بالرغم من التطور السريع لتكنولوجيات التواصل الاجتماعي والإداري ، تأبى مهنة الكاتب العمومي الزوال، ونستطيع ملاحظة ذلك بالقرب من جل مراكز ومكاتب البريد التي تتخذها فئة الكتاب العموميين مكانا للاسترزاق .
كل ما يحتاجونه، كرسي وشبه طاولة وقلم وحافظة أوراق، والاستقرار في زوايا بارزة في مداخل مكاتب البريد، وأعينهم تتصيد زبائن في الأغلب هم من ذوي المستوى التعليمي المحدود أو الشيوخ والعجائز الذين حرموا من التعليم .
ويوضح أحد الكتاب العموميين في تسجيل صوتي أنه يقدم خدماته لزبائن بريد الجزائر الذين يريدون ملء شيكاتهم او حوالات بريدية وكل ما يرغبون في ارساله سواء كان يتعلق بمعاملات مالية بريدية أو غير ذلك .
فيما كشف كاتب عمومي آخر أن زبائنه ليسوا فقط من كبار السن فحتى الشباب غير المعتادين أو غيرالمتمكنين من ملأ الأوراق الادارية يقصدونه من اجل ضمان سلامة معاملاتهم ووصولها الى المعنيين بشكل عادي .
وأكدت إحدى المسنات اللواتي تحدثن في ميكروفون القناة الاولى أنها لا تتقن الكتابة ولا القراءة وهي مضطرة للاستعانة بالكاتب العمومي في كل مرة تريد فيها أن تستخرج دفعات من الأموال من حسابها الجاري .
وفي أحد مكاتب البريد بالجزائر العاصمة حصل أحد المعاقين على مكتب اتخذه مكانا لملء الحوالات والشيكات وغيرها ،وأوضح أنه ظفر بهذه الزاوية بعد استشارة مدير بريد الجزائر وقابض المركز اللذين سمحا له بمزاولة نشاطه داخل هذا المركز .
ولا يقتصر عمل الكتاب العموميين على ملء الحوالات والصكوك فحسب، فأحيانا يؤدون دور الناصح والموجه انطلاقا من خبرته في هذه الامور لا سيما اذا تعلق الامر بالزبائن ذوي الاحتياجات الخاصة .
المصدر : الاذاعة الجزائرية
- القناة الأولى