أشاد مدير صندوق الأمم المتحدة للسكان لمنطقة الوطن العربي الدكتور لؤي شبانة هذا الثلاثاء بتجربة الجزائر في مجال تحقيق المساواة بين الجنسين ونجاح السياسة المنتهجة في ميدان التخطيط العائلي .
وأكد الدكتور شبانة في كلمة ألقاها بمناسبة افتتاح الاجتماع الإقليمي الرفيع المستوى حول العائد الديموغرافي والاستثمار في النساء والشباب أن الجزائر تعتبر من الدول العربية الرائدة في مجال تحقيق المساواة بين الجنسين من ناحية التعليم وتوفير العلاج وفرص التشغيل فضلا عن إنتهاج سياسة ناجحة في مجال التخطيط العائلي.
وفسر الممثل الأممي العائد الديموغرافي الذي هو محل هذا اللقاء بـ"إمكانية النمو الاقتصادي الذي قد يتحقق نتيجة التحول الديموغرافي الذي يؤدي إلى حالة يكون فيها عدد السكان في سن العمل أكبر من عدد السكان المعتمدين عليهم مما يتيح الفرصة لزيادة الإنتاجية الاقتصادية وأخرى للادخار من أجل رفاهية السكان".
ودعا ذات المسؤول بمناسبة هذا اللقاء الذي حضرته مختلف هيئات الأمم المتحدة وممثلي مختلف قارات العالم في مجال السياسة السكانية المنتهجة أن صندوق الأمم المتحدة للسكان يتعاون مع الحكومات العربية على تشجيع السياسات التي قد تساعد في تحقيق العائد الديموغرافي لاسيما بخصوص السياسات التي تحسن فرص التعليم النوعي والعمل والحصول على خدمات الصحية.
وشدد الدكتور شبانة من جانب آخر على ضرورة الأخذ بعين الإعتبار في تحقيق هذه السياسات بالمنطقة العربية عوامل إضافية مثل اللجوء والهجرة حيث تأتي دول الخليج العربي في مقدمة دول العالم المستقبلة للهجرة الاقتصادية المحولة لعائداتها إلى بلدانها الأصلية.
وفيما يتعلق بفرص الشباب العربي في التعليم والعمل لاحظ ذات المسؤول الأممي تباينا بين بلدان المنطقة نتيجة انعدام المساواة وعدم استقرار المنطقة والتهميش وإنعدام الآمان وتفشي الجرائم والتطرف والاستغلال في الإرهاب داعيا إلى هذه الدول إلى اتخاذ تدابير ملموسة لحماية فئة الشباب وإدماج المرأة بغية ازدهار المجتمع.
وحرص مدير صندوق الأمم المتحدة للسكان لمنطقة الوطن العربي على مد الشباب بالمعلومات الصحية السليمة سيما المتعلقة بالصحة الجنسية والإنجاب لتحديد حجم الأسرة وفهم نتائج ذلك على رفاهيتها .
وبخصوص البطالة أوضح أن الوطن العربي يعتبر من بين مناطق العالم التي تشهد أعلى نسب البطالة لدى الشباب إذ تمس نحو 28 بالمائة من فئة الشباب معظمهم من خرجي الجامعات.
وأكد الدكتور شبانة في سياق آخر أن صندوق الأمم المتحدة للسكان يلعب دور الوسيط بين الحكومات ومجالس الشباب والمؤسسات الأكاديمية والمجتمع المدني والقطاع الخاص بهدف تسهيل المشاورات والتعرف على الاحتياجات الحقيقية للشباب بالمنطقة العربية والتعامل مع أربع أولويات منها زيادة فرص التوظيف والعمل الحر والإسهام في الحياة المدنية وإشراك الجميع والصحة والرفاه والتعليم.
كما دعا الحكومات إلى اعتماد استراتيجيات قد تسهم بشكل مباشر في إنجاز أهداف التنمية المستدامة التي التزمت بتحقيقها بحلول عام 2030 .
للإشارة من المتوقع أن يتوج الاجتماع الإقليمي رفيع المستوى حول العائد الديموغرافي والاستثمار في الشباب والنساء الذي تحتضنه الجزائر بتوصيات تسطر ورقة طريق للمنطقة العربية في هذا المجال للسنوات المقبلة.