ناقش برنامج "منتهى السياسة" لإذاعة الجزائر الدولية هذا الثلاثاء تداعيات التصعيد العسكري الإسرائيلي ضد قطاع غزة مؤخرا واحتمالات اندلاع انتفاضة ثالثة على خلفية قتل الفتى الفلسطيني محمد أبو خطير حرقا من قبل مستوطنين إسرائيليين حيث أكد المشاركون من خبراء وأساتذة على أن هذا العدوان له أهداف سياسية بحتة تسعى من خلاله إسرائيل إلى تدمير مشروع المصالحة والقضاء على الوجود السياسي لفلسطين.
في هذا الجانب يرى الكاتب والصحفي صالح عوض أن العملية العسكرية التي شنتها إسرائيل ضد قطاع غزة ليست لها أي مبررات موضوعية مباشرة والهدف من هذا العدوان الإسرائيلي هو سياسي بحت يرمي بالدرجة الأولى إلى ضرب المصالحة الفلسطينية .
وقال صالح عوض " إن إسرائيل تتجه من خلال غاراتها العسكرية إلى تحقيق أهداف سياسية نظرا لوقوعها في مأزق محرج مرده عدم رغبتها في التسوية وبات موقف الاحتلال الإسرائيلي فاضحا لدرجة أنه لم يقبل بالتنازلات الفلسطينية الكبيرة التي قدمتها الجهات الرسمية الفلسطينية لتفادي حدوث أي خلاف وتصادم ".
وأضاف المتحدث ذاته أن سعي فلسطين من خلال اللجوء إلى المنظمات الدولية للحصول على كيان سياسي وقدرتها على التفاوض بطريقة ندية سببت لإسرائيل حرجا كبيرا وبعثرت كل أوراقها مؤكدا أن معركة إسرائيل الحقيقية هو عدم وجود سياسي لفلسطين .
وعن احتمال اندلاع انتفاضة ثالثة أشار الكاتب صالح عوض أن كل الشروط الأخلاقية والسياسية مهيأة لنشوبها خاصة وانه هناك حديث خلال هذه الأيام عن إعادة ترتيب وتحضير لقيادة فلسطينية جديدة وهو ما تدفع به إسرائيل مبرزا أن فلسطين تمر بامتحان عسير.
من جهته أوضح الدكتور محمد صلاح ممثل الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين بالجزائر أنه هناك أهداف محددة للعمليات العسكرية التي شنتها إسرائيل ضد غزة منها عرقلة مشروع المصالحة الوطنية الفلسطينية والعمل على تفتيتها وكذا محاولة استنزاف لقوى المقاومة من خلال توجيه ضربات موجعة لها وذلك لتيئيس الشعب وضع للمقاومة بشكل دائم مربع نار محاولة استنزاف قواها وتوجيه ضربات لها حتى تحث شرخا بين المقاومة والشعب الفلسطيني .
وفي معرض حديثه عن احتمال حدوث انتفاضة فلسطينية جديدة أبرز محمد صلاح إمكانية اندلاعها بقرار شعبي معتبرا أن المناخ الفلسطيني الرسمي الشعبي يستبعد وجود أي تصادم داخلي ولابديل عن الخيار الشعبي لأن خيار التسوية والمفاوضات أثبتت التطورات فشله لأننا أمام عدو لا يقبل بالتنازلات.
هذا ويعتقد الدكتور زهير بوعمامة أستاذ في العلوم السياسية والعلاقات الدولية أن ضرب المصالحة الفلسطينية تعد من ضمن الأهداف السياسية للعدوان الاسرئيلي على غزة ومن الطبيعي أن تفعل إسرائيل كل شيء لخلط الأوراق بطريقة تجعل طرفي المصالحة حركة فتح وحماس أمام مأزق حقيقي وترجعهما إلى المربع الأول.
وأضاف زهير بوعمامة أن هذا العدوان المسمى "بالجرف الصامد" ليست له أي مبررات موضوعية وإنما أرادت إسرائيل أن تثبت وجودها بشكل متواصل من خلال تدمير المصالحة الفلسطينة.
المصدر:الإذاعة الجزائرية