أكد مدير المعهد الوطني للدراسات الجيوستراتيجية الشاملة، الدكتور إلياس بوكراع، أن وسائل الإعلام كرهان استراتيجي تخضع أولا و آخرا إلى الرسالة الإعلامية الموجهة إلى الجماهير في صنع الرأي العام والتأثير به، و أن نجاحها أو فشلها في ذلك مرتبط أساسا بقوة المضمون.
و أوضح الدكتور بوكراع، خلال ندوة ألقاها هذا الخميس حول "وسائل الإعلام والرهانات الجيوستراتيجية" نظمتها الإذاعة الوطنية تحت إشراف وزير الاتصال حميد قرين عشية الذكرى 59 للإنشاء إذاعة الجزائر الحرة المكافحة ، أن الوسائل الإعلامية في الوقت الراهن باتت سلاحا من نوع آخر و أن ذخيرتها في خوض معارك صنع الرأي العام، هي الرسائل الإعلامية، و قال إن الإذاعة تبقى الوسيلة الإعلامية الإستراتيجية الأولى.
كما تطرق المحاضر إلى دور الوسائط الاجتماعية خلال ثورات ما سمي بـ"الربيع العربي"، مؤكدا أنها و على عكس ما تعتقده الأغلبية، لم تكن أبدا سببا في خروج الجماهير إلى الشارع أو التأثير في الرأي العام بدفعه إلى الانتفاض ضد بعض الأنظمة الحاكمة، بل لعبت دور المروج لرسائل إعلامية من صنع وسائط ضاغطة تخضع لأجندات معينة وفق مصالح معينة.
و قال، إن الربيع العربي المصري لم تصنعه الوسائط الاجتماعية و أنها لم تكن سببا في دفع المصريين إلى الشارع، لأنه ووفقا للإحصائيات، 05 بالمائة فقط من المجتمع المصري يملكون حسابا على الفايس بوك، و مع ذلك فإن الأغلبية الجماهيرية شاركت في "ثورة 25 يناير ".
و في السياق، أكد الدكتور بوكراع أن الوسائط الاجتماعية لا تملك أي قوة على الصعيد السياسي، و أنها استغلت أثناء ثورات الربيع العربي فقط لتحريك الأمور المحضرة مسبقا و الترويج لكثير من الأفكار المغلوطة، بدليل فضائح الفيديوهات المفبركة في الحرب السورية و المصرية على وجه الخصوص.
و خلص المحاضر إلى القول أن الوسائل الإعلامية كرهان استراتيجي تفقد كل قوتها و تأثيرها في صنع الرأي العام دون مضمون إعلامي قوي، و أن دور الانترنت و الوسائط الاجتماعية يبقى محصورا في رسم المواقف و الترويج لها.