يتوقع الخبير الطاقوي مهماه بوزيان التزاما كبيرا خلال اجتماع فيينا للنفط يوم 29 نوفمبر الجاري، بتطبيق اقتراح الجزائر بخفض حصص إنتاج المنظمة و إعادة التوازن للأسواق، و ذلك رغم التشكيك في الموقف الإيراني و الحديث عن تغيب السعودية عن اللقاء.
و قال مهماه بوزيان في حوار له على القناة الأولى ضمن برنامج ضيف الصباح لهذا الأحد، إن الجميع على قناعة تامة بعدم تفويت فرصة لقاء فيينا و تطبيق المقترح الجزائري بخفض إنتاج النفط إلى 32.5 مليون برميل باعتباره طرحا متوازنا يخدم مصالح الجميع سواء فيما تعلق بحصص إنتاج كل دولة أو على مستوى العوائد النفطية.
و أضاف المتحدث، أن عوامل عديدة تبعث على التفاؤل و الاطمئنان بخصوص اجتماع فيينا من بينها تصريحات إيران الأخيرة التي تلغي الشكوك بشأن موقفها و القائلة بأن " ما ستخسره إيران على مستوى الحصص ستجنيه على مستوى العوائد" و أضاف أن منظمة الأوبك استطاعت خلال الاجتماع التاريخي بالجزائر و بفضل الجهود الجزائرية، إعادة الثقة في نفسها كمنظمة عالمية لذلك لا يمكنها التراجع خلال اجتماع فيينا و العودة إلى حالة الإحباط السابقة.
و أكد مهماه أن تطبيق المقترح الجزائري فيما يتعلق بتقليص حجم الإنتاج سيمكننا من سحب أكثر من الكمية الفائضة من النفط في الأسواق بداية من السنة المقبلة، مذكرا أن تحرك الجزائر من أجل إعادة التوازن للأسواق النفطية بدأ منذ وقت طويل و أن العمل حاليا يصب في إبراز تلك الجهود ضمن ورقة فنية من خلال محاصصة جديدية و ورقة طريق مضبوطة و مسار مدروس يمتد على المدى الطويل.
و أضاف المتحدث أن المطلوب حاليا من الأوبك هو التفكير في إعادة بعث المنظمة في ثوب يتوافق و المتغيرات الاقتصادية العالمية و ذلك من خلال تغيير العقيدة الاقتصادية و الابتعاد عن تمحورها حول الخام و الخوض في الصناعات البيتروكيماوية و توسيع استثماراتها في الفضاءات البينية و كذا فتح العضوية و اقصد هنا -يقول - روسيا بالدرجة الأولى خاصة بعد ملاحظة مشاركتها في كل الاجتماعات و اللقاءات بالإضافة إلى المكسيك أيضا و كل صغار المنتجين و ذلك في إطار محاربة حرب الحصص، مؤكدا انه فقط بهذه الطريقة يمكن تحويل الأوبك إلى إلى فضاء لكل المنتجين الراغبين في تنسيق عالي المستوى لمتابعة الأسواق و ضبط الأسعار.
و قال مهماه انه في حال نجاح الأوبك في هذه الخطوة سيمكنها من الخوض في النقاش حول الاستثمار في الغاز كقوة و مورد طاقوي هام جدا باعتباره الأنظف في منظومة الوقود الأحفوري.
المصدر: موقع الإذاعة الجزائرية / سارة حميدي