اختلفت الروايات التاريخية حول قصة دار عزيزة وحول شخص المراة التي سمي عليها القصر والذي تحول اليوم الى متحف وطني ومعلم تاريخي مصنف عالميا ، الا ان جميع المهتمين بقصص القصور والبيوت العتيقة في الجزائر المحروسة يتفقون انه من بين ابرز شواهد عصر الاتراك في الجزائر .
و بحسب المؤرخين فان قصر عزيزة كان تابعا لآخر السلاطين العثمانيين في الجزائر، وتم اتخاذه كإقامة للضيوف الذين يأتون من البلدان الأخرى لإجراء علاقات مع الجزائر، فيما تروي المذكرات القديمة بأنه كان إقامة للأسقف، الا ان اقرب الروايات تشير الى ان الداي حسين قد انشا هذا القصر خصيصا لابنته عزيزة التي تمتعت بدلال كبير من طرف والدها...
وفيما يلي بعض الصور التي تبرز جمال هندسة دار عزيزة وتميز القصر بنمط معماري محلي ممزوج بالأسلوب العثماني
يمثل الصحن العنصر الرئيسي داخل هذه الدار ، فهو المكان الذي تنتظم حوله كل الغرف ، وهو ما يعطي رحابة وضوء اضافيا في الباحة المتوجة بالأعمدة، وهو ما يجعل القصر نموذجا عن كافة المنازل الجزائرية التي تميزت بجعل الزخرفة والديكور في الواجهتين الداخلية والخارجية للمباني .
يحوي القصر على طابقين، به حمام ومجموعة من المنازل ، تميزها نوافذ، أبواب وأسقف من الخشب المطلي المزين بالزخارف، وجدران مزينة.
تتكون الدار حاليا من طابقين، يحتوي الأول على أربعة أروقة تِؤدي إلى غرف تحتوي على تلبيسات خشبية دقيقة الصنع وتتشكل من نوافذ وأبواب وسقوف من الخشب المطلي الغني الزخارف والتي تحمل تأثيرات شرقية ، يتوفر القصر على عدة ملحقات مثل المطابخ والحمامات والمراحيض.
تتواجد دار عزيزة في القصبة السفلى بمقابل جامع كتشا، ولاتزال شاهدا حضاريا على قصر الجنينة الذي كان مقر الدولة والإدارة خلال الحكم العثماني للجزائر والذي نقل الى باب الجديد في 1817 ، بعد هروب الداي علي خوجة لاشتمامه رائحة انقلاب عسكري عليه.
تتماثل بنية الطابق الثاني بما بني في الطابق الاول ، حيث نجده يتوفر على رواق مزدوج وقاعة شرف واسعة وجميلة زينت بنقوش جبسية متقنة.
في 1830 ، تحولت دار عزيزة إلى ثكنة تحرس القائد الأعلى للجيش، لاسيما وأنّها توجد بالقرب من قصر حسان باشا ، وقد تم ادراج العديد من التعديلات عيه بعد الزلزال الذي دمر اجزاء مهمة منه لا سيما بعد الاحتلال الفرنسي الذي قام بانشاء نافورة في باحة القصر بالطابق الاول لتمويه وجود طابق سفلي .
تعتبر الدار احد المراجع الهندسية الهامة في قصبة الجزائر فالبرغم من ان انها فقدت صفتها الأصلية بسبب الزلزال الذي ضرب الجزائر العاصمة في 1716 ، وكذا التعديلات الكبيرة التي قامت بها قوات الاستعمار الفرنسي الا انها لاتزال تحافظ على ميزتها كاحدى البيوت الجزائرية المزخرفة بمزيج من النقوش والرسوم المستوحاة من الشرق والغرب في مزج رائع بين العمارة الاسلامية والهندسة الاوروبية ، ما يجعل الدار احد اهم بصمات الوجود العثماني في الجزائر المحروسة .
المصدر : موقع الاذاعة الجزائرية/حاشي علال