تأسست أول إرسالية لإخوة فوكو الصغار أو إخوة يسوع الصغار في العالم على مستوى منطقة الأبيض سيدي الشيخ 120 كم جنوب عاصمة ولاية البيّض.
واتخذت من المنطقة موطنا بنت فيه بيوتها وشيدت كنائسها وخلفت حتى مقبرة لموتاها،فتأسست علاقات اجتماعية بادلها سكان المنطقة بالسلام والتعايش رغم التركيبة الدينية الصوفية ونزعة الاستقلال والحرية في حقبة الاستعمار التي عرفت تواجد الأخوية 1933فأذابت العادات والتقاليد وانعكست على ثقافة إخوة يسوع الصغار في المعمار وفي العمل وفي نمط العيش التقليدي حتى يومنا هذا.
ويرى الكاتب والباحث في التاريخ الطيب بن براهيم" أنها أول إرسالية تأسست هي الأولى من نوعها في العالم وتم الإعلان عليها بصفة رسمية يوم الجمعة 8 سبتمبر1933 وهنا بدأت العلاقة مع السكان على أسس حسن الجوار".
وولّدت علاقات اجتماعية متماسكة مبنية على قيم التعايش وتقبل الآخر ، عبّر عنها الوافدون بالاندماج وبالتجنس وبالبقاء في الوطن الذي أصبح هو الأصل.
ويقول ريمون بودغي او عبد الكريم شاهد عاش طويلا بمدية لبيض سيدي الشيخ "أن الاخوة استقروا بالمدينة في منزل ابتاعوه من عائلة القائد الحاج حمزة وكان في الأصل برجا عسكريا صغيرا وكان لزاما علينا تشييد مصلى فيه تعلوه قبة على شاكلة القبب الموجودة بالمنطقة".
وبالمقابل بادل السكان الوافدين الجدد بالاحترام كرجال دين وكقاطنين جدد رغم أن الوطن كان وقتها تخت نير الاستعمار.
وتحتفظ لطيفة جودي بذكرى عزيزة للطبيبة بافي وتقول : "إنها كانت السبب الرئيسي في اكتشاف المرض الذي أصيبت به وعمرها أربع سنوات حينها وبفضل تدخلها ومساعدتها انأ اليوم بصحة جيدة والحمد لله".
ويضيف ريمون بودغي "ان التأقلم كان كليا وان السكان كانوا فرحين بقدومنا ونحن ايضا كنا بجانبهم لأننا كنا نعرف أن طلب الحرية كان عادلا.
هذه مدينة لبيض سيدي الشيخ وهذه القيم التي يقاسمها الساكنة في بلد يؤمن بالعيش معا في سلام.
المصدر : الإذاعة الجزائرية
- الإذاعات المحلية