يعاني العديد من المصابين بمرض الباركنسون بالجزائر بسبب انقطاعات الادوية الموجهة للاستطباب من هذا الداء الذي اصبح يصيب الشباب كما الكهول والمسنين، امام غياب التوعية والتعريف بالمرض الذي تحول بحق الى شبح مخيف .
و بالرغم من عدم توافر ارقام محددة عن ذلك ، الا ان الباركنسون او ما يعرف بالرعاش انتشر في السنوات الاخيرة في الجزائر بوتيرة متسارعة بين عديد الفئات العمرية ، فأصبحت العيادات والمستشفيات المختصة في امراض الاعصاب تستقبل عشرات الحالات من اجل الكشف و التأكيد على الاصابة بالمرض ، وهو ما يدخل الكثير من المصابين في دوامة القلق والاكتئاب والتفاجئ من اسباب الاصابة .
ونفى العديد من المصابين بمرض الباركنسون في روبورتاج بث ضمن برنامج صوت الجزائر على اذاعة البهجة حدوث اي مشاكل عصبية مسبقة لهم قبل اكتشاف المرض، لا سيما الشباب والعاملون منهم، وهو الامر الذي يرجعه المتابعون للمرض إلى انه عائد لضغوط الحياة اليومية والمهنية.
ومن بين اهم اعراض مرض الباركنسون - او الرعاش - الرجفة التي التي تكاد تكون غير مرئية في احدى اليدين الا ان ظهورها بشكل واضح يؤدي الى متلازمة الجمود والابطاء في الحركة وهو ما يمكن معه لأقرباء المصاب ملاحظته عن كثب ، للتبعه اعراض اخرى قد لا تظهر اجمالا عند المصابين، وهي صعوبة الكلام، فقد الحركة اللارادية، انعدام التوازن، وعدم القدرة على نصب القامة بشكل سوي والخرف.
ويظهر الباركنسون بشكل تدريجي وقد يحول حياة المصاب الى ماساة، ان لم يتم التعامل معه بطريقة جيدة، لا سيما وانه يتسبب في العديد من الاضطرابات، كالاكتئاب واضطرابات في النوم، ومشاكل في المضغ والبع، ومشاكل في التبول والامساك، ومشاكل اخرى..، و لا يمكن ان يتم تشخيص مرض الباركنسون إلا من قبل طبيب عام متمكن او طبيب اعصاب او طبيب امراض عقلية .
ويصاب المرء بمرض الرعاش او الباركنسون بسبب موت او عطل في خلايا المخ التي تنتج الدوبامين وهو ناقل كيمياوي في الدماغ يساعد على تنظيم الحركة العضلية في كامل اطراف الجسم ، ويعتبر الباركنسون اول مرض عصبي تم ايجاد دواء له بتوفير الناقل الحيوي الديبامين في عقاقير يتم تناولها بعد التاكد من الاصابة .
ويعرف التكفل بمرضى الباركنسون بالجزائر تذبذبا بسبب انقطاعات الدواء المعالج للاعراض وهو ما يزيد من الضغوط النفسية للمصابين الذين يعتريهم القلق على مستقبلهم المهني والاجتماعي .
وبحسب ما توضحه الدكتورة بن ديب مريم المختصة في جراحة الامراض العصبية فان ردة فعل المريض بعد تلقيه العلاج تختلف من مصاب لاخر ، كما يمكن للدواء ان يعطي اعراضا جانبية بعد سبع سنوات من تعاطيه ، وهو ما يحيل العديد من المصابين الى قاعات الجراحة من اجل ايجاد حل نهائي للمعضلة .
من جانبه اكد البروفيسور عبد النبي بن عيسى مختص في جراحة المخ و الاعصاب بمستشفى سليم زميرلي بالحراش ان علاج الباركنسون يتم بالاستطباب وملازمة الادوية التي تخفي كل الاعراض تقريبا في السنوات الاولى في اكثر من90 بالمائة من الحالات ،" غير ان هناك حالات تظهر عليها اضطرابات او مضاعفات بعد اخذ العلاج وهي الحالات التي نستقبلها في مصلحة جراحة المخ والاعصاب والتي نقترح فيها زراعة مشجع طبي"، حيث تزرع بطارية في صدر المريض يتم ربطها بالمخ مباشرة في حركة ممثلة لما تقوم به الاعصاب التالفة.
وتختلف درجة الاستجابة من مريض لاخر بعد الجراحة التي تبقى الامل الاكبر للعديد من المرضى ، كما ان سبعين بالمائة من المعالجين بالجراحة يعبرون عن تحسن لافت في نظام عيشهم ، بينما يعود اخرون الى تناول الادوية .
وينصح الاطباء المصابين بالابتعاد عن مسببات القلق والاكتئاب لأنها تزيد من الاضطرابات الحركية للمريض ، وكذا الحفاظ على الحركة من خلال المشي ومحاولة العيش حياة سليمة عبر الاكل وتفادي الامراض العصبية والقلبية والابتعاد ما امكن عن ضغوط الحياة بالمطالعة والمشي والاستماع الى الموسيقى ما قد يجنب الفرد امراضا عصبية كبيرة .
المصدر : موقع الاذاعة الجزائرية / اذاعة البهجة