تحل هذا الاثنين السنة الهجرية الجديدة 1438 الموافقة للفاتح من شهر محرم و التي هي فرصة للتذكير بسيرة الرسول المصطفى محمد صلى الله عليه و سلم .
و في هذا الصدد أكد مدير الشؤون الدينية يحي دوري أنه من رمزيات هذه المناسبة الكريمة هجرة النبي صلى الله عليه و سلم من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة، و هي تضحية الإنسان من أجل توحيد الله سبحانه و تعالى، و من أجل القيم السامية التي جاء بها الإسلام على مستوى الفرد، إذ يهجر ما يغضب الله سبحانه وتعالى من معاص و رذائل إلى الفضائل.
و أضاف دوري أن المناسبة لها دلالة لهجرة الأمة كلها إلى قيم العدالة و الحوار و الشورى و قيم السلام و الإيمان و كل القيم العظيمة التي جاء بها الإسلام.
و الجزائر على غرار باقي الدول الإسلامية تحتفي بهذه المناسبة الطيبة، فكل العائلات في ربوع الوطن تحرص على أن تكون مناسبة أول محرم عادة متجذرة من الأباء إلى الأبناء.
كما هي فرصة يغتنمها الأباء لتلقين أبنائهم الأشهر الهجرية ، هذا و تختلف مظاهر الإحتفال في الجزائر من منطقة إلى أخرى حسب العادات و التقاليد المتوارثة.
نشير إلى أنه يتم التذكير بالمناسبة بهجرة الرسول صلى الله عليه و سلم رفقة أصحابه من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة و عن صاحب فكرة التقويم الخليفة عمر بن الخطب رضي الله عنه الذي جعل من الهجرة مرجعا لبداية التقويم الهجري.
وقد جعل التأريخ الهجري من أجل تمييز العقود لما توسعت الخلافة في عهد عمر رضي الله عنه ، و صارت تأتيه كتب غير مؤرخة، فاحتاج إلى أن يضع تأريخا تعرف به الرسائل و كتابتها، فاستشار الصحابة، فأشاروا عليه أن يجعل الهجرة مبدأ التأريخ الهجري، وعدلوا عن التأريخ الميلادي، مع أنه كان موجودا في وقتهم، و أخذوا الهجرة و جعلوها مبدأ تاريخ المسلمين لأجل معرفة الوثائق و الكتابة فقط، ليس من أجل أن تتخذ مناسبة.
من جهة تقوم المساجد عبر التراب الوطني بإقامة حلقات دينية بالمناسبة و عن أبعادها،كما تنشط بعض الجمعيات حلقات توعية بأهمية حلول السنة الهجرية و كذا بتفقد العائلات المحتاجة و مد يد العون لها.
و من العادات التقليدية عند الأسر الجزائرية تحضير أطباق تقليدية من شتى أنواع العجائن و جمع أفراد العائلة حولها و وضع الحناء للكبار و الصغار و ايقاد البخور لبعث الروائح الزكية في البيوت مع قضاء أوقات بهيجة لأن ليلة اول محرم من الليالي المقدسة و لها نكهة خاصة لدى الجميع.
المصدر: موقع الإذاعة الجزائرية