جدد وزير المجاهدين الطيب زيتوني مطلب الجزائر بـ "ضرورة اعتراف فرنسا بجرائمها المرتكبة في حق الشعب الجزائري ثم الاعتذار عنها وتقديم تعويضات"، وذلك بهدف تنقية العلاقات بين البلدين من الشوائب التي تعترضها، واصفا تقبل بعض الفرنسيين لفكرة الإعتذار بأنه "استفاقة الضمير الإنساني".
وكشفت عملية سبر آراء قامت بها بعض وسائل الإعلام الفرنسية، اليوم الاثنين، أن نحو 50 بالمائة من الفرنسيين يوافقون فكرة اعتذار فرنسا عن جرائمها خلال فترة احتلال الجزائر.
وقال زيتوني خلال نزوله ضيفا على حصة خاصة للقناة الإذاعية الأولى اليوم الاثنين إن " هذا القبول يمثل استفاقة للضمير الإنساني بالدرجة الأولى"، مضيفا " نحن لسنا ضد الشعب الفرنسي لأن منهم من اتخذ مواقف مشرفة مع الثورة الجزائرية ومنهم من ناضل معها وضحى من أجل بلدنا، ولدينا علاقات مستقبلية، لكن المحور الأساسي هو محور الذاكرة الذي لا يجب القفز عليه".
وعاد الوزير إلى موضوع اللجنة الخاصة التي تم تنصيبها مؤخرا وتتولى مهمة استرجاع حقوق الجزائر لدى فرنسا، مؤكدا أن " إعلان الجزائر الذي تم التوقيع عليه خلال زيارة الرئيس الفرنسي لبلادنا ثم زيارة الوزير الفرنسي لقدماء المحاربين ثم تلتها زيارتي لفرنسا، يمثلون أكبر دليل على حسن نية الجزائر للوصول إلى حل للملفات العالقة بين الجانبين على غرار ملف الأرشيف والتفجيرات النووية والمفقودين (حوالي 2000 مفقود بينهم العربي تبسي وموريس أودان و الجيلالي بونعامة وأحمد بوقرة وغيرهم) ، لأنها باتت عائقا لتطوير هذه العلاقات، وتم الاتفاق على إنشاء لجنة مشتركة بين البلدين، وفعلا اجتمعت اللجنة لأكثر من مرة وستجتمع مرة أخرى قريبا، لكن اجتماعاتها لم تتعد حدود النقاشات والأخذ والرد، وأملي أن تتجسد الثقة أكبر بين الطرفين لتمكيننا من التقدم في أعمالنا".
واعتبر الوزير زيتوني التصريحات الأخيرة لبعض السياسيين الفرنسيين ضد الجزائر بانها "حملة انتخابية مسبقة".
وأوضح أن "هذه التصريحات تمثل حملة انتخابية مسبقة للرئاسيات الفرنسية، وأتمنى أن لا تعطى الفرصة للساسة الفرنسيين لاستعمال الورقة أو الذاكرة الجزائرية لإلهاء الشعب الفرنسي عن مشاكله الحقيقية".
واضاف:" المطالب الجزائرية منذ الاستقلال معروفة ومشروعة وتهدف لتحسين العلاقات بين البلدين، كما تحسنت العلاقة بين فرنسا وألمانيا. وهنا لا بد من الإشارة إلى وجود إحصاءات رسمية فرنسية تثبت أن أزيد من 138 ألف جزائري دافعوا عن فرنسا خلال الحرب العالمية الثانية ، وهذا ما لا يجب أن تنساه فرنسا، و من واجبنا نحن الجزائريين أن لا نسكت عنه أبدا. لن نسكت عن جرائمها في حق الشعب الجزائريين من قتل لملايين الجزائريين وتشريد للملايين. لن نسكت عن التفجيرات النووية والألغام التي ما يزال الجزائريون في الحدود يدفعون ثمنها .. وهذه الجرائم يجب على فرنسا أن تعترف بها ثم تعتذر عنها ثم تقوم بالتعويض كما فعلت ألمانيا وغيرها من الدول".
و ردا على تصريح وزير الدفاع الفرنسي الذي دعا إلى تهدئة الذاكرتين والتوجه نحو المستقبل، قال وزير المجاهدين الطيب زيتوني: موقفنا واضح.. نحن لا نقفز على التاريخ. .التاريخ جزء من العلاقات الجزائرية الفرنسية. لا يمكن غض البصر عن الجرائم التي لحقت بالجزائريين. لابد من دراستها دراسة مستفيضة، من دونها لا يمكن بناء علاقات متينة بين البلدين. حاليا لدينا 3000 معطوب وأرامل الشهداء والمجاهدين والمجاهدات الذين يعانون من أمراض مستعصية. وهذا ما لا يمكن السكوت عنه".