دق بياطرة و خبراء في التغذية ناقوس الخطر بسبب التهديد الذي يلف استهلاك لحوم الدواجن غير المراقب والتي تتعرض للتسمين بمختلف انواع الادوية والهرمونات المتسببة العديد من الاضطرابات الصحية بعد استهلاكها .
ويكمن خطر تسمين الدواجن العشوائي في عدم استشارة البياطرة لاعتماد جرعات الأدوية والفيتامينات اللازمة للفراخ في مرحلة نموها الاولى ، فهناك ادوية مضادة لنزلات البرد واخرى لعلاج اعراض التوتر الذي يظهر جراء نقلها في الشاحنات، وبما أن المضاد الحيوي يبقى في جسم الدواجن مدة 19 يوما فان تم الذبح قبل انتهاء فترة علاج الحيوان فانه يكون لجسم الانسان مناعة ضد المضادات الحيوية التي تعطى له في الاستطباب antibioresitance ، وهو يعد من اهم التعقيدات الطبية التي ترافق حالات المصابين بالتعفنات التنفسية او الهضمية في المستشفيات .
وقد اكد بياطرة استضافهم برنامج صحة وعلوم بالقناة الاولى ان الطبخ لا يقتل المضادات الحيوية المضافة في تربية الدواجن ، لذلك يتعين على المربين ان يقوموا باستشارة المختصين في كل مرة ينوون فيها تقديم الادوية او مضافات التسمين للدواجن من اجل تفادي ظهور اعراض جانبية تأثر على صحة المستهلكين .
ودعا البياطرة والأطباء القائمين على المجال الفلاحي والتجاري الى تشجيع عملية ادماج واعتماد المربين الذين يستثمرون بشكل عشوائي في هذا القطاع مؤكدين أن 80 بالمائة من المربين يمارسون نشاطهم دون رقابة ويسوقون انتاجهم من اللحوم البيضاء في الاسواق دون تمريرها على المذابح الرسمية وهو ما قد يشكل خطرا حقيقيا على صحة المستهلكين.
ونفى مربو الدواجن في روبورتاج ذي صلة تم بثه ضمن برنامج صوت الجزائر على امواج اذاعة البهجة نفووا استعمالهم للهرمونات لتسمين الدجاج ، كما اكد مربو الديك الرومي من جانبهم عدم تعاملهم بالهرمونات اثناء تربيتهم لفراخ الديك الرومي ، مؤكدين ان الرفع من نسبة السوجا في تركيبة الغذاء المقدم هو ما يصنع الفارق ويظهر نتائج فارقة بين المربين ،مضيفين ان ذلك لا يضر بصحة الدواجن ولا بصحة المستهلك أيضا .
من جهة اخرى يوصي اطباء مختصون في التغذية بانتهاج الاستطباب الطبيعي لمواجهة الافات التي تصيب الدواجن من خلال استعمال مستخلصات عشبية تستعمل في البلدان الاوروربية من اجل علاج الدواجن ، وقد اشاروا الى دخول مركز علمي الخدمة في الجزائر من اجل تدعيم استعمال الاعشاب في الدفاع المناعي للدواجن والذي لا يشكل اي خطر على الحيوان ولا على المستهلك .
وقد اشارت السيدة دريقني بوضياف مفتشة بيطرية على مستوى مفتشية البيطرة لولاية الجزائر ان الغموض وعلامات الاستفهام المطروحة حول ما يقدم للدواجن، دفع بالجزائر الى وضع مخطط عمل من اجل مراقبة كل ما يستهلكه الجزائريون مضيفة ان هناك توأمة بين الجزائر والاتحاد الاوروربي لوضع المخطط الجزائري لمراقبة معديات وبقايا المضادات الحيوية، وفي والمرحلة الاولى من المخطط ستبدأ بحصر كل الاغذية المتداولة في السوق الجزائرية ابتداء من أخذ عينات عن كل المواد الغذائية المنتجة في الجزائر لا سيما فيما يتعلق بالعسل والبيض والدواجن بانواعها وكذا اللحوم الحمراء .
وترى درقيني ان هذا المخطط قد يأتي بنتائج ايجابية من شأنها ان تساعد على رفع مستوى التحكم في مصادر الاغذية المسوقة في الجزائر ومراقبة جودتها.
المصدر: إذاعة البهجة