
وتجري الاختبارات الخاصة ببكالوريا هذه السنة عبر 2.561 مركز يسهر على حراستها 160.000 أستاذ ، هذا وبخصوص عملية التصحيح ، سيتولى 55.000 أستاذ مهمة التصحيح المقررة من 9 إلى 29 يونيو.
امتحان اللغة العربية وآدابها سهل وفي متناول الجميع
اكد اغلب مترشحو البكالوريا (دورة 2016) امس أن امتحان اللغة العربية وآدابها كان "سهلا وفي متناول الجميع".
وفي هذا الصدد, قالت آية وشيماء ويوسف وهم مترشحون في شعبة الآداب واللغات الأجنبية بمركز الامتحان بثانوية الثعالبية (حسين داي), عقب اجتياز امتحان اللغة العربية وآدابها, أن الموضوعين الاختياريين في هذا الامتحان "تضمنا أسئلة سهلة وفي متناول الجميع, لاسيما وأنهما كانا مطابقين للبرنامج الدراسي".
من جانبه, كشف المترشح يوسف الذي بدا عليه نوع من القلق, أنه فضل الإجابة على الموضوع الثاني المتعلق بنص نثري للدكتور عبد الله الركيبي حول القصة القصيرة, بالنظر --كما قال-- "لسهولة الأسئلة حول هذا النص", معتبرا أن مادة اللغة العربية وآدابها أساسية بالنسبة للمترشحين في شعبة الآداب واللغات الأجنبية.
وأكد أغلب المترشحين, سواء في الشعب العلمية أو الادبية, أن اختيارهم وقع على الموضوع الثاني (النص النثري) لسهولته مقارنة بالموضوع الأول الذي تناول قصيدة للشاعر المصري محمود سامي البارودي حول الوطن.
وبمركز الامتحان بثانوية حامية (القبة), عبرت المترشحة سيلينا في شعبة تقني-رياضي, والتي كانت رفقة والدتها, عن ارتياحها, مشيرة إلى أن امتحان مادة اللغة العربية "كان سهلا ولم تخرج أسئلته عن برنامج العام الدراسي" وأكدت نفس المترشحة أن "الصرامة والتنظيم المحكم" ميزا سير الامتحان بهذا المركز.
نفس الرأي وقف عليه مترشحون آخرون في نفس الشعبة (تقني رياضي) الذين أكدوا أن الامتحان كان "سهلا", مشيرين إلى أنهم فضلوا الإجابة على النص النثري للشيخ عبد الحميد بن باديس حول الوطنية بدل الموضوع الأول الذي تمثل في قصيدة للشاعر إيليا أبو ماضي.
وبالنسبة للمترشحين هاني وعبد الباقي ونسرين (شعبة علوم تجريبية) الذين يجتازون البكالوريا بثانوية الرياضيات(القبة), فإن الامتحان الأول كان "متاحا للجميع", مبرزين أنه يعد "عاملا مشجعا ومحفزا لإجراء باقي المواد بنوع من الارتياح, لاسيما بالنسبة للمواد الأساسية (الرياضيات والفيزياء والعلوم الطبيعية)".
إجراءات صارمة لمكافحة الغش في الإمتحان
إتخذت وزارة التربية الوطنية إجراءت صارمة لمحاربة الغش في البكالوريا. وفي هذا الإطار تم تشكيل لجنة وزارية مشتركة لتحديد طرق مكافحة الغش في الإمتحانات الرسمية لاسيما البكالوريا.
وتضم هذه اللجنة ممثلين عن قطاعات التربية البريد وتكنولوجيات الإعلام والإتصال والعدل وأجهزة الأمن.
وفي هذا الإطار، أكدت وزيرة التربية الوطنية أن الوزارة"لديها اليوم مصالح قادرة على رصد محاولات الغش وذلك بفضل عمل اللجنة المشتركة التي تتكون من مختلف القطاعات، بحيث سيتم تبادل المعلومات بصفة آنية وسيتم اتخاذ إجراءات فورية في حق التلاميذ الذين يحاولون الغش".
وعن الإجراءات العقابية أوضحت الوزيرة أنها ستكون"مشددة"وتتراوح بين الإقصاء لمدة خمس سنوات بالنسبة للمتمدرسين وعشر سنوات بالنسبة للمترشحين الأحرار.
واعتبرت السيدة بن غبريت أن كل مترشح يضبط لديه هاتف نقال فإنه يعتبر محاولة غش.
ولمواجهة هذه الظاهرة ، لجأت الوزارة إلى منع إدخال الهاتف النقال إلى الأقسام ليس فقط على المترشحين ولكن أيضا على المؤطرين للعملية من أساتذة وحراس وإداريين في امتحاني شهادة التعليم المتوسط وشهادة البكالوريا.
واعتبرت الوزيرة في هذا الصدد أن مسألة التشويش على الامتحانات الرسمية هي "ممارسات لا أخلاقية تتسم بالخطورة على مستقبل الأجيال القادمة"، مشيرة إلى أنه سيتم فتح تحقيق لمعرفة هوية من يقوم ببث المواضيع عبر شبكة الانترنت، لاسيما وأن القانون يعاقب على الجريمة الإلكترونية.
المصدر : الإذاعة الجزائرية