مونديال البرازيل ...انطلاق موعد الكبار في بلد كرة القدم

توجهت أنظار عشاق الساحرة المستديرة بشغف مساء هذا الخميس لمشاهدة ما وعدت به البرازيل بأن تقدم أفضل حفل افتتاح لبطولات كأس العالم،  لتبدأ هذه البطولة التي يشارك فيها 32 منتخبا وتشهد 64 مباراة وسط حالة من الاحتجاجات والاضطرابات التي تسود البرازيل ضد الإنفاق الزائد على بطولة كأس العالم.

وانطلقت، النسخة الـ20 من العرس الكروي العالمي بالبرازيل بحفل ضخم يليق بمستوى هذا الموعد المتجدد كل أربع سنوات  ليكون متبوعا  بمباراة الافتتاح التي يخوضها منتخب البلد المضيف البرازيل بملعب "أرينا كورنثيانز" في ساو باولو ضد نظيره الكرواتي، ضمن الجولة الأولى من منافسات المجموعة الأولى، في رحلة البحث عن تعويض ما فاته قبل 64 عاما وهي المباراة التي حسمها البرازيليون لصالحهم بنتيجة (3-1) بعد أن انتهى شوطها الأول بتعادل الفريقين بهدف في كل شبكة.

وتعود كأس العالم إلى البرازيل البلد الأكثر تتويجا لخمس مرات - للمرة الأولى منذ 1950 حين وصل "سيليساو" إلى المباراة النهائية قبل أن يخسر أمام جاره الأوروغواي بهدفين مقابل هدف واحد أمام مائتي ألف مشجع غص بهم ملعب ماراكانا.

ولا تنفرد البرازيل بالعدد القياسي من حيث عدد التتويجات في تاريخ المنافسة العالمية فقط، بل تتميز كذلك بكونها المنتخب الذي شارك في كل الدورات النهائية للمونديال.

 

تحضيرات على وقع الاحتجاجات و المطالب الاجتماعية .... 

اهتزت البرازيل في الأسابيع القليلة الماضية على وقع الاحتجاجات الشعبية التي شارك فيها حوالي 200 ألف شخص، نزلوا إلى الشوارع عبر مختلف المدن البرازيلية تنديدا منهم بارتفاع أسعار المواصلات و احتجاجهم على المبالغ الكبيرة التي خصصتها الدولة للمونديال على حساب الخدمات الاجتماعية التي كانت و لازالت سيئة حسبهم.

وأكد المتظاهرون أن "البرازيل ليست دولة كرة قدم فحسب، لدينا مشاكلنا و احتياجاتنا، نحن نطالب الدولة بالاهتمام بمجالات أهم في الحياة مثل التعليم والصحة و التربية".           

قبل إنطلاق المنافسة بأيام قليلة، لا تزال خمسة ملاعب من بين ال12 التي ستحتضن المنافسة، تخضع لآخر الروتوشات، منها ملعب ساو باولو الذي سيحتضن لقاء القمة الافتتاحي بين البرازيل و كرواتيا.

وقد كلفت التحضيرات الخاصة بالموعد العالمي الخاصة بالمنشآت الرياضية  و الاتصالات و الأمن، الدولة مبلغ 9 ملايير يورو، في تظاهرة ستعرف توافد حوالي 600 ألف أجنبي على البرازيل .

ومن أجل ضمان الأمن خلال هذا العرس العالمي، جندت الحكومة البرازيلية 157 ألف شرطي و عسكري في عملية كلفت حوالي 709 مليون ريو (حوالي 286 مليون  يورو).

وسيتم توزيع قوات الأمن هذه على المدن ال12 التي تحتضن المنافسة و على الحدود و طول الشريط الساحلي و المجال الجوي.

 

رئيسة البرازيل.... نحن مستعدون للحدث الأبرز

أكدت الرئيسة البرازيلية ديلما روسيف أن بلادها مستعدة لاستضافة بطولة كأس العالم لكرة القدم داخل الملاعب وخارجها..وقالت "إن إرادة وتصميم الشعب البرازيلي قد دحرت المتشائمين".

ورفضت الرئيسة البرازيلية الانتقادات التي يسوقها المنتقدون من أن الدولة أسرفت في الإنفاق على هذه التظاهرة الرياضية العالمية قائلة إن دورة كأس العالم "ستترك إرثا غنيا للأجيال المقبلة يتمثل في البنية التحتية المتطورة التي شيدت لاستضافتها".

