ناقش فوروم الإذاعة الجزائرية هذا الخميس مع وزير المجاهدين الطيب زيتوني، وزير الشباب عبد القادر خمري و وزيرة التضامن و الأسرة و قضايا المرأة مونية مسلم ، عددا من المحاور المتعلقة بتجسيد الحكومة لسياسة التلاحم الوطني و أخلقة الحياة العامة و تعزيز التضامن الوطني ، و رهانات الجزائر في الوفاء لرسالة الثورة بتقوية ركائز الدولة و حماية مقوماتها، كما تطرق إلى نصيب الشباب الجزائري في مسار بناء الدولة الحضارية و تكريس مبدأ تواصل الاجيال.
و في تدخله أكد وزير المجاهدين الطيب زيتوني أن البرنامج الخاص بوزارة المجاهدين و المنبثق أساسا من مخطط عمل الحكومة يركز على شقين أساسيين هما، تكفل الدولة بالحالة الصحية و الاجتماعية و النفسية للمجاهدين و ذوي الحقوق و كذا الحفاظ على الذاكرة الوطنية و تبليغها لجيل الشباب.
و أوضح أن الوزارة تعكف حاليا على عمل جبار على المستوى القاعدي يتعلق بعملية مسح شامل على المستوى الوطني بهدف إحياء كل ذكريات الثورة الجزائرية من خلال تسجيل شهادات المجاهدين لبلورة عمل كامل من شأنه تبليغ رسالة الثورة لجيل الشباب.
زيتوني: المنظومة القانونية لوزارة المجاهدين تجاوزتها الاحداث
وكشف وزير المجاهدين عن الانتهاء من تنصيب اللجان المكلفة بمراجعة النصوص القانونية الخاصة بالمجاهدين وذوي الحقوق واصفا المنظومة القانونية الحالية بالمنظومة التي" تجاوزتها الاحداث.
وقال الطيب زيتوني إن الكثير من المراسيم القانونية قد تجاوزتها الأحداث كاشفا عن تنصيب خلايا في مجال الاعتراف والمنح وفي مجال الشؤون الاجتماعية للمجاهدين وذوي الحقوق مؤكدا أن هذه اللجان تعكف الآن على إحصاء المنظومة القانونية وإعطاء بدائل واقتراحات للوصول إلى مشاريع قانونية ترفع الى الحكومة . مضيفا أن الوزارة اليوم اصبحت اليوم ورشة مفتوحة من اجل مراجعة كل القوانين والنصوص المتعلقة بحقوق المجاهدين وذوي الحقوق، و جدد زيتوني – وهو ابن شهيد ومن الجيل الجديد- اعتبار تكليفه من طرف رئيس الجمهورية بحقيبة حساسة وهامة مثل وزارة المجاهدين رسالة منه لكل الشعب وللمجاهدين وأبناء الشهداء وأبناء المجاهدين وللشباب خاصة، رسالة لابد أن تقرأ جيدا داعيا وسائل الاعلام الى المساهمة في التحسيس .
و ردا على سؤال حول الانجازات الثقافية لوزارة المجاهدين أكد الطيب زيتوني أن هذه الاخيرة بصدد إنجاز فيلمين تاريخيين عن شخصية الشهيدين العقيد لطفي و كريم بلقاسم و قال أنهما سيكونان جاهزين خلال شهر نوفمبر القادم، كما تحدث عن فيلم "أسد الأوراس" الذي تم بثه على التلفزيون الجزائري، و عن مساهمة وزارة المجاهدين في إنجاز فيلم "أحمد زبانة".
وفيما يتعلق بالاحتفالات بذكرى الاستقلال في الخامس جويلية اكد زيتوني ان الوزارة بالتنسيق مع كل القطاعات الوزارية الأخرى بما فيها وزارة الخارجية أعدت برنامجا احتفالا ضخما بالمناسبة داعيا في هذا السياق إلى ضرورة ان يحدث تحول جذري في الاحتفال بهذهلا المناسبة طالبا من فعاليات المجتمع المدني ان تشرف على العملية لاخراجها من الرسمية واعادتها الى ما يليق بها من شعبية.
