نظمت سفارة الجزائر ببروكسيل (بلجيكا) وقفة ترحمية تخليدا لذكرى عمال المناجم الجزائريين الثلاثة المفقودين في مأساة بوا دو كازييه (بروكسيل) بتاريخ 8 أوت 1956.
وتم تنظيم هذه الوقفة الترحمية بمبادرة من سفارة الجزائر بشارلوروا والجمعية البلجيكية "بوا دي كازييه" بمناسبة إحياء الذكرى الـ 60 لمأساة بوا دي كازييه التي أسفرت عن وفاة 262 عامل مناجم من بينهم ثلاثة جزائريين وهم بلعمري عمار وقدور على ومامي سعيد.
وأكد سفير الجزائر ببلجيكا عمار بلاني في كلمة ألقاها بهذه المناسبة أن "هذه الوقفة الترحمية تهدف إلى إحياء التاريخ" وهي «مناسبة للتحدث عن الحاضر والمستقبل لا سيما ما يتعلق بانعكاسات الهجرة على التنمية الاجتماعية والاقتصادية لهذا البلد".
وأشار السفير إلى أن "النصب التذكارية التي أقيمت بالمنجم وبالمقبرة تخليدا لذكرى عمال المناجم المفقودين يعتبر بمثابة عرفان أمة لمساهمة هؤلاء في النهضة الصناعية والاقتصادية والثقافية للمنطقة".
وأوضح أن التنظيم المشترك لهذه الوقفة الترحمية يشكل "فرصة للإشادة بتمسك الجالية الجزائرية المقيمة ببلجيكا بهويتها وببلدها الأصلي الجزائر".
وذكر الدبلوماسي بتضحية الجالية الجزائرية و "بمساهمتها القيمة التي سمحت لجبهة التحرير الوطني ولجناحها المسلح المتمثل في جيش التحرير الوطني بإنجاح العمليات البطولية ضد المستعمر الفرنسي على غرار حدث 20 أوت القادم الذي ستحتفل به الجزائر قريبا".
وأضاف أن "تاريخ 20 أوت يصادف يوم المجاهد الذي يجمع حدثين أثرا بشكل عميق في تاريخ الثورة الجزائرية والمتمثلان في "الهجوم الذي شنه المجاهدون على الشمال القسنطيني في 20 أوت 1955 ضد قوات الاحتلال الفرنسي من جهة وانعقاد مؤتمر الصومام سنة بعد ذلك في 20 أوت 1956 والذي ساهمت القرارات المنبثقة عنه في هيكلة وتنظيم الثورة الجزائرية من جهة أخرى".
وأشار بلاني إلى أن هذا اليوم الترحمي يمثل فرصة أيضا للترحم على شهداء الثورة الجزائرية والتذكير بالواجب المقدس الذي يكمن في تخليد ذاكرتهم واستخلاص العبر والدروس من أجل حماية الوحدة الوطنية والمساهمة في ازدهار الجزائر.
وأشاد سفير الجزائر بدور الجمعية البلجيكية "بوا دو كازييه" التي نجحت من خلال عملها وتفانيها في تسجيل في 2012 هذا الموقع المنجمي في قائمة اليونسكو بما يسمح بالحفاظ على الذاكرة.
في 8 أوت 1956 كان منجم "بوا دي كازييه" مسرحا لأهم كارثة منجمية في بلجيكا تسبب فيها حريق مخلفا 262 ضحية من عدة جنسيات من بينهم ثلاثة جزائريين من أصل 274 عاملا كانوا متواجدين بها.
حاليا أصبح المنجم متحفا مخصصا للكوارث ولتاريخ المنطقة.
المصدر: الإذاعة الجزائرية/وأج