كما تهدد الإضرابات التي يقول عمال قطارات المترو إنهم سيعلونها بتقويض المباراتين الافتتاحية في "ساو باولو" والنهائية في "ريو دي جانيرو".

وبعد فوزها بتنظيم المنافسة العالمية الأكبر، وجدت البرازيل نفسها في مواجهة عدة صعوبات، أهمها تلك المتعلقة بالمنشآت التي كانت و لا تزال الهاجس الذي يؤرق لجنة تنظيم العرس العالمي في طبعته 2014.      

 

"الخضر"في المجموعة الثامنة....قيل انها متكافئة

تعتبر المجموعة الثامنة الأكثر تكافؤًا بوجود منتخبين أوروبيين هما بلجيكا وروسيا اللذان سيكونان مرشحين لحسم البطاقتين المؤهلتين إلى الدور الثاني في مواجهة الجزائر وكوريا الجنوبية اللتين تعتبران في طور البناء.

 

شاركت المنتخبات الأربعة في نهائيات كأس العالم مجتمعة 29 مرة، بينها 11 لبلجيكا وحدها كان آخرها في كوريا الجنوبية واليابان عام 2002، أما كوريا الجنوبية (9)، وروسيا (5) والجزائر (4 مرات).

تعتمد بلجيكا على جيل ذهبي ومدرب يعرف كيف يستغل قدرات لاعبيه، وتأمل بألا تكون الضغوطات كبيرة عليها.

في المقابل، تصل روسيا إلى البرازيل بطموحات عالية، خصوصاً أنها تريد الاستعداد بشكل جيد للنسخة المقبلة التي تنظمها عام 2018.

وتجدر الإشارة إلى أن كل من كوريا الجنوبية مع بلجيكا وروسيا بلغ الدور نصف النهائي سابقاً في كأس العالم، كوريا الجنوبية عام 2002 عندما استضافت البطولة، وبلجيكا مرتين عامى 1982 و1986 بينما وصلت روسيا في 1966 إلى نصف النهائي عندما كانت تلعب باسم الاتحاد السوفيتي.

 

الجزائر للمرة الرابعة...هل حان وقت تخطي دور المجموعات؟

حفظ المنتخب الوطني الجزائري لكرة القدم ماء وجه الكرة العربية بتأهله على حساب بوركينافاسو كالمنتخب العربي الوحيد الذي يصل إلى نهائيات كأس العالم للمرة الثانية على التوالي.

وتعد مشاركة المنتخب الجزائري في مونديال البرازيل الرابعة في تاريخه، بعد مشاركته في نهائيات أعوام 1982 و1986 و2010.

وسيسعى أشبال المدرب البوسني خاليلوزيتش إلى تجاوز الدور الأول في البرازيل وهو ما سيكون بمثابة إنجاز تاريخي للخضر رغم صعوبة المأمورية. 

ولم يتمكن المنتخب الوطني خلال المشاركات السابقة من التألق، باستثناء مشاركته المشرفة في مونديال 1982 بإسبانيا والذي سجل فيه فوزا تاريخيا على ألمانيا 2 – 1، وهي المباراة التي ما زالت الجماهير الرياضية الجزائرية تتذكرها تحت مسمى "ملحمة خيخون"، ذلك أنها جرت على ملعب المولينون في مدينة خيخون الإسبانية.

وفي ثلاث مشاركات خلال نهائيات كأس العالم، لعبت الجزائر تسع مباريات فازت في مقابلتين تعادلت في إثنتين و إنهزمت في خمسة. وسجل المنتخب الجزائري 6 أهداف مقابل 12 تلقتها الشباك الجزائرية.

 

مونديال البرازيل...بطاقة حمراء في وجه عمالة الأطفال

وبينما يستعد الناس بالمليارات لمتابعة حفل افتتاح كأس العالم لكرة القدم 2014 في البرازيل هذا الخميس، تُطلق منظمة العمل الدولية نسختها لعام 2014 من حملة البطاقة الحمراء في وجه عمل الأطفال.
 

 وقد أُطلقت حملة البطاقة الحمراء لأول مرة خلال نهائيات كأس الأمم الأفريقية 2002 لتسليط الضوء على استخدام الأطفال في تصنيع وخياطة كرة القدم، حيث برزت هذه القضية خلال كأس الاتحاد الأوروبي عام 1996.

 

جدول مباريات كأس العالم 2014 بالبرازيل

المصدر: موقع الاذاعة الجزائرية