وزارة التضامن ترفع منحة الاعاقة 100/100 وتكشف عن بطاقة جديدة للمعاقين
أما وزيرة التضامن و الأسرة و قضايا المرأة مونية مسلم، فقد تطرقت إلى العملية التضامنية الخاصة بشهر رمضان لهذه السنة، موضحة انها جزء من سياسة التضامن في الجزائر لأن هذه الأخيرة لا تنحصر في قفة رمضان أو في المساعدات الموسمية، بل أنها تتجه إلى المجال الأوسع المنشغل بمحاربة الفقر و التهميش و مساعدة الطبقة الهشة على بلوغ مستويات معيشية أفضل من خلال دفعها إلى الإنتاج.
كما تحدثت مونية مسلم عن عملية توزيع فقة رمضان لهذا الموسم، مؤكدة أنها مرت بسلاسة تامة و وفقا لتوجيهات الرئيس بوتفليقة باحترام كرامة المواطن و تقديم المساعدات لكل من يحتاج إليها .
و أضافت أن ولايات عديدة أنهت توزيع قفة رمضان على المعوزين قبل حلول رمضان و أخرى خلال اليومين الأولين منه، فيما تستمر بعض البلديات في توزيعها حتى الآن و ذلك بسبب إضافة قوائم جديدة بأسماء عائلات محتاجة تأخرت في التسجيل.
وأفادت مونيا مسلم ان وزارة التضامن قررت رفع منحة المعاقين بسبة مئة بالمئة كما كشفت عن عزم مصالحها اصدار بطاقة جديدة لذوي الاحتياجات الخاصة .
و أكدت مسلم صدور المرسوم التنفيذي قريبا في هذا الشأن ،كما كشفت الوزيرة عن بطاقة جديدة للمعاقين تخضع لمقاييس المنظمة العالمية للصحة مؤكدا ان هذه البطاقة سيكون من شأنها إحصاء فئة ذوي الاحتياجات الخاصة ونسب الاعاقة ومستوياتها وطبيعتها لتسطير سياسة خاصة بهذه الفئة . كما حذرت الوزيرة من تفاقم ظزاهرة الاعاقة الذهنية مرجعة أسبابها إلى زواج الأقارب في الغالب . كما كشفت ايضا عن مشروع مع وزارة االشؤون الدينية والاوقاف للتحسيس بالظاهرة مضيفا إلى إن وزارتها تتعاون ايضا مع وزارة الصحة من اجل الوقاية من الامراض.
وفي ردها على سؤال حول نزوح الأفارقة أكدت مسلم أن الجزائر ترحب بكل الاخوة والاشقاء الذين يعيشون ظروةفا قاهرة جعلتهم يلجؤون الى االجزائر مؤكدة ان الجزائر تسعى للتكفل بهذه الفئة ولكن دون اكراه مضيفة أن هناك بعض المحاولات لتجميع النازحين الافارقة باءت بالفشل لوجود حساسية لدى هؤلاء من التجمعات السكانية . واضافت الوزيرة ان هناك تعليمات عليا للتكفل بالرعياة الصحية والاطعام لكل النازحين مشددة ان العملية تتم دون اكراه مفضلة تكليف الهلال الاحمر بالعملية .
خمري: ضرورة مواصلة اسلوب الانفتاح على الشباب
من جانبه تحدث وزير الشباب عبد القادر خمري خلال هذا الفوروم ، عن انشغالاته ببناء مفهوم لوزارة الشباب قادر على إقناع هذه الفئة بوجود كيان داعم لهم و مهتم بانشغالاتهم و همومهم ، قائلا أن ذلك سيكون عن طريق الانفتاح على الشباب و هو الأمر الذي لم يعد صعبا في ظل الحركية الإعلامية التي تعرفها الجزائر و شبكات التواصل الاجتماعي .
و أضاف أن أفضل الصيغ للتواصل مع الشباب هو تنظيم ما أسماه "بندوات الإصغاء" مؤكدا أنها ستكون مفتوحة على كل الفاعلين الاقتصاديين و الاجتماعيين بهدف تحديد الانجازات و التراكمات و النقائص من أجل بلوغ لغة الحقيقة و الوصول إلى الأساليب الأنجع لمعالجة مشاكل الشباب.
كما تطرق عبد القادر خمري إلى مبدأ العدالة الاجتماعية الذي ركز عليه برنامج رئيس الحكومة عبد المالك سلال، مؤكدا أنه لا يمكن العمل على هذا المبدأ دون ثروة اقتصادية و رفع لمردودية العمل الاقتصادي في كل المجالات قائلا ان قرار العودة إلى لتصنيع الجزائر هو قرار استراتيجي و مهم جدا.