يطرح المختصون في الشأن التربوي و البيداغوجي في كل مناسبة مشكل تراجع مستوى المقروئية في الجزائر لعدة أسباب منها انتشار وسائط الاتصال الحديثة والإنترنت التي نافست الكتاب وأثرت على القراءة لدى الفرد، إلا أن المتابع لحجم اقبال الزوارعلى فعاليات الطبعىة الـ 22 للصالون الدولي للكتاب توحي بعكس ذلك تماما بالنظر إلى التوافد الكبير لمختلف الشرائح العمرية على اقتناء خير جليس. فهل الفرد الجزائري يقرأ فعلا أم أنه يقتني الكتاب لمجرد الاقتناء؟
تصادفت جولتنا الاستطلاعية التي قادتنا لمعرض الكتاب الدولي في طبعته الـ 22 وعطلة العيد الوطني للثورة التحريرية حيث كان التوافد كبيرا، ما جعل القائمين على المعرض يجزمون بأن الاقبال قد بلغ ذروته في هذا اليوم ، إقتربنا من الشباب الذي استهدفناه كونه الفئة الغالبة التي تتجول بين أجنحة المعرض، فتباينت الآراء ، فمنهم من صرح بأنه يبحث عن كتاب في مجال تخصصه الدراسي أو المهني لا غير، ومنهم من يقتني الكتاب ليقرأ صفحاته الأولى فقط، ومن الزوار من يشتري الكتاب ليقرأه حتى آخر سطر.
ولعل الكتاب الالكتروني الذي يعد من ابتكارات التكنولوجيات الحديثة والرقمنة سبب من أسباب نفور القراء من تصفح الكتاب الورقي لسهولة الولوج إليه وسرعة تحميله مجانا ، إلا أنه و حسب الخبراء تبقى مكانة الكتاب الورقي محفوظة، فالكتاب الالكتروني لا يلغي نظيره الورقي بقدر ما يكمله.
بدورها تعتقد دور النشرالوطنية بأن التوافد على معرض الكتاب الدولي لا يمكن في أي حال من الأحوال أن يعكس مستوى المقروئية في بلادنا في ظل غياب إحصائيات رسمية حول هذا الموضوع ، لكنهم في المقابل أقروا بأن هناك إقبالا على اقتناء الكتب بمختلف أنواعها، و أن سوق الكتاب في الجزائر تبقى سوقا مربحة وواعدة،
إن الإقبال على معارض بيع الكتب ليس معيارا حقيقيا لقياس حجم المقروئية، لكن التوافد يشكل دعما للكتاب والقراءة ، هذه الاخيرة التي لها أثر كبير في بناء شخصية الفرد ، كونها توسع الفكر وتساهم في تشكيل سلوكيات الفرد داخل المجتمع.
روبورتاج: ملتيميديا الاذاعة الجزائرية / راضية زرارقة