قتل أربعة جنود تونسيون اليوم الاربعاء في انفجار لغم زرعه إرهابيون بجبل "ورغة" بولاية الكاف وذلك بعد 24 ساعة من اصابة جنود اخرين بجروح داخل المنطقة نفسها حسب مصدر امني .
وأبرز الناطق باسم وزارة الداخلية التونسية السيد محمد علي العروي ان العمليات الامنية والحملات التمشيطية متواصلة بجبال ولايتى جندوبة والكاف شمال غرب التى ترابط بها "بقاي من مجموعة ارهابية" مشددا على تواصل العمليات العسكرية بغية القضاء على كل العناصر الارهابية وتدمير مواقعها.
وشهدت مرتفعات الشعانبي بولاية القصرين عام 2013 انفجار عدد من الالغام زرعتها عصابات إرهابية أودت بحياة العديد من الجنود.
وتعيش تونس على وقع توترات أمنية حادة وذلك منذ الانتفاضة التي أطاحت بالرئيس السابق زين العابدين بن علي في يناير 2011 حيث واجهت البلاد هجمات ارهابية طالت العديد من المرافق والمناطق كما لقي العديد من أعوان الامن مصرعهم في مواجهات مع عصابات مسلحة قادمة من الاراضي الليبية فيما حملت الجهات الحكومية جماعات "أنصار الشريعة" الجهادية التابعة لتنظيم القاعدة الإرهابي مسؤولية هذه الاعتداءات.
وأمام تزايد التوترات الامنية قررت الحكومة التونسية إنشاء "قطب أمني شامل" وهو هيئة تعنى بمقاومة ظاهرة الارهاب والتهريب والجرائم المنظمة.
وتتمثل الاهداف المتوخاة من إنشاء هذه الهيئة في "توحيد عمل كل الاطراف المتدخلة بغية تحسين النجاعة والسرعة فى التعاطى مع الاحداث ومتابعة كل ما يتصل بمقاومة الإرهاب من جمع للمعلومات واجراء التحريات وصولا إلى شن العمليات العسكرية الميدانية".
وبالموازاة مع ذلك تعهد رئيس الدولة التونسي محمد المنصف المرزوقى مؤخرا ب"العفو" عن الجهاديين المختبئين بمرتفعات الشعانبى شريطة "عدم تورطهم في عمليات القتل وتسليم أنفسهم للسلطات".
وأكد ان "باب العفو والصفح مفتوحة أمام المغرر بهم إن كانت أيديهم غير ملوثة بالدماء" داعيا إياهم "لالقاء السلاح وتسليم أنفسهم للسلطات والعودة الى حاضنة الشعب".
وذكر بأنه تقرر خلال آخر اجتماع للمجلس الاعلى للأمن إعداد قوانين للعفو والصلح والمصالحة تعني كل من لم يشارك في عمليات القتل.
وكان الرئيس التونسي قد اتخذ مؤخرا قرارا يتعلق بإعلان مرتفعات الشعانبي وبعض الجهات المتاخمة لها "منطقة عمليات عسكرية مغلقة" وذلك بسبب تنامي نشاط شبكات الجرائم المنظمة لاسيما المتاجرة بالاسلحة والذخيرة والمخدرات واستعمال السلاح
وزرع الالغام ضد القوات المسلحة.
