دعت الجزائر هذا الأحد على لسان وزير الشؤون الخارجية, رمطان لعمامرة, الأمين العام للأمم المتحدة, بان كي مون, إلى التحرك السريع لوقف العدوان الإسرائيلي على الفلسطينيين في قطاع غزة, مؤكدة ضرورة استئناف المفاوضات من أجل التوصل إلى اتفاق سلام شامل ينهي الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية.
و جاءت هذه المناشدة في رسالة وجهها لعمامرة للأمين العام الاممي الذي سيقوم بزيارة لمنطقة الشرق الأوسط, جاء فيها على وجه الخصوص: "في سياق زيارتكم إلى منطقة الشرق الأوسط للمساعدة على إنهاء العدوان على الشعب الفلسطيني نناشدكم و من خلالكم المجتمع الدولي و الضمير العالمي لتحمل مسؤولياتكم إزاء الشعب الفلسطيني الأعزل و التحرك السريع و الجدي و الفعال وفق المنظومة الأممية لاتخاذ التدابير اللازمة من أجل الوقف الفوري لهذا العدوان السافر و إنقاذ أبناء الشعب الفلسطيني من المجازر التي ترتكب يوميا في حقه و التي تعد انتهاكا صارخا للمواثيق الدولية و القانون الإنساني الدولي".
و في تأكيده على ضرورة بذل كافة الجهود لاستئناف المفاوضات التي تشرف عليها الولايات المتحدة الأميركية بهدف التوصل إلى "اتفاق سلام شامل ينهي الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية وفق المرجعيات الدولية و يثبت قيام الدولة الفلسطينية المستقلة و عاصمتها القدس الشريف على حدود 1967, أكد لعمامرة أنه في هذه الأثناء يتعين على المجتمع الدولي ضمان الحماية للشعب الفلسطيني الشقيق و رفض تحميله مسؤولية تدهور الأمن في المناطق المحتلة كما يتعين الضغط القوي على إسرائيل لحملها على الوقف الفوري لعدوانها السافر و الانصياع للشرعية الدولية".
و بعد أن جدد وزير الشؤون الخارجية إدانة الجزائر "الشديدة" للعدوان الإسرائيلي الوحشي ضد المدنيين العزل في قطاع غزة, أكد أنه آن الأوان أن تتحمل الهيئات الدولية مسؤولياتها و تقوم بواجباتها تجاه حماية الشعب الفلسطيني و تفرض على المعتدي "ضوابط و حدودا لسلوكاته العبثية" من خلال فرض احترام قواعد و مبادئ القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني لاسيما اتفاقيات جنيف الأربع و كل التشريعات الدولية ذات الصلة لضمان حقوق و حياة الشعب الفلسطيني الأعزل و أولها حقه في العيش الآمن.
"إن الجزائر رئيسا و حكومة و شعبا إذ تجدد إدانتها الشديدة للعدوان الإسرائيلي الوحشي ضد المدنيين العزل في قطاع غزة و إدراكا منها لخطورة تدهور الأوضاع في المنطقة و لدقة و حساسية اللحظة التي تجتازها قضية الشعب الفلسطيني و انطلاقا من مواقفها الثابتة تجدد تضامنها المطلق و الكامل مع الشعب الفلسطيني الشقيق والتزامها بالاستمرار في مساندته و الوقوف إلى جانبه و حشد الدعم و التضامن الدولي معه ودعم حقوقه الثابتة و أولها حقه في إقامة دولته المستقلة و عاصمتها القدس الشريف", كما جاء كذلك في رسالة وزير الشؤون الخارجية.
و جاء في نفس الوثيقة: "كما تأمل الجزائر من معاليكم أن توظفوا السلطة الأدبية و السياسية و القانونية لهيئة الأمم المتحدة في نصرة الشعب الفلسطيني من خلال الإيقاف الفوري للعدوان و تطبيق كافة قرارات الشرعية الدولية الرامية إلى تحقيق سلام عادل و شامل و دائم في الشرق الأوسط يشمل حتما إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة و عاصمتها القدس الشريف".
و خاطب لعمامرة بان كيمون بقوله أيضا: "تقومون بزيارتكم المنتظرة إلى الشرق الأوسط في هذه الظروف العسيرة التي يتعرض فيها أبناء الشعب الفلسطيني الشقيق في قطاع غزة منذ السابع من جويلية و بعد حصار جائر دون وجه حق لعدوان وحشي متواصل في استهداف منظم و متعمد للمدنيين الأبرياء من أطفال و نساء و شيوخ بالإضافة إلى تدمير ممنهج للبنية التحتية من مؤسسات خدمية و مستشفيات ومساجد أدى إلى سقوط المئات من الشهداء و آلاف الجرحى و هي أعداد في تصاعد مستمر في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي الغاشم و تصعيده. إنها إبادة لشعب أعزل يرزح تحت غطرسة و وحشية سلطة الاحتلال".
و أضاف لعمامرة ان هذا العدوان السافر يتزامن مع ما تشهده الأراضي الفلسطينية من اجتياحات و اعتقالات لأبناء الشعب الفلسطيني يرافقه تكثيف الاستيطان و الاستمرار في عمليات تهويد القدس و عزل المناطق جغرافيا و تحريض المستوطنين لترهيب الفلسطينيين و تهجيرهم و الاستيلاء على أراضيهم و مزارعهم و مواردهم المائية".