الثلوج تغطي مدينة سطيف وباتنة وجيجل وأمطار تعيد الأمل الى قلوب الفلاحين

اكتست مدينة سطيف صباح هذا السبت رداء أبيضا جميلا بعد أن بدأ سكان عاصمة الهضاب العليا ييأسون من رؤيته خلال فصل الشتاء الحالي.
وغطت عديد السنتيمترات من الثلج (من 4 إلى 7 حسب المناطق) أسقف المنازل والأشجار والشوارع والمركبات المركونة وذلك وسط فرحة عارمة للأطفال الصغار الذين ارتدوا القبعات والقفازات ولعبوا كما هي العادة بكرات الثلج.
وإذا كان الأطفال الصغار مسرورين بممارسة لعبتهم الشتوية المفضلة فإن فلاحي منطقة الحبوب بالسهول السطايفية العليا ارتاحوا أخيرا مثلما يوضحه خثير بلة فلاح من منطقة بازر سكرة (العلمة) الذي أردف بأنه من شأن هذه الثلوج إبعاد شبح الجفاف.  
وقد تحرك القليل من المركبات فقط بالمدينة خلال الساعات الأولى من الصباح حتى وإن لم تتوقف حركة سير المركبات.
وتم تسخير كاسحات الثلوج التابعة لقطاع الأشغال العمومية لولايتي سطيف و برج بوعريريج هذه الأخيرة التي كان الوضع بها مشابها إلى حد ما.

وقد صنعت الثلوج ديكورا أبيضا بمدينة باتنة وضواحيها مما أسعد الأطفال والفلاحين على حد سواء. وابتهج الأطفال لتمكنهم أخيرا من صنع رجل الثلج و اللعب بكرات الثلج ، فيما ينظر الفلاحون لتساقط الثلوج على أنه أولى علامات سنة ستكون وفيرة.

وبأعالي الولاية وخصوصا بجهة تلمات وتافرنت غير بعيد عن مروانة ، حيث بلغ سمك الثلوج حسب المناطق أكثر من 15سم أتاحت أشجار الأرز بجبل الشلعلع والتضاريس الجبلية لنافلة التي غطتها الثلوج مشهدا رائعا أثار إقبال العائلات. وحتى إن تسبب تساقط الثلوج في بعض العراقيل لسائقي المركبات فإنه أثار ارتياح الفلاحين ومربي الماشية وجعل شبح الجفاف يتبدد بعد الشح الكبير للأمطار،هذا وقد شهدت ولاية المدية خلال ال24 ساعة الأخيرة تساقط أمطار غزيرة أعادت الأمل في قلوب فلاحي المنطقة بعد موسم تميز بشح الأمطار وانعكاسه على المحاصيل الزراعية سيما منها الحبوب التي لم تشهد انطلاقة حقيقية هذا الموسم حسبما ذكره مهنيين من الفرع.
وبالرغم من أن منسوب هذه الأمطار يعد ضعيفا بالنظر لمتوسط التساقط المسجل خلال هذه الفترة ، حيث تراوحت بين 300 و 500 ملم غير أن الفلاحين استبشروا بها كثيرا.
وقد أدخلت هذه الأمطار الفرحة في قلوب العديد من منتجي الحبوب بالجهة الجنوبية الشرقية من الولاية على غرار فلاحي بلديات عين بوصيف و ثلاثة دواور وأولاد معارف وكذا جيرانهم من بلديات شلالة العذاورة وسواقي وجواب ، حيث ستمكنهم من عملية بذر المحاصيل التي تأخرت هذا الموسم لعدة أسابيع لنقص الأمطار ، كما أثارت هذه الأمطار المصحوبة بثلوج الفرحة في نفوس فلاحي بلديات وسط المدية كالمدية والعمارية و أولاد براهم وبني سليمان وسيدي نعمان.
وبالرغم من بعض الصعوبات في حركة المرور المسجلة في الساعات الأولى من نهار اليوم على مستوى محور الطريق الوطني رقم 64 المؤدي إلى بلديات العمارية وبعطة وكذا الطريق الولائي رقم 68 الذي يربط بين عين بوصيف وشلالة العذاورة بسبب تراكم الثلوج على الطرقات غير أنه يبقى القول أن هذا الضيف الأبيض لقي استقبالا حارا من طرف المزارعين.
وبأعالي جيجل كذلك تساقطت كميات معتبرة من الثلوج ليلة الجمعة إلى السبت وتغطت مناطق تاكسنة وسلمة والشحنة الواقعة في المرتفعات برداء أبيض سميك وسط أجواء من البرد القارس مما أضفى فرحة كبيرة على قلوب الفلاحين والزوار الذين اكتشفوا منظرا طبيعيا خلابا . وقد تشير توقعات مصالح الأرصاد الجوية استمرار الأجواء الباردة مع تساقط الثلوج على  المناطق التي يصل علوها 700 متر.
وذكرت السلطات المحلية بأنه تم اتخاذ جميع التدابير اللازمة للتدخل في حال أن تسبب الثلوج في غلق الطرق ، هذا وسببت الأمطار التي تهاطلت على ولاية بجاية خلال أقل من 24 ساعة والتي فاق منسوبها ال64 ملم في تراكم المياه على الطرقات وتسربات هامة على مستوى البنايات الهشة حسب مصالح الحماية المدنية. ولم تخلف هذه الأمطار الغزيرة التي تساقطت على الولاية ليلة الخميس إلى الجمعة خسائر معتبرة بإستثناء سقوط شجرة ببجاية تسببت في إصابة أحد المارة بجروح تم نقله إلى مستشفى المدينة وفقا لذات المصالح.
وعلى العكس من ذلك فقد أدت الثلوج المتهاطلة خلال هذه الفترة القصيرة على الأماكن التي يزيد علوها عن 700 م في عرقلة حركة المرور على المحاور الطرقية الوطنية والبلدية -يضيف نفس المصدر- لافتا إلى صعوبات قي حركة المرور بالمناطق المجاورة لولاية سطيف.
ويتعلق الأمر أساسا بالطريق الذي يربط إيحباشن (بجاية) و بوعنداس (سطيف) بالطريق الوطني رقم 74 الذي أغلق بفعل الثلوج و كذا الطريق الولائي رقم 6 الرابط بين برج ميرة وأيت اسماعيل بوعنداس الذي أغلق في عدد من الأماكن، أما بالجهة الغربية للولاية فقد سجل وضع أقل تعقيدا باستثناء تدخل فرق الانقاذ على مستوى الطريق الوطني رقم 12 (بجاية- تيزي وزو) بمرتفعات منطقة أدكار (60 كلم غرب بجاية) بفعل الثلوج المتهاطلة على المنطقة والرياح العاتية (70 كلم/ساعة).وتقوم فرق التدخل على مستوى الطرقات بمهامها من أجل فتح الطرقات المغلقة وضمان في حركة المرور بصفة عادية ، مثلما أشير إليه.

في النهاية يعتقد المختص في شؤون الطقس والبيئة الشيخ فرحات أن الأمطار والثلوج المتساقطة خلال 24 ساعة الأخيرة من شأنها رفع المعدل الشهري للتساقط ، كما أن الأمطار المتهاطلة هذه تضاف الى تلك المتساقطة نهاية أكتوبر ومطلع نوفمبر ومن شأنها تغطية النقص المسجل في التساقط ما يجعل البلاد بعيدة عن أي جفاف محتمل .

المصدر : الاذاعة الجزائرية